عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 12-08-2012, 03:07 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../....

حينَ تبدأ خوافقنا-بين ضلوعنا-في الحُداءِ والإنشادِ،فإنَّ أرَقَّ ما يُشجينا في موسيقاهَا العذبةِ تلكَ النغمة الفريدة التي يتنزى القلبُ طقوساً في سُرادقاتِ الخواتيم..ولم تكن تلك الخواتيم غير الأسمـــــاء... (( فلا زال في القلب متسع آخر ..لاول الانباء..
وخاتمة الاشياء..
. ))...

ياهْ....ما أحلاها من نغمة..وما أشجاها من موسيقــى....!!!

موسيقى،تشبه تلكَ التي وصفها جــــبرانُ مرة ً،بأنها ترافق أرواحَنا وتجتاز معنا مراحلَ الحياة،تشاطرنا الأرزاءَ والأفراحَ وتساهمُنا السراءَ والضراءَ،وتقوم كالشاهد في أيام مَسَرَّتِنا وكقريبٍ شفوقٍ في أيام شقائنا...!!

في كلماتِكَ الحُبْــلى-أخي الحبيب البديع كمال-توليفة ُجُؤار يصدَحُ في غير ما أنين في لفافاتِ الرمز..والإيحاء..والمجاز... مع بريقٍ من ورد الحب والالتياع الجميل،يُختـزَلُ شيْءٌ منَ الأمريْن معاً،فليْسَ غريباً علينا-نحن القراء-أن نهتزَّ لها تارةً بعوامل الطرب والوجد ولوعة الاشتياق،ونتنهَّدَ طوْراً آخرَ بفواعل الأسى والكآبة وسُهْدِ الأجفان،وربما نابتِ الكلماتُ في بعض المقاطع عن اللفظ بالدمع..والدمْعُ-أخي الحبيب المبدع كمال تعلم-يكون أحياناً أفصحَ مترجم...

في كلماتِكَ استجداءٌ دفينٌ،كوَاهُ جَوَى القلب مرتين،فلم يكن بُدٌّ من الرحيل إلى فردوْس الكلمات عَلَّ طيْفاً رقيقاً،شفيفاً من حبيب ينزلُ على تربة القلب الضامئ لدفءِ اللقاءِ،فيكِفُّ الخافق عن اللهب والاحتراق،أو عَــلَّ هالة ًمن وَدَقِ الحُبِّ الشرود،يُعيدُ لهذه التربةِ ألـَقـَها،فتخضَــرُّ دروبُها وتنتعشُ رياضـُها،وفي ودق الحب الجميل أنفاسٌ من الحياةِ توعِــزُ للألم والجراح أن تهدأ ولو إلى حـــين..!!

في كلماتِكَ-سيدي الحبيب-دمعة ٌمن بكاءٍ،تملأ شفاهَنا أنفاساً من حنان ورقة،فلا تفتأ أن تبتسمَ في غيْر رَهَــقٍ أو تصنـُّعٍ أو كُلفة..وإذ بنا نتخافقُ تفصيداً وارتعاشاً-وقد تضلعنا من خلاصاتِ تلك الأنفاس-فنردد معكَ أغرودة الحب للحبيبة..وكلاًّ يُغني بليْلاهُ الساحرة...!!!

كلماتكَ أشبَهُ ما تكونُ في ماورائيتها الرفيفة الشفيفة ببيْتيْ الشاعر الأمير عبد الله الفيْصل رحمه الله-من قصيده الشامخ : ( من أجل عينيكَ عشقت الهوى ) يقول فيهما :

أستشف الوجدَ في صوتكَ آهاتٍ دفينه ** تتوارَى بين أنفاسِكَ كيْ لا أستبينهْ
لستُ أدري..؟؟
أهُــوَ الحُبُّ الذي خفتَ شجونـَهْ...؟؟ ** أمْ تخوَّفتَ من اللوْم فآثرتَ السكينــهْ...؟؟


أحياناً-أخي الحبيب كمال-يكون السفرُ إلى مملكةِ الأحرف ودهاليزها المُعشوْشبة عَزاءً وتأسَاءً عن ألم البـِين والفراق والحرمان والغياب،فلا غـَرْوَ إذا كان هو الخَيََارُ الوحيدُ كضريبةٍ يدفعها القلبُ من جراحاتِه وأشواقه ولهفته لأن جمالَ الخواتيم تلك،هي التي أرادَتْ لمسمياتِ الحبيبة أن يكونَ المشهَدُ هكذا :

(( ...يشرق وجهك في الممرات..
يكفّ القلب عن سحر الكلام..
تأتي الحكايا....بين الثنايا..
كأسراب حمام..
وأمسك بحروفنا المتلصصة قبل المنام..
يا ندى العمر المسربل بالسلام..
ها انا امنحك...بركة الهمس والصدى
أهديك الكلمات كلها..
الراعدة...........والصامده..
الحارقة....والمارقة..
أهديها لك...واحدة...........واحده.
ويبقى جمر الكلام...الذي يحرق لغتي...
أكتب به...
علّ مساءاتنا
تورق وردا ارجوانيا..
لذكرى الاميرات الثلاث..
والقاهر المتنّمر...
الذي أثقل باليأس دمعك..
أكتب علّ كلماتي..
تصير مرايا..
علّك تبزغين فجأة..
من طيّات كتاب...
من تراكمات السحاب
علّك تنّطين من بين مفردة شاعرة..
كي انقلك إلى بحري الغارق في مدّاه
أنثرك في شواطئه...
وهجّا ارجوانيا..
فأنت تعرفين سرّ الدمعة..
تهاديّ الموج في بحر الضياع...
وتعرفين سرّ الشمعة المطفأة..
أنادي في القفار..
في مملكة الصهيل..
ليبتدئ بك زمني..
ثم اوّلي وجهي صوب تفاح خذّك..
أطارد ملامح وجهك في العصور...
في الزمن الغابر...
في فضاءات الحلم الساحر...
)) اهـ


نعمْ...هي كذلكَ...ولكأن الكلماتِ والأحرف تولدُ من جديدٍ في إيهابِ حبيبةٍ أحسنتَ نثرَها بين النجمات..فكانتْ ولادة ً..وكانتْ نجمة ً...!!!

جميلٌ وبديعٌ وشجيٌّ جدًّا-أخي الحبيب-ما تجود به قيثارة حروفِكَ القرمزية الحُبلى بأوداق الانثيال...

سلمَكَ اللهُ وعافاكَ ومتعكَ-أينما كنتَ وحللتَ-بوارفِ الصحةِ والألق والبهاء أيها النورسُ الجزائريُّ الجميلُ...وتقبلَ الله مني ومنكَ القيامَ والصيامَ وصالحَ الأعمال...ودمتَ غصناً باسقاً في أشجارنا والسنديان...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 12-08-2012 الساعة 09:18 PM
رد مع اقتباس