[عبدالله الزعابي]

( .. مجـاراة لكـاتبــة فـــــذة .. )

لن ألوذ بالفرار من نصكِ المزدحم باللوم والعتاب ..
ولن أتبع سياسة الهجوم لأبرر بها وسائل الدفاع عن نفسي ..
لأنني أعلم بأنك ِ خير من يحسن كيف يملئ الفراغات في مساحات الغياب ..
ربما جاء الحضور مني باهتاً حينَ اصطدمتِ بعودتي ..
ولكنني عدتُ ، وسواء أكان حضوري باكراً أم جاء يا سيدتي بعد طولِ غياب ..
فالمهم أنني رجعت.
رجعتُ ويداي ملأى بنعومة الحبِ وملس الحرير ،
أعلم بأنكِ لا تشتهين عودتي مثلما كنتِ بالأمس تشتهين ..
ولكنني عدت .. لن ألتفتُ إلى عذابات الغربة ، لأنني ودعتها إلى حيث لا عودة إليها من جديد ..
فمهما تكالبت عليّ حفنات الغرابة من عينيك حين التقيتك ومهما تكومت رزم السخرية على شفتيكِ
وحزم الألم في مقلتيك .. سأعمل على نفضِ أكوام الغبار من فوق المساحات الهادئة في ركني
وفي ركنك .. أذكرُ أنني أدلفتُ يوماً وفي يدي باقة من الورد قد وضعتها يوماً على منضدتك ..
أتذكرين كيف أتت ومتى جئتُ بها إليك ..؟ حتماً تذكرين ..
وتأنسين الآن بسماع أقدامي وهي تسير نحو وسادتك الخالية مني ،
لأشتم عطري الذي أهديته إليك قبل رحيلي في ذاتِ يوم ... أحسكِ يا سيدتي ..
وأشعر بكِ رغم العناد الذي يعتري غرورك ويفيض به كبرياءك .. وأعلم بأنك سوف تكابرين ،
ولكنني رجعت .. شئتِ هذا أم أبيت .. فلا تلجأي لسياسة التهميش التي قد إتبعتها يوماً لتستلذي بعذابي ،
فلن أخرج من حياتك لأعود أهرب للبعيد .. فالسكرُ أشهى ملذات الكؤوس .. وأنتِ كأسي ..
كنتُ أحرص كل يومٍ في بعادك أن أرشفك في قهوتي .. أضعك في فنجاني ..
لأستلذ بحرارتك وبشوقك .. هكذا كنتُ أخمر بك سيدتي وماأزال.


( فهل علمتِ من أكون ..؟ )



----
.

.

الطيـــــــــــــر المســافـــــــــــر