الموضوع: حورية الأشخرة
عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 15-09-2012, 01:26 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي 10


(10)

ثم انخرطت الزوجة المسكينة في نحيب وبكاء عميق جعلت كلاً من الطبيب وحميد يشفقان عليها، إلتفت الطبيب لحميد بنظرة وكأنه يستعطفه بشأنها......في الحقيقة لقد بدأ هو أيضاً بالتعاطف معها، إنه الآن يفكر كالآتي....مسكينة، هل يجب علي مسايرتها لبعض الوقت......فقط حتى تتقبل الواقع، لا شك أني سأحضى بليلة دافئة وعشاء دسم......وفي الصباح سأعود للبحث عن تلك الجميلة.

مالذي دهاه ياترى، بالتأكيد هذا جنون، اللهم إلا إذا كانت الأنوثة المتوقدة لهذه المرأة ولمحات الجمال المتبقية على وجهها أغرته، ومن معرفتي به أستطيع القول أنه شديد الضعف أمام النساء.......بالطبع سيبرر الأمر لنفسه وسيقول لها أنه إنما يسدي خدمة إنسانية .......هذا وهو الذي جاء في الأصل ليتصالح مع نفسه وها هو يمعن في خداعها في أول فرصة.

حدثت جلبة بالخارج، علم الطبيب أن حالة طارئة جديدة وصلت فاندفع تاركاً حميد لوحده مع الزوجة المنتحبة، كانت تبكي وتذكّره بالأيام الخالية التي قضتها معه، بالطبع هي مازالت تظنّ أنه زوجها الهرم الذي أعاده هواء البحر شاباً.....كان يستمع لها وينظر دون أن يتفوه بكلمة، وقفت المرأة وهي تمسح الدموع عن وجنتيها الحمراوين وكأنها تهمّ بالخروج، كاد قلبه يتقطع عليها......استمهلها قبل أن تزيح الستارة وتخرج

-انتظري، إلى أين ستذهبين؟!

-ماذا يهمّك من أمري الآن بعد أن عدت شاباً ونسيت أني أنا كنت السبب في ذلك، أخبرني ......هل ستتزوج غيري الآن؟.....كيف نسيت عشرتي معك؟!......أقسم أني سأذهب لنفس المكان الذي كنّا فيه وسألقي بنفسي كما حدث لك، سأعود شابة صغيرة وسأطلب الطلاق وأبحث لي عن زوج آخر، وسأحرص أن يكون أكثر وسامة منك.

-لا .....أرجوك لا تفعلين......هيّا خذيني معك للبيت، ما هو اسمكِ؟......يبدو أن الأمر أثر على ذاكرتي فلم أعد أذكر.....سامحيني يا عمري.

انفرجت أسارير المرأة بشدة وأسرعت لتجلس على الكرسي بجانب السرير وتحتضن يديه بيديها.......قالت بعد تنهيدة وصلت لأعماق أعماق صدرها

-عرفت أنك تتدلل عليّ، ويمكنك أن تتدلل كما تشاء.......سنجدد حبّنا يا حياتي.

ألم تلاحظوا شيئاً؟!......هو حتى لم يخبرها عن زوجها المسكين الذي مرّ بجانبه على الصخرة المنزلقة من أعلى الجرف، ولم يهتم لما قد يكون حصل له، ومع هذا يدعي الشفقة بالمرأة من أن تلقي بنفسها.......

بعد أن ضمت يديه لصدرها وطبعت عليها وبلاً من القبل الحرّى قالت

-لا داعي لبقائنا هنا الآن، لقد أعددت العشاء قبل أن نخرج وأشعلت البخور في غرفتنا......كنت أعرف أننا سنقضي ليلة مميزة.

ما أسرع ما اعتدل في جلسته ونزع الإبرة من يده، ثم تصنع قليلاً ليلقي برأسه على كتفها وهو ينزل من على السرير، ويداً بيد خرجا بعد أن أزاحا الستار ........ سارا باتجاه إحدى الغرف التي كان ينبعث منها صوت الطبيب مختلطاً بأنات مصاب ليخبراه بخروجهما، وقبل أن يصلا للباب خرجت منه فتاة كأنها الشمس أو القمر، وما كادت عيناها تقع في عيني حميد حتى تسمّرت وذبلت رموشها خجلاً، وأزهرت في ثغرها نجوم متلألأة.........لقد كانت فتاته التي يبحث عنها.....
أصابته المفاجأة بعطل في كهرباء جسمه، تجمد ....ثم أصيب برجفة مزلزلة، كانت ركبتاه تصدر صوتاً غريباً .....تك تك تك.....

قالت الفتاة بأدب وعفّة

-سلامات......مالخطب....أرجو أن يكون الأمر بسيطاً!!!

ولمّا لم يجب عليها إلتفتت للمرأة التي كانت تمسك بيده وقالت لها

-أنتِ أمه يا خالتي؟!

-أمه!!! هل ترينني عجوزاً منعكفة الظهر؟!.....أنا زوجته ......يا....يا خالتكِ.

تغيرت ملامح الفتاة واصفرّ لونها، وكادت شرارة عينها أن تحرق عينيه وهو لا يعرف ماذا يقول........اقتربت الفتاة من المرأة وكأنها تريد إغاظتها وقالت

-اعلمي يا خالتي أن زوجك تحدث لي وقال أنه غير متزوج.......احفظي زوجك عن بنات النـ........

لم تستطع تلك الحسناء حتى أن تكمل كلمتها الأخيرة، واغرورقت عيناها الجميلتان بالدمع، استدارت للخارج بخطاً واسعة ورأسها للأسفل........كان حميد قد أقدم على اللحاق بها لولا أن المرأة التي بجانبه شدّته إليها بقوة جبل، ثم أمسكت بصدر ثوبه وهي تصرخ بغضب

-قل لي أين التقيت تلك الفتاة ومتى التقيتها......؟!؟!

في تلك اللحظة بالضبط خرج الطبيب من الغرفة وهو يساعد رجلاً على المشي، لم يكن الرجل سوى زوج المرأة المسكين الذي انزلق من على الجرف الصخري ووجدته الفتاة الحسناء وأتت به للمركز الصحي، كان مصاباً بالخدوش في كل أنحاء جسده. عندما وقع بصر الزوجة على زوجها الحقيقي أصابها الإرتباك للحظة ثم تداركت الأمر بسرعة..... أطلقت حميد من يدها وهي تقول له

-يا خسيس............أنا في مثل عمر أمك......هل ترضى أن يعاكس أحد أمك؟!

وأسرعت لتمسك بيد زوجها وهي تبكي وتخبره عن قلقها الشديد عليه وتحمد الله على سلامته
__________________
رد مع اقتباس