> اعتدت دائمًا في ردي أن أقرأ النص ثم أنتقي منه . .
وهنا، لا أجد بدا من أن أنتقي القصيدة كاملة، وأستثني منها؛ فــ!
لم أقتَطِفْ شَوكةً سَعيًا لِوَردَتها
إلَّا كَما تُقطَفُ الآمالُ بِالمِحَنِ
> كأني بالبيت: صورة وتعليق
فالصورة جمال، والتعليق رسالة وتوجيه !
إلا كما تقطف الآمال بالمحنِ : صورة مدهشة
ما أكثرَ الألم الشاكي ولا سَقمٌ !
كَغارِقٍ في سَرابِ الماءِ بالسُفُنِ
مَامَسَّهُ المَاءُ أنَّى يشتكي بَللًا ؟!
و يَمسحُ الدَّمْعَ -إذْ لا دَمعَ- بالرُدُنِ !
> لم أفهمْ البيْتين . ،
يا حَامِلًا في لَظى الصَحرا مِظلتَهُ
غيمُ السَرابِ فَقيرٌ كَيفَ صَارَ غَنِي ؟!
> كم فقير أغنته الأماني !
القَانِطُونَ مِن الأحلامِ وَاقِعُهُمْ
بَحرٌ مِن الوَهْمِ و الشُطآنُ لم تَبِنِ
> رائعة.. (تنمية بشرية)
في كل دَقةِ قلبٍ أكتوي أسفًا
على فُؤادٍ يَضُخُّ الجسمَ بالشَّجَنِ
فما عَجبتُ سِوى أني لهُ وطنٌ
وخرَّ مِن صرخةٍ مِن نبضهِ بَدني !
> تكملة البيت الأول بالبيت الثاني مثال مثالي على التكامل البياني
وخرَّ من صرخةٍ من نبضه بدني ..(ابتكار بديع "صرخة النبض")
مَرَّتْ غُيومٌ مِن الذِكرى، ولا مَطَرٌ
ألم يئنْ مَوعِدُ اللُقيا ؟ ألمْ يَئِنِ ؟
> ألم يئنِ؟!! (لها صدى مؤلم!)
كَعادتي في شِتاءِ البينِ يا أبتي
أحِيكُ حُلمًا مِن الذِكرى يُدفِّئُني
> أوافق الوليد أن ربما يكون هذا أروع ما في الرائعة ..
أحوك حلمًا من الذكرى يدفئني .. الله!
هل للفقيرِ سوى الأحلامِ من سَكنِ ؟
> لا . . شطر مؤثر جدًّا
الشمس خلفَ خمار الليلِ نائمةٌ
و البَدرُ دومًا يُواسيني ، يُطمئنني
يَقولُ أمعِن بوجهي تِلكَ قُبلتها
مُذ ودعتني تُعيذ النورَ من وَهنِ
قالت سترجعُ (إنَّ الصُبحَ موعدنا) !
فلتُسرِعي فالسَما عَطشى مِن الظُعَنِ
سألتهُ: فلماذا الليلُ يعشقنا ؟!
يقولُ: صبرًا؛ فإنَّ الصبحَ لم يَحِنِ
يا بدرُ ويحكَ لم تفهم رسالتها ؟
الصبحُ إن كانَ ، بدرُ الليلِ لم يَكنِ
قَد واعدَتكَ وما في الحُبِّ مِن عِدةٍ
تُوفى ؛ لأنَّ الهَوى حَربٌ بلا هُدَنِ
> لله درُّك .. لله درك .. لله قلبك وقلمك . ،
لأن الهوى حربٌ بلا هدُنِ !!
فالليلُ ماتَ بأُفْقٍ أسود الكَفنِ
> موت بديع !
بأفقٍ أسود الكفن ِ
لم يَتسع وَطني لِلحبِّ فيهِ، لذا
أبيعُكُم موَطني الأغلى بِلا ثَمنِ !
> موجِعْ . . ولكن:
ما هو موطنك الأغلى؟
لا لم أخُن وطني لَكنَّ لي قَفَصًا ،
قَد يُولَدُ الطَيرُ في الأقفاصِ لا الفَنَنِ
> واا آ اا آ وْ
من أروع ما في الرائعة !!
لِأنَّني طَائرٌ بِاعَ السَماءَ؛ لكي
أعيشَ في قَفصٍ بالحُبِّ يَجمعُني
> أشعر "أعيش" كانت يومًا ما "يعيش"، وتحوَّلت ؟
إن يَعزِف الصَمتُ في قِيثارتي شَجَنًا
فلتُنصتوا بعيونِ الدَّمعِ لا الأذنِ
فلتُنصِتوا لِحديثِِ الروحِ في مُقلي؛
إنْ خانَ صمتٌ فإنَّ العينَ لم تَخنِ
> صدقتْ، تخيَّلت المشهدَ فأشفقتُ عليْك !
لرُبَّما دمعتي للغيرِ مُؤنِسةٌ !
فالنهدُ يبكي؛ ليروي الطِفلَ باللبنِ
> الله . . قلبت الصورة باحتراف احترافيّ !
حَتى تَراختْ يدي و الرُوحُ ذابِلةٌ ،
و المَوتُ يَقطِفُها و الحُبُّ يزرعُني !
> والموت يقطفها، والحب يزرعني . . هنا طباق مفترض،
لأن الحب أصبح مكان "الروح". . مدهش!
مَازِلتُ طِفلًا و حُزني الطِفلُ يُشبِهُني
شَيخٌ تَصابى لِينسى لَعنةَ الزَمَنِ !
> عفوًا . ، هو لا يشبهك؛ أنت صبيٌّ تشيَّخَ بهمومه
وهو شيخٌ تصابى بك !
أحِنُّ يا أبتي لِلصُبحِ في بَلدي
لِلنومِ في حضنِكَ الدَافي و للمُدُنِ
> أول مرة على مر قراءاتي أجد حضنًا دافئًا، ينسب للأب!
الحنين ألــوان !
لِلطَيرِ يَهبِطُ مَكسورَ الجَناحِ على
شُباكِ مَنزِلنا ضَيفًا يُفاجِئُني !
> بيت رووعة، رووعة - آخر مراحل البؤس، أن يجمع المصاب المصابين
قال شوقي: إن المصائب يجمعن المصابينا . ،
أما هنا: فقلبك مكسور الجناح، يترقب طيرًا مكسور الجناح فيجتمعوا كسْرًا مجازيًّا وحقيقيًّا !
ثم عكست مدى بهجتك المسبقة بهذا الكسير . . (يفاجئني) . .
رائع عليّ، رائع جدّا
أخطُّ قِصَّة حبٍّ لا خِتامَ لها ؛
لأنَّني إنْ ختمتُ الحبَّ يختمني!
> إذًا هذا السر وراء طول نفس القصيدة (فضحت نفسك) ^^
بُنيَّ ها قَد أتيتُ الآن خُذْ بِيدي
طَمْئِنْ سُرورَكَ لا خَوفٌ مِن الحَزَنِ
> أخيرًا . ، بيت يغمرني بالسكون، بالهدوء، بالوضوح . .
آهْ، كانت رحلةً مليئة بالضجيج والغموض والحيرة . ،
لسان حال البيْت: الحمد لله على السلامة !
هذه قفزة أخرى في مشواركَ المليء بالقفزات . .
هنيئًا لك.
__________________
: : اللهم رحماك بالمستضعفين في بلاد الشام.. وا غَوْثاهـ : :
التعديل الأخير تم بواسطة يوسف الكمالي ; 22-07-2012 الساعة 11:01 AM
|