[فيصل مفتاح الحداد]

قعدت أراجع ما يدور في رأسي ، ويمور في جوانح نفسي ، وقد غبت عن الوجود من الإطراق،
واستغرقت في بواطن الفكر الخلاق ، أتصفح عبق الذكريات ، وأشم نسيم الأيام الخاليات : هنا كنت أقعد أمام الحاسوب ، وأبثه نجوى فؤادي المكروب ، وأسأله فيجيب السؤال ، وأستشيره فيشير في الحال ، وقد نشلني من ورائه ، ونفضني في وعائه ، فغصت في بحره أطارد أشباح الهموم ، وأدافع أدران الحزن المكتوم ، فطوراً أهش حتى الولوع ، وأخرى أهتف بصوت مسموع ، وتارة أغيب عن الأحزان ،
وأطير إلى ما وراء الشطآن ، حيث أسراب البجع البيضاء ، تتخلل أكتاف الإمساء ، يا للروعة .. لحظات كالعسل الماذي ، أو زقزقة الطير الشادي ، دعيني يا سيدتي على فرس الأحلام ، أركض في سويداء الأفهام ، فأسطر خطوطاً من القلم ، وأرسم نوابغاً من الكلم .