الموضوع: بريئة تجمدت .
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 22-06-2012, 12:10 PM
رحيق الكلمات رحيق الكلمات غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: في قلوب أحبتي أحيا بصمت
المشاركات: 2,212

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عرش الخيال الشرقي مشاهدة المشاركة

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أول قصة أخطها أتمنى أن تعطوني نقداً على كتابتي .,’

لقد مضى على وفاة أمها أربع سنوات ودمع عينها لم يزل يلامس وجهها البريء وهي تمسك بكلتا يديها معطفا كان لأمها تمسكه بشدة وفي دماغها المبتسر ذكريات تحنو إليها . اليوم فقط بلغت التاسعة من عمرها ولكن ما يدور في خلدها الصغير لا يوحي بأنها طفلة قط. فقلد ضاق عيشها مع عمها القاسي وفجأة تنقطع حبال أفكارها مع صراخ ذاك المتسلط .
العم : أيتها القطة المتشردة أين أنتي يا بلهاء ألم يحن وقت ذهابك للعمل؟
الفتاة (وهي ترتعد): آسفة يا عمي سأسرع حالا .
العم (وهو ينفجر غضباً): أنتي دائما بلهاء وسوف تعيشين هكذا ألم أقل لكِ إذا أردتي العيش أعملي وأعملي؟!!
الفتاة(حاملة سلة كبيرة مليئة بكتل الصوف):لك السمع والطاعة يا عمي سوف انطلق.
العم:هذا أفضل سوف أهنئ بنوم عميق إلى أن تأتي ببعض المال أشتري به ما طاب لي.فهذا ذنبها خلقت يتيمة لكي تعمل !
سلكت الفتاة الصغيرة طريقها نحو مصنع الصوف وهي تتألم من ثقل ما تحمل ولكن ما لبثت على هذا الحال حتى صارت تغرد كالبلابل ونسمات الهواء تتلاعب بخصلات شعرها المنساب .سارت وسارت ولما وصلت إلى المصنع أدخلت الصوف وسلمت على العمال.
الفتاة:صباح الخير يا سيدي .لقد أتيت بالصوف كالمعتاد.
العامل:أنت نشيطة دائماً يا صغيرتي.
الفتاة (و الابتسامة تعانق شفتيها):هذا عملي يا سيدي لم تقل لي كم ثمنها؟
العامل:10دراهم .
الفتاة:شكراً لك يا سيدي وأتمنى لك نهاراً سعيداً.
لقد شعرت الفتاة بارتياح كبير فلقد أخذت مبلغ أكبر مما سبق.
توجهت الفتاة إلى المنزل وهي تحلم بقسط من الراحة وطعام دافئ.
فتحت الباب ببطء شديد وتوجهت إلى عمها لتناوله النقود.

الفتاة : مساء الخير لقد عدت يا عمي.
العم :لقد عدت مبكرة من المؤكد أنك لم تأتي بشيء !!
الفتاة:لا يا عمي لقد أتيت بالشيء الوفير.
العم:هذا جيد والآن عليك أن تأوي إلى فراشك فغدا أمامك أعمال كثيرة.
الفتاة(وهي خائفة):ولكني جائعة يا عمي.
العم(وهو يشعر بالغيظ):هاك .
لقد أعطاها كسرة من الخبز الجاف ولكن الفتاة لا تملك سوى ابتسامتها البريئة .
لقد ذهبت الفتاة إلى علية المنزل وتغطت بمعطف والدتها القديم وصارت تقضم كسرة الخبز على خوف من الغد.

وفي صباح اليوم التالي توجهت الفتاة كالمعتاد إلى المصنع مع برودة الطقس الشديدة ولكن عند وصولها المصنع وقفت على بابه المغلق و اندهشت من ذلك .قلم يسبق لها وأن رأته مغلقاً نادت بأعلى صوتها!

الفتاة:هّي ألا يوجد أحد هنا؟
أحد العمال(وهو يقترب منها):هل أتيت لبيع الصوف كالمعتاد ؟
الفتاة(وهي مندهشة):بالتأكيد يا سيدي.
العامل:وكن يا صغيرتي لقد أصاب المصنع كساد وصرنا لا نستطيع شراء الصوف بعد اليوم .!
الفتاة (تأمل أن يشترى منها الصوف):أرجوك يا سيدي أشتريه مني فأني بحاجة إلى النقود .
العامل (تبدوا على وجه الشفقة):لا أستطيع أن أفعل شيء لكي سوى شرائه بثمن بخس!!
الفتاة:أنا موافقة فهذا أفضل من العقاب.
أخذت الفتاة دراهم معدودة وظلت تسير وتسير بين أزقة المنازل حتى تصل إلى منزلها . وهي تسير بقدمين حافيتين محمرتين ووجه مزرق من شدة البرد . ولكن ما إن وصلت بالقرب من منزلها حتى هجم عليها مجموعة من الصبيان المشردين فقد كانوا يراقبونها عن كثب وأخذوا كل ما تملك من النقود وهموا بالهرب .

الصبيان:هذه النقود ليس من حقك هاهاها .!
الفتاة (وهي تصرخ بأعلى صوتها ):أرجوكم أعيدوا لي النقود يا إلهي ماذا سوف يحل بي آآآآه.
توجهت الفتاة إلى المنزل وهي ترتعش من الخوف والبرد ،طرقت الباب بوجه شاحب.
فتح العم لها الباب:هيا أدخلي أين النقود؟
الفتاة : مما ما أنا آسفة يا عمي لقد سرقت النقود من عندي.
العم(ينفرع غضبا): ماذا يامهملة لماذا تركتيهم يأخذونها ؟! أيتها البلهاء ستذوقين معنى العقاب مني .
وأخذ سوط غليظ وصار يجلد به الفتاة.
العم (وهو يهوي بضرب الفتاة):خذيها أيتها الحمقاء .
الفتاة (وهي تتألم وتتأوه ):كفى يا عمي آآآآآآه.
العم(وهو يركل بجسم الفتاة إلى الخارج): لا مكان لكي في هذا المنزل .إلا بعد أن تجلبي النقود .
الفتاة (وهي تعتصر ألما وحزنا):ولكن ما ذنبي كيف سأتي بها!
العم: هذا لا يعنيني .ثم أغلق الباب في وجهها.
خرجت الفتاة من المنزل وتوجهت نحو البلدة المجاورة في جو قارص لا يرحم لعلها تجد مأوى يؤويها من برودة الطقس.
الفتاة: أرحمني يا إلهي . ثم صارت تصيح بأعلى صوتها :أماه أين أنتي ضميني إلى صدرك الدافئ.
ثم جلست الفتاة تحت حائط قديم وصارت تبكي بحرارة وتغسل بدموعها خديها المحمرين.
فجأة اقتربت منها سيارة سريعة وصدمتها ! في تلك اللحظة سقطت الفتاة مغشي عليها فخاف راكب السيارة وهرب بسيارته مسرعاً. فهرعت أمراء عجوز من البيت المجاور واحتضنت الفتاة وضمتها إلى صدرها وشعرت بسعادة لأنها أحست أن الفتاة على قيد الحياة ولكن كانت الفتاة تهذي بوالدتها وتناديها أملا بلقائها . فجأة وغفت الفتاة لقد عانقت روحها السماء بابتسامه بريئة تكاد تقول من خلالها لقد ارتحت من عذاب هذه الحياة . ماتت ويداها متلبثتان بجسد تلك العجوز الطيبة نعم ماتت وكلها ألم وأنين من هذه الحياة ماتت ولن تعود مرة آخر .
ولم يكن في وسع تلك العجوز إلا أن نادت جيرانها وأخبرتهم بما رأت فقاموا بدفن الفتاة .قامت العجوز بوضع أزهار السوسن على قبرها لتكون بصمة على براءة تلك الفتاة .

بداية رائعة
اخيتي
وأهلا ومرحبا بك في قسم القصة القصيرة
الحوار : متسلسل يدل على قلم متمكن
المقدمة أعطت توضيح ممتاز لأساس القصة وشخصياتها الأساسية العم والطفلة الصغيرة
الكلمات التي يتلفظ بها العم اعطت انطباع ممتاز عن شخصيته القاسيه المتسلطة
بشكل عام القصة تدور حول موضوع انساني عالجته الكاتبة بطريقة جيدة جدا
الإعتماد كان بشكل كبير جدا على الحوار وهذا النوع يكثر استخدامه اكثرفي المسرحيات سواء كانت قصيرة او طويلة اكثر من القصة القصيرة
بشكل عام قلمك متميز اخيتي وننتظر الجديد بشوق
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة رحيق الكلمات ; 22-06-2012 الساعة 12:12 PM
رد مع اقتباس