عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-07-2012, 10:05 PM
عبدالله الزعابي عبدالله الزعابي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
الدولة: في قلب الرنين
المشاركات: 435
افتراضي ( .. رقائق الجمال .. )




رسالة أبعث بها إلى تلك التي تعبث بأناملها وتنبش في أوراق الصباح ..
إلى تلك التي قرأت رسائلي ، حتى أدركت أنها حقاً تختلف عني في تكوينها الجسدي وفي شكلها .. ليس لأنها مخلوق غريب أبداً ، ولكنها ( أنثى ) ..
تتعطر بحضورها كل أروقة المكان ، حينما تقترب من عيني ، وتجر وراءها كل ألوان الأنوثة حينما تسير بعيداً عن سمعي وعن فمي.
تنحاز إليها اللغة .. كونها سيدة النص في كتاباتي .. وإنتاجي الفكري الذي تتجلى فيه كل صور الإبداع المخبوءة في ألوان الكتابة ، والضمير العائـد على شكل الأنثى وجسـد النساء .
إليكـِ سيدتي ..
هذه الرسالة التي أكرسُ فيها كل محاولاتي الواعية ، لأسس كل قيم الإبداع فيكـِ من خلال طلاسمي التي أسعى بها لاكتشاف أبعادكـِ ومراميكـِ و موحياتكـ ،
لا لكي أمارس عليكـِ اللغة في حضوركـِ وحسبـ .. بل حتى ذلك اللفظـ ( الرجل العاشق ) ،
أتيتـُ بهـِ من أجلكـِ هنـا لكي تحسنين النظر إليهـِ وتحسنين الإصغاء ، حينما أستـدعي مادتـي اللغوية
( فتظهرين أنتـِ ) وفي بطن كفيكـِ منظومة متعةٍ من الكلام ، تمنيـتــُ لو أنكـِ أنتـِ من تفصحين بهـِ عن رغبتكـ في وصولهـ إليَّ دونـَ وسيـطـ .


ولكنها .. هكذا هي الحياة ، تأتي بمن يصنع الحلـو بيـدٍ مـن رقائق الجمال ، ثم تبعـثــُ بآخر .. يحمل روعته وجماله ليضعه ضمن مسيرة الكون ،
فلا يصل الكلام ، ولا تصل اللغة إلى حيث ننتظرها أن تولد في قلوبنا وتستوي في الصدور .



سيدتي .. إن علاقتي بكـ باتـتــ تفصح عن نفسهـا ، واراها تدير سياق التكوين لحظة بلحظة .. فإن كُـتبـَ لها أن ترى النـور وجاء بها القدر كتاباً مفروض ،
فأزفِ ليّ البشرى ، فربما أكون لحظتها في ذات المكان الذي تركتني فيه على سجادة الصلاة أدعو من خلق الكونين
أن يجمعني ويجمعكـ في الدنيا وفي الفردوس .

كائني الجميل .. سيدتي ... أنتـِ أيها الكائن العظيم .. الأنثى المدللة وصعيرتي الحسناء ..
أنا لستُ هنا لأسرق منكـِ حقوقكـِ الفكرية .. وأقيـد فيكـِ مساحاتـ الحرية ... نعم أنا لستـُ هنا لأجهض نبضكـِ الحسي
أو أزيـد من قلقكـ عندما يستقـر لكـ قراراً لتختاري أو لا تختاري ..!!

بل جئتـُ هنـا .. لأقوي أسبابكـ كي تصلي بإرادتكـ وقوتكـ ث وثقافة تفكيركـِ إلى عالم ( غادة ، ومي زيادة ، ونـازك ) وغيرهن من أعلام القلم من الإناث ..
فأنطلقي .. وغوصي كما شئتـِ في أعماق خواطري .. وتلذذي بحلاوة الكلام ، وبعذرية الحب في كتاباتي إليكـ .. وسيري في دهاليز حواراتي وأغوار اللغة.

سيدتـي أنـتـِ ... يا مدرسة الحبـ .. ومدرسة التحرير ..


أنـتـِ قضيتـي الأولـى في الدنيـا .. وآخـر قضاياي .

-------

إنتهى .. فـي ..



الرابع عشر من حزيران / يونيو - 2008م



---

طــائــر الأحـــلام
....
__________________
-----------------------------------------------

هل إنحازت اللغة للرجل ..؟
وهل تم تذكير اللغة تذكيراً نهائياً ..؟
أم أن هناكَ مجالاً للتأنيث ..؟


-----
عبدالله الغَـذَّامي
كتاب المرأة واللغة

---------------------
(الـطــــــــالطيرالمســــافــرالطيرـــيـــــــــــر)
رد مع اقتباس