[عبدالله الزعابي]

أعينٌ نفتحها على الليل والنهار فلا ننام .. نبحث عمن يهتم لأجلنا ونرقب اختلاساته ..
حروفاً تُكتب إلينا وتُرسم أخرى .. يُظنُ بأن في الرحم ساكناً حياً مايزال ..
وما هو سوى أطلال وبقايا من تقاسيم لذكرى وشيء من فتات ..!



الشوق يا ( أنتِ ) مثله كجناح طائر .. نتشبث بريشه علنا نطير ..
نريده حقاً ونشتاقه صدقاً .. ولا نعلم من يكون ..
ربما حان ( مريم ) .. اجتماع وليس فراق .. ربما حان أن يكون تناسق ويكون اتساق ..
سفرٌ بعيد والزاد لا يكفي .. عمقاً نسأله من الذين على الراحلة ..
أصبراً يحملون أم شوقاً يسألون .. ؟



( سيدتي ) دموعكِ لا تسفكيها سألتكِ .. وبربكِ لا تبارحين مكاناً ..
فالمضغة التي في ثنايا لغتك .. قطعة من مرمرٍ أفرغها صبرك ..
صبَّ نورها في سماوات عيني .. فأضاء وجهكِ في مقلتي نوراً كالملائكة.



نهرٌ من الكوثر تسيل محبرتك .. جلّ الرسل قلمك ، يجري كلامه في الروح وتنغرس معانيكِ ..
دراً وياقوت تنسجين حروفك .. أفلاكاً تجذبين وتطوّحين قلوباً ..
أواهـ يا ( مريم ) ما أتعب الركض خلفكِ .. تغنين سفراً .. وتخلّفين أسفارا.



أهكذا الأيام تمضي في نصبِ أشراكها ..؟ وتجدل الأشواق أحبالها في صدر الهوى ..؟
مجنونة أمست هي اشتياقاتِ وأصبحت ..
على رائحة من السكر في فنجان ( مريم ).



أأنتِ ( مريم ) أم مريماً ( أنتِ ) .. تتلألأين جمالاً كالبلور الصافي ..؟
عطراً تنثرين وتفوحي عبيرا. ما أروع الأيام التي أطلت بكِ ..
وما أشهى أسفار في فضاءاتك ..!



كتابات إليكِ أخرجتني من غيظي ..
فتحدرت من كلا الأعماق خواطري .. وداً أسطر وأخط أشواقا.
أخاطب رسائلكِ .. لتدركي وجدي .. ونبوة أظهرها إليكِ فأفقهي قولي ..!



( مريم ) لذة في النفس على كل أوراقي ( همسٌ ) أردده وأستنشقها أنفاساً ..
( اسمٌ ) من الغيب تلفني فضائلها .. مرسومة صورتها لطيفة الحسِ ..
نرجسية .. رقراقة في صمتها
من الخيال منحوتة في عقلي .. تمنحني إلهاماً في صورة ( مريم ).



.
.
--------------------------------




الطير المسافر
28 / أيار - مايو 2012م

----------------------
.