عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-08-2012, 04:47 PM
said44 said44 غير متواجد حالياً
Banned
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 93

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد فاضلي مشاهدة المشاركة
...دراسة ٌمستفيضة-أستاذنا الكريم الدكتور سعيد-جاءتْ أشبهَ ما تكونُ برسكلةٍ انثروبولوجيةٍ تجذيريةٍ لأحقيةٍ عِرْقٍ أصيلٍ في تربته التي تأصَّل في غبارها وعَجاجها منذ العهد القديم الأول بالرغم من عواصف الاقتلاع والاستئصال التي مُورستْ ضدَّ أحقيته تلكَ منذ عصر التدافع التاريخي المرير بين الحق والباطل..بين الخير والشر..بين نفحة السماء وحمأ الأرض المسنون قبل أن يَحْسِمَ المولى عز وجل الصراعَ وينقل قيادة البشر من بني إسرائيل إلى بني إسماعيل،وينقل لغة الوحي من العبرية إلى العربية ليكون القصاص العادل لذلك الجنس الطحلب الدخيل الذي أعطته في النهايةِ مكرمة ُصاحبة الجلالة ؛ ملكة بريطانيا العظمى-وعن طريق وزير مستعمراتها الخارجية المتصهْين اللورد بلفور-وعدَها المشؤوم..فكانت المسرحية المأساة كما قيل عنها بالفعل : (( مَنْ لا يملكُ أعطى لمن لا يستحق...!!! ))..وما كانت إشاراتُ العهد القديم التي راح هذا الجنس ينبشها بمخالبه ويَحفرُ إيحاءاتِها يتلفيقاته وهرتقاته المزعومة،ويحاولُ أن يوجدَ لها سنداً تاريخيًّا إلا ترجيعاً وصَدًى لكامل الغدر التاريخي الذي بدأ بهَذر سِفر حِزقيال : (( سأقيم مظلة داوود الساقطة وسأغربل شعبي من بين الشعوب وسأجيء بهم إلى الأرض الجرداء التي وعدتُ بها أباهم إبراهام،حتى يمر المارُّ عليها ويسأل : هذه الارض كانت قاحلة ًمَنْ زرعَها..؟! هذه الأرض كانت خاوية ًمَنْ عَمَرَها..؟! أنا الربُّ أقول وسأفعلُ...!!! )) ومروراً بخسةِ يهوذا الإسخريوطي الذي سلمَ رأسَ المسيح للحاكم الروماني بيلاطس بثلاثين قطعة من الفضة ( !!! ) وانتهاءً بثغامةٍ ( مباركة ) من لحية تيودور هرتزل الذي جسَّدَ إيحاءات التلمود في مؤتمر بال،فكان كما ورد بالضبط بعد خمسين عاماً : (( إن الأمميين همُ الحميرُ الذين خلقهم اللهُ ليركَبَهُمْ شعبُ اللهِ المختار وكلما نفقَ منهم حمارٌ ركبوا حماراً آخرَ... ))...!!

إنني-سيدي الكريم-أتابعُ هذا الزخم التأصيلي في تتبع جذور الجنس العربي وفروعه وامتداداته التاريخية هناك على ربوع الأرض المقدسة من خلال هذا الاستقراء الاستدلالي في منهج التوريث العِرقي وسَط زخمٍ هائلٍ من الحقائق المشوهة والمضببة،ووسَط واقعٍ جديدٍ مفروضٍ على الأجنداتِ التاريخية والحضارية التي تآمَرَ أصحابُها المعاصرون على الإمعان في التضليل والتزوير وعلى الإيغال في تجذير ذلك الورم السرطاني المزروع في أوصال الجسد الجريح المثخن بالمكائد والمؤامرات وصفقات البيع والشراء والمزاد والمصاردة التي مورستْ في حق وجوده منذ مئات السنين...

إنه تجميعٌ رائعٌ أقربُ ما يكون إلى ( البيبليوغرافيا البشرية bibliographie des ressources humaines ) التي تتبَّعُ في إدارة استقرائها-في الإحقاق والاستدلال والبرهنة والحِجاج-منهجَ ( تقميش المصادر rassembler les faits à partir de sources ) و ( صياغة الفرضيات للوصول إلى نتائج تفسيرها تفسيراً صحيحاً interprétation des résultats )..ولعلكم-سيدي الأستاذ الدكتور-أدرى وأعلم بسماتِ الدِّلاَلةِ وأصول المصطلح في المنهج...

شكرَ اللهُ سعيَكم،وثمَّنَ جهودَكم أن خرَجَ إلينا هذا العمل الكبير،نغترف من معينه،ويرسو دافعُ فضولنا إلى معرفة إرث تلك الأرض الطيبة،وأسأله تعالى أن يجعَله في موازين حسناتكم،خالصاً لوجهه الكريم في عَرَصات القيامة،وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال...

ودمتَ لنا دوحة ًتاريخية رائدة،نعتز بها منتدياتُنا وتفخر..وواصل قـُدُماً عرْض هذا ( الميراث ) التليد..والله يتولانا ويَرعانا جميعاً...
-
----------------------------------------------------------------------------------
الاخ يزيد فاضلي
قد سرني وجودك هنا .
وقدسرني المامك وايضا باصطلاحات اكاديمية .
ان كتاب الميراث يسرد ببساطة حكاية تاريخية
بعيدة عن الاصطلاحات الاكاديمية ولكنها ترتقي عند اصحابها
الى مستوى العقيدة وتمتزج ذكرياتها في طقوس دينية .
في كتاب الميراث تصل الرسالة بعد تمام قراءة الكتاب كاملا .
الاخ يزيد اسعدتني معرفتك
وتقبل تقديري
============
رد مع اقتباس