عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 17-07-2012, 01:15 AM
الفرحان بوعزة الفرحان بوعزة غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 306

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد زايدي مشاهدة المشاركة
صديقي لا تلمني

إذ ما قلت أنها

في الهوى مداي

وأنها سوسنة للروح

إذ ما خبأتها جفوني

بين الكحل............

وأنها جمرة للصمت

على شفاه ترتل تسابيح ناي

وأنها.....وأنها......وأنها

إذ ما أتتني

إندمل الخوف داخلي

وضيع الفجر سماي

أأجرمت أنا

حين يقتص الشتاء عمري

أأذنبت أنا بحبها

ما احترفت الحلم يوما

لكن الليل أدمن مثواي

فيا صديقي لا تلمني

حين تراني مُتَوَضئا من عطرها

أستبيح سرها قبلتي

أنثر عبيرها حريتي

وأستوطن في غفلة النائمين

شِعْرَها المبعوث مني

وهجا للسفر.
***************************

الأخت الفاضلة والمبدعة المتميزة .. سعاد زايدي .. تحية طيبة ..
يمكن تقسيم النص إلى حالتين متلازمتين ، لكل منهما تأثير أكبر على نفسية البطل الشاكي والمدافع عن تصرفاته وسلوكه .. ففي الحالة الأولى كشف عن الأسباب والدوافع التي جعلته ينساق كلياً نحو عشق قد يكون واقعياً أو متخيلا .. بطل نسى نفسه وذاته بل كيانه وشخصيته مما أثار الانتباه والشكوك والظنون حوله .. ..
تكررت كلمة / أنها / خمس مرات في النص ،بتكرارها خلقت مشهداً متحركاً للبطل ، كأنه يعدد بأصبعه مزاياها أمام صديقه .. كما يمكن اعتبارها توضيحاً وتفسيراً للآخر الذي يجهل كل شيء عن نفسية البطل ومكانة من يرتبط بها ، فهو يحاول أن يتلمس الأعذار الممكنة لإبعاد كل لوم وعتاب يمكن أن ينغص الصداقة التي تجمع بين المشتكي والمعاتب ..
الحالة الثانية تجسدها الجملة التالية / إذ ما أتتني / فما جاء بعدها هو تشخيص لحالة التغيير في شخصية البطل ، فقد تضافرت عوامل عدة في تعكير حياته ..
/الخوف / من جهة ، والطبيعة من جهة أخرى ../ الفجر / الشتاء / الليل / رؤية فنية أدبية خالفت بها الكاتبة التفكير المألوف والمعتاد .. بعدما أنسنت الساردة ما هو مكتسب / الخوف / كصفة اعتراها الضعف فاندملت ، والواقع نجد البطل قد تعلم الخوف من طول انتظاره للزمن أن يحقق له أمنيته .. فلم يعد يعرف الجرأة والإقدام .. فامتلأ قلبه بالخوف وظن أن الخوف هو الذي أصبح مريضاً ..
فيا صديقي لا تلمني / نداء مبطن بالاستغاثة والتوسل ،لأنه أصبح مسلوب الإرادة ، ناقص الفعل والحركة ، غير قادر على التغيير .. أصابه التلاشي فكرياً وجسمياً ..
بطل يعيش اللحظة وهي هاربة منه ، يعيش على الهوس والهلوسة ، يتأرجح بين الحلم والواقع ، بين توهم ما يتماشى مع الواقع وبين ما يعترضه ..
ساردة عرفت كيف تغوص في النفس البشرية بعدما جعلت الشخصية تتحدث عن نفسها ، فأمدتها الساردة بالطاقة الكافية لتبوح بما عندها من أسرار دون حرج .. طاقة يمكن اعتبارها طاقة صامتة فأنطقتها الكاتبة بلغتها الشيقة وأسلوبها الرصين ..
جميل ما كتبت أختي المبدعة سعاد .. تقبلي شغبي ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..
رد مع اقتباس