(مِفْتَاحُ الشَّمْسْ)
صُعُوداً، ولا أَدري إلى أينَ أَصْعدُ
فَلَيْلُكِ مَشهُورٌ، وَصُبحُكِ مُغمَدُ
ظَلامٌ مُمِيتٌ، والمَفَاتِيحُ فِي يَدِي
تُعَانِقُ عَينَ القفلِ، والبَابُ مُوصَدُ
يدٌ بَينَ أَسْرَابِ الظَّلامِ تَسَلَّلَتْ
إلى البَابِ، تَهْوِي حِينَ تَقطَعُهَا يَدُ
وَأنَّات مَن فِي البَيتِ مَعزُوفَةُ الأَسَى
يُرَتِّلُهَا في اللَّيلِ دَمعٌ مُغَرِّدُ
تَدَلَّى من السَّقْفِ الوَشِيكِ انْهِيَارُهُ
سِرَاجٌ له كُلُّ القَنَادِيلِ تَسجُدُ
بِهِ بَسمَةٌ، دَمْعٌ، ظَلامٌ، إِضَاءَةٌ
وَجُرحٌ لَهُ نَزْفٌ، وَجُرحٌ مُضَمَّدُ
هُنَاكَ بِصَدرِ البَيتِ يَسْطُعُ مُنطَفٍ
وَشَمْسٌ بِأَرحَامِ المَسَاءَاتِ تُولَدُ
هُنَاكَ رَحَى الأَيَّامِ تَطْحَنُ مَا ونى
مِنَ الصَّبْرِ كَيْ يَنْمُو عَلَيهَا التَّجَلُّدُ
وَفَلَّاحَةُ الزَّيتُونِ تَحْضنُ جِذْعَهُ
وَمِنْجَلُ أَربَابِ النَّقِيصَةِ يَحصِدُ
عُقُودٌ وَفَانُوسُ الكَرامَةِ مُطْفَئٌ
وَصَوتُ الزَّئِيرِ الحُرَّ فِينَا مُقَيَّدُ
بَنَوا بالدماءِ الطَّاهِرَاتِ صُرُوحَهُمْ
شُمُوخًا يَطَالُ النَّجمُ، والنَّجمُ يَشهَدُ
زَنازِينُهمْ ملأى بِنُورِ صُدُورِهِم
وَآَفَاقُنا ظَلْمَى بِمَا نَتَعَبَّدُ
فَهلْ يَسْتَوي مَنْ قَبْضَةُ الطِّينِ سِجْنُهُ
وَمَنْ رُوحُهُ تَرقَي السَّمَاءَ وَتَصْعَدُ
صُعُوداً، وَضَوءُ العَارِجِينَ إلى السَّما
يُفَتِّحُ أَبْوابَ السَّماءِ وَيُوصِدُ
وَمَا زَالَ في سَمعِي رَنِينُ مَفَاتِحٍ
هِيَ الأَمَلُ البَاقِي لِيَبْتَسِمَ الغَدُ
طلال النوتكي
19\3\2012