[فيصل مفتاح الحداد]

لقد بعثتِ أنين قلمك التائه بين الصخور ، لأنك شاهدتِ وراء النوافذ ثكالى النساء ، وأشباح أنين الشعراء ، وتشابهت قصائدك الحزينة ، وتأوهت روحك المسكينة ، من هذا اللحن الجريح ،
الذي أرسلته يد الريح ، حتى تمنيت أن تأكلي الموت باليدين، أو تمشي فوق الحصى حافية القدمين
دون أن تنظري في مرآتك ، أو تراجعي صهيل لذاتك ، لقد شاهدتِ عيوناً كثيرة مبللة ، منذ بدء تاريخ الهوى ، وسمعت الشفاه تردد نشيد الانكسار ، منزوية في عتمة النهار ، ومرت بك قوافل الزمن ، محمَّلةً بالمكاره والمحن ، تسري من مدينة إلى مدينة ، تقاتل الأمان والسكينة ، وأنتِ مرهقة كالنائم ، حقائبك مليئة بالجراح والهزائم ، وتحملين أوراقك الممزقة ، ترددين : فإننا لن نرحم إذا نهشنا عظام قصائد الزمن الغائر ، أو مزقنا أردية الفن الغادر ، هكذا نموت بين البحر والصحراء ، ولا أحد يجيب لنا نداء .
كلماتك مؤثرة ، لها وقع خاص في نفسي وشعوري ..شكراً سيدتي