عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-08-2012, 03:07 AM
الصورة الرمزية علي الكمزاري
علي الكمزاري علي الكمزاري غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: عُمان
المشاركات: 80
إرسال رسالة عبر MSN إلى علي الكمزاري
افتراضي كِبرياء آدمْ -> لم ألتفِتْ !

رُبَّما تكونُ قَصيدة الودَاع ؛
قبل أن أوضِب أمتعتي لِلمحطَةِ الأخيرة / رقم -> 12 . .
فالتَذكرةُ الآن في جيبي !



كِبرياءُ آدمْ

قُلْ لِلمليحةِ لا خِمارَ لِتَخلعَهْ ،
قُلْ لِلجمالِ صَراحةً "ما أبْشَعَهْ" !

أنا آدمُ التُفاحِ أهجرُ جنتي
أنا آدمُ الدنيا و لا حَوا مَعَهْ !!

هل يَحملُ الغفرانُ صَخرةَ سوأتي ؟
هل في الطُفولةِ لِلرجولةِ مِن سَعَةْ ؟

أمشي بِبُطءٍ والدُّروبُ ثَقيلةٌ ،
فَهمستِ أنتِ بِحُرقةٍ: "ما أسرعَهْ" !!

أمشي فَيسحَبُني الطَريقُ إلى الوَرا
و حَقيبتي ابتسمتْ لِتبكي الأمتِعَةْ

لمْ ألتفتْ لكِ كِبرياءً في النَوى
ما كُنتُ أَجْرُؤ فالدُّمُوعُ مُرَوِّعَةْ

لمْ ألتفتْ لِنَظلَّ في الذِكرى كما
كُنَّا . . وبَسمْاتُ اللقاءِ مُودِّعَةْ

لمْ ألتفتْ لِيظلَّ حُبًا شامِخًا
يُخفي الدموعَ بكِبرياءِ الأقنِعَةْ

لمْ ألتفتْ عَطفًا بِنا و قساوةً
هَلْ حُجتي في "كِبريائي" مُقنِعَةْ ؟!

و مَضيتُ إذْ يروي الطَريقُ حكايتي
كالجدِّ يَحكي لِلحفيدِ لِيُمتِعَهْ

مَقهى الحَكايا، سِرُّنا المَكنونُ في
شَجرِ الصَنوبرِ بالحُروفِ الأربَعَةْ

" ا ل حُ بُّ " سِرُّ حُروفِنا و بِدُونِهِ
تَتفرقُ الأسماءُ و هْيَ مُجَمَّعَةْ

و رَسائلُ الشَّوقِ الشَّقيةِ ، طَيشُنا ،
شِعرٌ نَقشتُ على الحِجارةِ مَطلَعَهْ

صُندُوقُنا المَدفونُ تَحتَ شُجيرةٍ
كَبُرتْ وما زِلنا صِغارَ المَزرعَةْ

تحكِي الخُطى والدَّربُ أكبرُ قِصةٍ ،
أنصِتْ بِقلبِكَ جيدًا كي تَسمعَهْ

في دَاخلي طِفلٌ اُكتِّمُ بوحَهُ
طِفلٌ يُمَزِّقُ سِرَّهُ لِأُرقِّعَهْ

كالرَّاهِبِ المُشتاقِ صلى خَاشِعًا
حَتى تُصلِّيهِ الدُّموعُ و تَخشعَهْ

ما كَانَ يَشكو "لِلمسيح" ذُنوبَهُ
ما كَانَ سَهوًا حينَ أسقَطَ مَدمَعَهْ

لكنَّ "أُنْثى ما" يُقدِّسُ حُبَّها
يَتلو انكسارَ الصَوتِ ، حدَّ التَعتَعَةْ

قَفصٌ و "كاثولية" قضبانُهُ
قَد حرَّمَ الأنثى عليهِ، وأخضعَهْ !

ومَضيتُ آهٍ كَم مَضيتُ و عِزتي
لَجمتْ بيَ الطِفلَ اللحوحَ لِتوجِعَه !

عُدْ لِلكَنيسةِ واعتَقلْ حُلْمَ السَما ،
أنا راهِبٌ بالصَمتِ يَصلُبُ أضْلُعَهْ

إذْ قالَ لي: أنا عاشِقٌ لي صَبوتي
طِفلٌ يُجَوِّعُ رُوحَهُ كي تُشبِعَهْ

بينَ الأذانِ وبينَ أجراسِ المَدى
قَلبٌ تَكسَّرَ في ضِفافِ الصَّومَعَةْ

لم أعتَذِر لِلهِ عَنْْ حُبِّي فَهلْ
لِلنِّاسِ عُذري الآنَ جِئتُ لِأرفَعَهْ ؟!

فاهجُر كَنيستكَ العَتيقَة واستَفِقْ ؛
وَدِّعْ قِناعَ الكِبريا كَي تَخلَعَهْ

الحُبُّ ليسَ الطُولُ ضربَ الإرتفاعْ
كلَّا وليس اثنان نِصف الأربعَةْ

الحُبُّ تَقسيمُ الفؤادِ على الوَرى
ضَرب التَسامحِ في الذُنوبِ مُجَمَّعَةْ

القانِطونَ مِن المَحبَّةِ أُخْرِجوا
مِن جَنَّةِ الغُفرانِ وهْيَ مُمَنَّعَةْ

و العاشِقونَ -نعم- لهم تُفاحةٌ
مَغفورةٌ في حُبِّهم .. "ما أروعَهْ" !!

في الحُبِّ سِرُّ جَمالِنا ، وبِدونِهِ
قُل لِلجمالِ صراحةً "ما أبشعَهْ" !!

. .

التعديل الأخير تم بواسطة علي الكمزاري ; 25-08-2012 الساعة 03:22 AM
رد مع اقتباس