[يزيد فاضلي]

...كلامُكَ-أخي الحبيب البديع العفيف الرقيق جمــعه-أصــولٌ لا فضــولٌ..ومتونٌ لا حواشي..ولبابٌ لا قشور...

كتبتَ-سيدي-فتذكرتَ واستعبرتَ..ووفيْتَ واستوفيْتَ...

نعَــمْ..سوقٌ قام،ثم انفضَّ..ربـِحَ فيه مَنْ ربح وخسِرَ مَنْ خسِــرَ..مْنَ الناسِ مَن غــدَا إليه وعنده شيءٌ من مَخمصةٍ وإقلال،فإذ به-ولله الحمد-يروحُ في نهايته بـِطاناً من رحمةٍ ومغفرةٍ وعِتق..ومن الناس مَنْ جاحتْ في إيمانه-للأسف-جائحة الكسلان والخذلان،فدخله وعاد-بعد لأي-بخـُـفيْ حنين..!!

أقرأ-سيدي-كلماتك الجامعة المانعة،وأتوقف مليًّا وانا صامتٌ صمتاً عميقاً،أسمعُ من خلفه أصداءٌ وأصداءٌ في أعماقي من هذا الاستهلال الشجي الذي يبعث على الشجو والشجون :

(( ...عبراتُ تخنقني....
وفرحُ ممزوج
ببكاءٍ لقدومك يارمضان.....
أقبلت علينا... فهل تراك
ستسأل عمن
كانوا بالأمس هنا....؟؟؟
أولئك الذين كانوا بين
أحضانك في ربيعك المنصرم؟.....
هم الآن يرقدون تحت التراب....
فاشفع لهم يارمضان....... )) اهـ

أطوفُ بأفلاكِ معناها الجليل الجميل،فيَسْبَح فكري وخاطري في آفاق وآفاق،وكأني أرى رمضانَ،يستبطن فينا أملاً مشوباً بعزاء،لأن الزمان سيدور دورته على ميعادٍ آخر،بينما نحن الخِلـِّيُّونَ الهُجَّــع ما أدرانا..؟؟!!!!

ما كتبتَ-سيدي-هنا ؛ فصلُ الخطاب...!!!

لنا أملٌ في الله،تحيا به منانا أن نلقاه في العام القادم على تيعادٍ ونور،هذا إذا سارت الأقدارُ على درب آمالنا (( ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضيَ اللهُ أمراً كان مفعولاَ ))...

بوركتَ وبوركَ قلمُكَ أخي الحبيب الكريم...ونضَّرَ اللهُ فيكَ الوجهَ والقلمَ وما يُبدِع..وتحياتي للسيد الكبير الوالد الكريم حفظه الله ورعاه...كل عام وأنتم بخير...