[يزيد فاضلي]

رقائــق القلبِ في رمضان..( 28 الأخيرة )
..مِسْكُ الختام…!!

إيــهٍ رمضان..!!

شوقنا إليكَ قد ارتهنَ في قلوبنا عند مقدِمِ أوَّلِكَ..ثم انزرعَ فسيلـة ًخضراءَ في تربة أوسطِكَ..ثم نبتَ ينعاً أخضرَ،ربَا زهرُهُ وفاحَ في روْض أواخركَ..!!

فكيفَ-بالله علينا-أن يتقادمَ كَرُّ الجديديْن في أيامكِ التي هي ليستْ كالأيام،فتتجاسُرُ حوافظـنا على نسيان نفحاتِكَ أو تتجرأ...؟؟!!!

أيمكنُ أن تنسلخَ اللحظاتُ منكَ وقد تحَمَّلنا معَ يَسير الفرقةِ في شهْركَ البهيِّ عظيمَ الحُرقةِ إن أنتَ رحلتَ بخيركَ،وتحمَّلنا مع قليل البُعْدِ عنكَ كثيرَ الوجدِ فيكَ إن أنتَ غادرتَ بفيْئِكَ الزاخر..؟؟!!

إيــهٍ رمضان..!!

أرانا سنطوي أشواقنا الحَــرَّى إلى لقياكَ إن أمضى القضاءُ في أقدارنا عمْراً جديداً لحَوْلٍ جديدٍ..وإلى أن يحينَ ذاكَ اللقاءُ فستتقيَّدُ أماني الأيام على بُعْدِ المسافةِ بحبل الوصال،فإنما نحن-بإذن الله-على افتراقٍ في الظاهر وعلى تـلاقٍ في الباطن،وكيفَ نفترقُ وقد ناجينا رَبَّكَ في رحاب بيته ليالٍ وليالٍ،فأضأتَ فينا الضمائرَ والسرائرَ،وقديما قالوا : (( إذا حَصلَ القربُ بالإخلاص لمْ يَضُرَّ البعْدُ بالأشخاص ))..؟؟!!!

إيــهٍ رمضان..!!

سنبقى أوفياءَ على رَبوة المناجاة،تناديكَ فينا القلوبُ والخواطر،فإن غابتْ علينا أيامُكَ الرضــبَى بلذةِ الصوم والقيام،ناجتـْكَ الجوانحُ والجوارحُ-بعد رحيلكَ-بالعهد والثبات والالتزام..

إيــهٍ رمضان..!!

( رقائـقــي )-في الحقيقة إن أردتَ البوْحَ-كانتْ جذوة َحُبٍّ انداحَ لها جَناني في يَراعي،فانسَكبَ الشوقُ إلى رحابكَ من خلالها،فما يُشرقُ فجرٌ من سَحَر ( سَحُوركَ ) حتى أراني خلفَ مكتبي،أغدو بفكري وأروحُ بقلبي،أستلهمُ من نسَماتِكَ-لرقيقتي-أسطراً من نور وأحرفاً من صفاءٍ وكلماتٍ من ضياء..فإنْ فاضتْ مني اليومَ شكوَى ونجــوَى،فإنما أشكو إليكَ من ألمِ الوحشةِ والفراق هَياماً وغراماً وعِشقاً لا يشعرُ به إلا مَن استذاقَ حُلوَ أنـْـسِكَ وعرفَ مِقدارَ أمركَ وشاهدَ-في الأيام والليالي-جمالَ لـُطفِكَ...

فالشوقُ فوقَ الذي أشكو إليكَ وهَلْ ** تخفـَى عليكَ صبابتي وأشواقي..؟؟!!

إيهٍ رمضان..!!

إلى أن نلتقي-إن كان في العُمْر لقاءٌ-هاكَ عن أمتي التعوبةِ سلامي وأشواقي..ورجائي أن يجودَ المولى علينا بتلاق واجتماع..وما ذاكَ على الله بعزيز...

وكل عام-أحبتي-وأنتم بخير...