عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-08-2012, 02:13 PM
سعاد زايدي سعاد زايدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 685

اوسمتي

افتراضي

إن فتح مكة هي النقطة الفاصلة بين الإسلام في بداية إنتشاره وبين الإسلام بعدما نصر الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على أهل قريش وهم قومه وعشيرته.

قد تعرض سيد الخلق لما تعرض له من أهله –قريش- بمكة وبعد الفتح الأعظم للمسلمين كل القبائل كان تترصد ما فاعل سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بأهل قريش بما فعلوه به.

ذكر في كتاب صحيح مسلم حول فتح مكة: قال أبا هريرة: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، فجعل خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى، وجعل الزبير على المجنبة اليسرى، وجعل أبا عبيدة على البياذقة وبطن الوادي، فقال: "يا أبا هريرة أدع لي الأنصار" فدعوتهم، فجاؤوا يهرولون، فقال" يا معشر الأنصار هل ترون أوباش قريش؟ فقالوا نعم، قال انظروا إذا لقيتموهم غدا أن تحصدوهم حصدا" وأخفى بيده، ووضع يمينه على شماله وقال : "موعدكم الصفا" قال فما أشرف يومئذ لهم أحد إلا وأناموه –أي قتلوه فوقع على الأرض- ، قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا، وجاءت الأنصار فأطافوا بالصفا، فجاء أبوسفيان فقال: يا رسول الله بيحت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم، قال أبوسفيان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن"، فقالت الأنصار أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته، ورغبة في قريته............إلى آخر الحديث وهنا بدا التسامح جليا حين دخل مكة حيث قال لهم: "إذهبوا فأنتم الطلقاء" كيف لا وهو سيد الخلق مبعوث من رحمان رحيم. فكان له ما كان من رحمة وعفو يسمو بهما ديننا الإسلامي وهو دين رحمات.

وإذا تأملنا أحداث هذا الفتح الأكبر نستطيع أن ندرك تماماً قيمة الهجرة والصبر، قيمة الجهاد والاستشهاد والمحن التي تصاحبهما، فلم ترق نقطة دم واحدة للمسلمين هباءًً، ولم يتحمَّلوا كلَّ ما تحملوه كما علمناه في هجرتهم وغزواتهم ، إلا لأن العزة ستكون لهم، ولأن عين الرحمان من كانت تحرصهم ففتح مكة جاء بمثابة الجزاء الأوفر الذي وعده الله سبحانه وتعالى رسول الكريم مع من ولاه بالنصر على المشركين اللذين كانوا السبب في تعذيبهم ......إضطهادهم..........إخراجهم من ديارهم وسلب أموالهم كل تلك الأحداث كانت تشبه ثمن العودة للديار ولكن بنصر مشيد ومسيد.
لا فتح دون نصر، ولا نصر دون إسلام، لا إسلام دون إيمان، ولا إيمان دون عقيدة، ولا عقيدة دون عبودية لله، ولا عبودية لله دون تضحيات ولأجل ذلك ضحى المسلمون بالنفس والنفيس.

لهذا سأحاول تلخيص عبر فتح مكة في مجموعة نقاط:
1- نكث العهد يضع صاحبه في مبدأ ضعف، لم يَهٍِمْ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفتح إلا عندما نقضت قريش وثيقة الصلح بينها وبين رسول الله فضاعت هبتها التي كانت تدافع عليها أما قبائل العرب.
2- مشروعية السفر في رمضان، وقد سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة في رمضان.
3- قدم رسول الله في فتح مكة الأنصار على المهاجرين فقال لهم "هاجرت إلى الله واليكم، والمحيا محياكم، والممات مماتكم".
4- إرشاده إلى حقن الدماء، قال: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن".
5- مبدأ النصر لا يسمح بإذلال الأخرين، ترك منزلة أبي سفيان في قومه كما كانت ومن دخل بيت أبي سفيان فهو أمن.
6- مبدأ العفو والتسامح الذي أبداه سيد الخلق، مع قريش.
7- دخوله صلى الله عليه وسلم متواضعا، شاكرا الله لا معتزا بإنتصاره.
8- كسر الأصنام والتماثيل كلها لا عبودية لها بعد اليوم فقال: "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.
9- لا قائد جيش وفاتح مبين مثله صلى الله عليه وسلم في قوته وحلمه حتى مع إسلام الباقون من أهل مكة بعد الفتح.
10- وجوب البيعة في الإسلام وهي طاعة لله ورسوله، حيث بايعه الرجال وفي الغد بايعته النساء.

أخي يزيد جزاك الله عنا كل خير على هذا التذكر وهذا الإلمام
فقد أعدتنا إلى عبر مراحل أعتقدها من مقومات الإنسان اليوم
تقبل الله وجعلها في ميزان حسناتك
صيام مقبول وذنب مغفور للجميع إنشاء الله
رد مع اقتباس