[ياقوت القلوب]

||,, حَبَةُ يَقَطِيَن..


||,, حَبَةُ يَقَطِيَن..
||,, كَانَت سَعِيدَة فِي الْجَنَة ..
||,, تَلعَب بِعُودِهَا المْمُتَد .. وَفُرُوعِهَا الَّطَويِلَة ..
ــــلا تُدَرك الْخَطَر ..
ـــــخَطَر الَّسُقُوَط ..
ــــــسَقطَت مِن الَّسَماءَ..

||,, ظَلّت مُتَعلِقَه بَين ذَرَاتِ الْهَواءَ ..
||,, تَتقَاذَفُها الأَقَدَار هُنَا وَهُنَاك ..
||,, مَصِيرهَا مُعَلق بَيَن المْوَت .. وَالَّتَحطُم ..
ـــــلا ثَالثَ لهمَا ..!!
فأَيُهمَا يَكفِل مَصِيرهَا ..!!

||,, قَذفَهَا الْقَدرُ بَعِيدَاً..
||,, فرَسمَ لها عُمَراً جدَيِداً ..
ـــــــعَلى الأَرَض ..!!

||,, تَدحَرجَت فَوَق الَّسُهُوَل وَالهضَاب..
||,, تَجرَحَت مِن الَّصُخُور وَطعَناتِ الأَعشَاب..

ـــــفَظَلّت تَبحَث عَن..
ـــــعُوَدهَا الْذِي سَقطَت مِنهُ ..!!

||,, سَأَلت الَّزُهُور:
ـــكيَفَ لِي بِعُوَدِي..؟
فَقَالت:
.. لابُدَ أَن تَعُودِي..

||,, سَأَلت المْيَاه:
ــــكَيَف لِي بِعُوَدِي..؟
فَقَالت:
.. لابُدَ أَن تَعُوَدِي ..

||,, سَأَلت الْجِبَال:
ـــكَيَف لِي بِعُوَدِي..؟
فَقَالت:
.. لابُدَ أَن تَعُوَدِي..

||,, ضّج بِهَا المْكَان ..
||,, وَحَار بِهَا الَّزَمَان ..
ـــــصَرخَت ..

||,, كَيَف لِي بِعُوَدِي ..؟
ــــهّب الْجَمِيَع وَقَالوا:
.. لابُدَ أَن تَعُوَدِي ..


فعَادَت ..
||,, رَجَعَت إِلى الْوَراءَ
||,, تَدحَرجَت .. وَتَدحَرجَت فِي نَفَس الَّطَريِق ..
ـــــفَوَق الَّسُهوَل وَالهَّضَاب ..
ــــوَفَوق الَّصُخُوَر وَالأَعَشَاب ..

||,, إِلى أَن وَصَلت عند نُقَطةِ الَّسُقُوَط ..
||,, هُنَاك وَقَفَت طَويَلاً .. وَتَفكَرت مَليَاً ..
ـــكَيَف لهَا أَن تَعُوَد ..!!
إَلى أَعَلى الَّسَماءَ ..
إِلى عُوَدِها الْذِي سَقَطَت مِنهُ ..


||,, أَصَبحَت وَأَمسَت عَلى تِلَك الْحَافَة ..
||,, تَنتَظِر أَن تَحدُثَ مُعِجزَةً ..
ــــــلعَلهَا سَتَكوَن بِحَالهَا رَائِفَة ..
ــــوَلا أَمَل يَلوَح ..


||,, تَدَريَجِياً وَمَع مُرُوَر الْوَقَت وَمَع طُوَل الإِنَتظِار ..
ــــذَبِلت الْيَقطيَنَه .. وَتَجعَدتَ بشَرَتُها ..
||,, وَبَدأَت تَنهَار أَمَام حَرَارةِ الّشَمَس .. وَبُروَدَةِ الْلَيَل ..
ــــتَقَلصَت وَأَصبَحَت يَائِسَة وَبَائِسَة وَرَثةَ ..


||,, مَاتَت ..
ـــنعَمْ مَاتَت .. وَعَلى تِلَك الْحَافَة ..
||,, تَفَتَتة فِي الَّتُراب .. وَذَابت ..
||,, وَالأَمَانِي أَصَبحَت كَالهبَاء المْنُبث ..
ـــــسَكَن الَّشذَى حَوافَ مَوتِهَا ..
ــــوَبَلّل الَّندَى مَكَان حَتفِها ..
ـــــوَظّلت هكَذَا ..

||,, وَما هِي إِلا أَسابِيعَ حَتى نبِتَت بَرَاعِمُ الْحيَاه ..
ـــــــوَأَشرقَتَ مَع شُرُوَق فَجِر الَّدُنيا ..
ـــــــوَأمَتدَت فُرُوَعهَا فِي كُل مَكَان ..
||,, وَكَبرتَ لِتُلامِس الِإصَرَار .. وَالأَمَل .. وَالِإسَتمَرار ..
ـــــــنبَتَت شَجرَةُ الْيَقطِيَن مِن جَديَد ..
ـــــــوَبنَت لنَفسِها حُلمَاً سَعيَد ..
ــــــوَعَاد لهَا عُودَها ..!!

||,, وَعَادَ مَا بَحثَت عَنهُ ..

.. وَهَذا أَيَضاً مَا قَصَدهُ أَصَدِقَائُها عِندَمَا قَالوُا لابُدَ أَن تَعُودِي ..
فالحَيَاة لا تَقِف عِنَد مُنعَطَف وَاحِد وَلا تَنتَظِر أَحَداً لا يُثّمِن قِيمَتهَا،
بَل تَتجَدَد مَع كُل اِشراقَة، يَبقَى لنَا أَن نَتخِذَ الْقَرَار الَّصَحِيحَ فَقَط ..


11/ يوليو/ 2011م

صَباحَكم سَعَادة ..!