[محمد سالم الشعيلي]

قوافي
موضوع رائع راقي أحييه وأصب عليه عطر العود.
لخص لنا فرع من أسلوب النقد في الأبيات الآتية:
تعمدني النصيحة بانفـــــرادٍ .... وجنبني النصيحة في الجمــاعة
فإن النصح بين الناس نوع .... من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت قولي .... فلا تجـــزع إذا لم تعــــط طاعة

وبما أنه من ضمن محاضراتي في موضوع بناء القائد سوف أدلي بدلوي المعطوب.

ماهي صفات الناقد الحقيقي في نظركم ايها القراء ....؟
الناقد يجب أن يتميز بروح القائد وأن يكون لديه 3 صفات مهمة وهي:-
- الحزم
- العاطفة
- الإبداع
فالناقد يجب أن لا يرى الموضوع من مسرب واحد فقط بل يجب عليه تحليله وهذا يتأتى من خلال إلمامه بالمواضيع التي ينوي نقدها. ومن شروط الناقد أن:
- يبتعد عن الأمور الشخصية في نقده لاي أمر وعليه النظر للموضوع لا طبيعة ونوع الفرد أثناء النقد.
- إتباع منهج التسلسل وعدم الهجوم أو الإستفزاز.
- تسهيل عملية النقد بترك الطرف الآخر ينتقد نفسه أو يعبر عن نفسه.
- التخصيص لا التعميم في أي نقد فلا يقال ( لا تعجبني تصرفاتك ) بل ( لاحظت أنك تميل للخمول والكسل مثلا ).
- التوجيه لا الشمولية أي لا نقول ( هناك من يتسبب في الفوضى والتغيب وهو يعرف نفسه ) بل ( فلان ألاحظ عليك بعض ... )
- النقد للتطوير والتغيير للأفضل لا العقاب واللوم.

وما هو دور النقد في تنمية الموهبة .......؟
هناك نوعين من النقد كما هو معروف:
- نقد بناء وهو النقد الذي يطور وينمي المهارات ويدير التغيير.
- نقد هدام وهو النقد الذي يحبط ويثبط الهمم ولا نريده أبدا.

يرتكز النقد البناء على ثلاث مراحل مهمة وهي:
التمهيد: وهي إختيار الموقع والوقت المناسب وأن أذكر للصديق أو الموظف أو الزميل مثلا (هناك موضوع تطويري أريد أن أحدثك عنه يتعلق بــ.......... متى كان وقتك يسمح) أو أن يحدد الموعد مسبقا.
الموضوع: وهو ذكر محاسن الأداء في بداية الأمر كــ ( نثمن جهودك الأدبية وكتاباتك الفعالة ولكن ........) وإن كان موظفا أو زميل عمل يثنى على أدائه ثم يذكر الموضوع بصورة سلسة.
الحل أو النصيحة : وهي أن تنهي النقد بالأفكاء البناءة التي تساعد الطرف الآخر على تعديلها وسبب إختيارك لتلك الأفكار وما سيجني منها وهل تم تجربتها قبلا.

بهذه الأساليب نجد أن بالنقد البناء تبادل أفكار وخبرات تساعد على تنمية المهارات والإبداع لدى الجميع وبالنقد والتطوير تتكاتف العلوم والمهمات ويجب على الجميع أن يسعى للنقد ويطلبه وإن تم فهذا دليل على رغبة الفرد في التطور والتقدم

وهنا سيدنا أبو بكر الصديق صديق رسولنا الكريم حينما تولى خلافة المسلمين بعد وفاة الرسول قال كلمتة الشهيرة ''إذا أصبت فأعينوني، وإذا أخطأت فقوموني''
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ( رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي )


هذا بعض ما أردت طرحه ومشاركته معكم والحديث عن هذا الموضوع له شجون وهو شيق عسى الله أن ينفعنا جميعا وأكرر شكري لقوافي.