لا أدري يا يزيد لما كل ما قرأت عن الصحابة الكرام وحياتهم وجهادهم مع رسول الله تنزل الدمعة من
عيني
ويرف القلب شوقا لهذا الجيل الأغر الذي أنار الدنيا هذا الجيل الذي علمنا معنى أن نكون إنسانيين
بكل معنى للكلمة
غزوة بدر يا يزيد وما أدراك ما غزوة بدر تلك الشامة تشرف من شارك بها
لأنها كانت الإختبار الحقيقي للمؤمنين في ذلك الوقت وقد كانوا قلة يا يزيد قلة في العدد والعتاد
لكن كان بين جنبيهم من الإيمان ما يكفي الدنيا بأسرها
اشعر كلما قرأت سيرة هذه الغزوة أنني اسمع صليل السيوف والله اكبر ترددها الملائكة والبشر
والجبال
والسماء والأرض كأنني اسمع المقداد بن عمرو يقول لرسول الله وهو يشاورهم في الأمر:
فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه
وسعد بن معاذ رضي الله عنه يقول :فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه
معك
هذا هو هو الإيمان بحق
هذه النفوس المؤمنة يا يزيد عندما تؤمن بالله وتتخلى عن كل الرغبات الدنيوية كانوا قد خرجوا وهم
لم يعلموا أنها حرب لم يودعوا الأهل لم يعانقوا الأبناء لكن كان نبيهم معهم وإيمانهم يملاء قلوبهم
وقد كان كل ما يريدون الشهادة وأن تكون كلمة الله هي العليا
هذه النفوس الطاهرة والتي قاتلت إلى جانبها الملائكة
ليتنا نتعلم منهم يا يزيد
جزاك الله كل خير