[يزيد فاضلي]

...شيءٌ جميلٌ ومفيدٌ ونافعٌ حقًّا-أخي الكريم المبدع-أن تسيحَ بنا هذه السياحة الأدبية الفنية الممتعة في دروب ( الأدب ) وأفانين معانيه المياسة الجميلة،وشيءٌ أجملُ أن تجوسَ خلالَ تلك الرياض المُخضوْضرَاتِ فما ينفكُّ قلمُكَ يَقتطفُ لنا من كل مِشْتـَلٍ زهرة ًدانية ًمن تلكَ الأزاهير التي تكشفُ لنا ؛ لاَ عن ( الأدب ) كمصطلـَحٍ فقط،بل عنه كقيمةٍ فنيةٍ ذاتِ إرْثٍ رائقٍ،لا يقومُ حيثُ يقومُ إلا وهُوَ مُطرَّزٌ بما سماهُ أبوحيان التوحيدي-وغيْرُهُ-يوماً : (( السِّحْـــــرَ الحَـــــلاَلَ ))...

فأنـَّــى رُحْنا واقتفيْنا الأدبَ في مراحله التاريخية الكبرى..منذ العصر الجاهلي إلى وثبَتِهِ المعاصرة،وبصرف النظر عن شكلهِ النثري و الشعري وكذا عن أغراضه وضروبه المختلفة،فإن المتعة دائماً مضمونة،وما تكادُ الذائقة تستمرئُ منه حَظَّـا حتى تغترفَ من حَظٍّ آخر،وكأنما الأدبُ العربي في النهاية سَلـْسَلٌ من سَلـْسَلٍ يمتدُّ في سُرادِقاتِ الجمال كَحِزْمَةِ أطيافٍ لا يرسو بها الأفـُقُ الفسيحُ على بَهاءٍ محدودٍ..!!!

قد يكونٌ هناكَ ما يَعِنُّ للناقد الحصيف-وبنظرةٍ أكاديميةٍ مُمَنهَجَةٍ-بخصوص تحديد المفاهيم ( مفهوم الأدب كعلم ومفهومه كفن ) من حيثُ نظرة ُ القدماءِ والمُحْدثينَ إليه كعِلـْمٍ فقط أو كفَنٍّ فقط..أو كليْهِما في اطـِّرَادٍ وتسَاوُقٍ..أو مَنْ منهما الأعَمُّ الذي يَحوي بعباءتِهِ الأخصَّ..أو مَنْ منهما الذي يترتبُ عن الآخر...

ليَكُنْ هذا أو ذاكَ أخي المبدع الكريم..

فما مِنْ ريْبٍ أنَّ الأدبَ العربي كعلمٍ-له في دلالةِ المصطلح ما يَحوي على المنهج والتحليل-وكفنٍّّ-له من مقوِّماتِ التوَثُّبِ الإبداعي ما لايَخفى على أحَدٍ-ما مِنْ رَيْبٍ أنَّ له سَعَة ًرحبَة ًفي أن يكونَ عِلماً وفنًّا في ذاتِ الوقتِ وفي غيْر إحساسٍ بعُقدةِ الضعَةِ أو النقص التي رَكِبَتْ آدابَ الآخرينَ فصارَ لا مندوحة من تهجينها وتدجينها بالاستيراد والاسترداد كما قالَ أستاذُنا الدكتور شوقي ضيف رحمه الله عنها ذاتَ مرة..!!!

استمتعنا-أخي الحبيب-بهذه الفسيفسائيةِ الأدبية التي أوْلمتـَنا إياها على خوانِكَ العامر..فجوزيتَ خيراً،وشكَرَ اللهُ لكَ،ورجائي أن لا تحرمَنا من إطلالتِكَ البهية...