عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 07-06-2012, 11:30 PM
رحيق الكلمات رحيق الكلمات غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: في قلوب أحبتي أحيا بصمت
المشاركات: 2,212

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الزعابي مشاهدة المشاركة





... ولما ضاق بصدرها ما جاء من قدر ، في الكون المتصل بحبي وحبها ...
انصرفت عني إلى ظل مدينتها البعيدة ،
لتلملم ما تبقى من طفولتها المبعثرة في زحمة الغروبـ ...!!






ثم بعثت برسالتها تقول ..
سيدي .. هل لك أن ترسم لي لوحة منقوش عليها ماهية الألم ..؟؟
وما لونه ..؟
وإلى أي مذهب من مذاهب الفلسفة ينتمي ...؟

قل لي يا سيدي .. إني أتلو عليك أيات الشفقة ، أن ترحم قلباً أتاك يوماً يشتكي ،
عله يجد على يديك ما يؤلمه ..!!
ثم تداركت ( قولها ) ... أقصد يا عزيزي ( دواء ) مما يؤلمه ...!!

فكتبت إليها ..
لم تأتي بمعجزة يا عزيزتي .. و لم تتجاوزي حدود الجواب في سؤالك ..
ولن أدعك تبارحين بعيداً ..!!
فهذا أنا و هذا كتابي إليك ينزلق من بين أناملي ..
فحتى قلمي في شوق لعناق دفترك ، دون فتور ، فكيف بي أنا ...؟؟

سيدتي .. تسألينني عن أوصاف الألم ..؟؟
وأنت من جاء يغرس بذوره في داخلي ، حتى أينعت أوجاعه ،
وأزهرت أحزانه ، ألواناً من الحزن وعذابات لا تنتهي ..!!








أواااااااااهـ يا حبيبتي ..
هل تعلمين شيئاً عن ذلك الساري ، في عمق الظلام المدلهم ،
في ليلة ساقت سحائبها الرياح ،
حتى تلحفت بها عرض السموات وطولها ، فأطفأت في دربه أنوار النجوم ..؟؟
ألا تذكرين حقاً ماذا اصاب الساري في ليلته تلك ..؟؟
لقد راح يتخبط يا سيدتي في بطن الليل القفر ،
والأشد وعورة من جفاؤك ، وهجرك ، وتعنتك ..
لا يعرف إليك طريقاً يؤدي به إلى نحر ذلك الخوف الرابض على صدرك ..!!
حتى أدرك شهاباً ساقطاً يخترق السحاب ، ظنه بملائكة جاءت إليه من رحم السماء ،
تحمل قنديلاً ، فيهتدي به كي يصل إلى غرفة أفكارك المعذبة ..!!








لكن ظلاماً حلّ عليه فجأة فأطفأ القنديل ،
ليبقى سائر وحده يشق العتمة بحثاً عن بريق من الأمل يضيء دربه إليك ،
بعدما تركته لآلامه التي أمست اليوم كالحنظلة المرة ،
لو أسكب فوق أفناخها موسماً من العسل لما صار مذاقه حلو أبداً ..
كما لو أنك قد بللت هذا القلب أو تحدرت عليه بمسافات حبك ومساحات رضاك ..
فقد تكون قبلة منك أشهى من كل مواسم العسل ..
فأدهِن بها فلسفة الحب بيننا ، وأحلي بها مرارة الألم ..!!









قولي الآن يا سيدتي ..
أما زلت تريدين أن أكتب إليك عن مسارات الألم في داخلي ،
وعن فلسفته التي تسير بانتظام في أعماق حياتي ،
وهو يشكل توأمته التامة مع مجموعة أوجاعي ورزمة خوفك الغامض ..؟؟

لا بأس يا صديقتي .. سأكتب إليك ولكن ..!!
لا تستغربي إن وجدتِ لكِ آثاراً عميقة تحفـر وجودها مروجاً في جسدي ،
على امتداد الأيام بين عينيكِ وامتداد السنين ..!!

يا سبحان الله ..!!
تسألني عن لون الألم ، عن أوصافه ، وعن فلسفته ..!!
يا ويح نفسي يا صغيرتي .. إني ما زلت أتمتم إليك بجوابي على سؤالكِ ،
وإن كنت لفي عجب وفي قمة استغرابي ولكن ....!!!








سأقول إليك يا سيدتي ...
فهو أحياناً كالطفل يتمرد في شغبٍ ، حين يُـقـبِّـلُ لوحـات اشتياقي ..
وفي أحيانٍ أخرى كالشيخ الهرم حينما يضع خطواته على عذاباتي ،
فيعمق الألم ، ويزيد من أنين الفلسفة ..
فتتحول أفراحي أحزاناً إنتثرت ألوانها في كل الرحاب ..
وتبدلت ابتساماتي إلى دموع سالت فلسفتها على وجهي ،
حتى رسمت أشكالها على جدار الصبر الطويل ..!!

آآآآهـٍ يا سيدتي .. إنك لتسألين عن شيءٍ لا ترينه بعينيك المجردة ..
ولكنه محفور في داخلي .. وكأنكِ تنبشين في قلبي عما لم يخلق فيه ،
بينما هناك صرير له يمزق الأوصال ..!!








أواااااااهـ يا سيدتي ...
كم أرقب لكِ جميلاً يعود لينثر على صدري رقائق شوقكِ ،
فيصعد إلى فكري ، ثم أنحدرُ به على لسان القلم ،
بعد أن أطبع على فاههِ قبلة من غرامي ،
وحبيّ الأزلي الذي ما يزال يغلي في جوفي حد التبخر ...








ثم أبعث بهـِ إليك ..
( كلامٌ كالندى )
ليصل إليك مندفعاً كالطائر المجنون من يدي
إلى قلبك التائه في صدر الزمن .



---

إنتهـى فـي يوم السبت : 22 - أيار / مايو - 2010م


( .. طــائــر الأحــــلام .. )



0
0
0


حين يغرسون سيوف
الألم
يسألون مالون الدم؟؟؟
يستفهمون عن عمق الهم
وحين تشرح لهم
وتسهب في
التصوير والرسم
تتعب أعينهم
وتهابك قلوبهم
فيرحلون
وتبقى أنت في رحلة العدم
هكذا هم أحيانا
من نشتاقهم
ونصنع الذكرى من أجلهم
فقط اكتب
فلكتاباتك لون مختلف
يسرقنا من وقتنا
ونرحل معك
الى حيث الحب والذكرى
(كنت هنا رحيق)
__________________
رد مع اقتباس