الموضوع: ( هيروييكا )
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-05-2012, 01:01 PM
الصورة الرمزية محمد الطويل
محمد الطويل محمد الطويل غير متواجد حالياً
عضو مجلس ادارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 2,036

اوسمتي

افتراضي ( هيروييكا )



( هيروييكا )

في هدوء تام كنت كعادتي الملم الوحدة من حولي وأجالسها لأقص عليها أسباب الغيرة والحب ولماذا نحن ننتمي إلى العزلة الدائمة .. حينها كنت في ذاك الهدوء أستمع بعناية تامة إلى السيمفونية الثالثة لبيتهوفن ( هيروييكا ) التي تعني البطولة .. تلك السيمفونية التي أهداها إلى نابليون كممثل للثورة الفرنسية وسحبها عنه حينما عين نابليون نفسه إمبراطوراً متحولاً في نظره من ثائر إلى طاغية ..


عبر تلك الرائعة لهذا المبدع كانت أفكاري تائهة إلى البعيد تتسلق جدار المكان وجدار الوهم وتسبح في تلك الترانيم والتقاسيم العميقة والوجود من حولي هادئ وساكن وكأن الأرض هدهدت جراحها ونامت والورد ذبل في وحل الطرقات والنائم ذاك قد مات ووحده قطار الذكريات يمر من هنا ويقف هناك يحمل معه حقائب الألم من محطة إلى أخرى وفي كل حقيبة ذكرى كما في كل محطة موقف وسؤالات متتالية وبصمات لا تزول .
هكذا تكون إجترار الذكريات حتى تصبح حقيقة من وهم وولادة من عدم والفكر شارد في تلك الطرقات التي كم وكم إعتدناها سوياً حتى يطل من إحدى المقاهي صوت أم كلثوم الرخيم ( يقول الناس أنك خنت عهدي ، ولم تحفظها ولم تصني ، وأنت مناي أجمعها مشت إليك خطى الشباب المطمئني ) .


ترى ما لذي جاء بصوت أم كلثوم في هذا الوقت الهادئ من هذا الهزيع .. هل لتشعل فتيل الشوق بداخلي ، أم هل أنا حقاً بحاجة إلى ( ثورة الشك ) في لحظتي هذه كي تثار مشاعري لتبقى كعادتها في إنتظار حلم لا يتحقق ولتبقى بأبوابها المغلقة مدى الدهر وبالحظ العنيد .. الكل هنا يحاول أن يقيم على جراحي مراقصه والكل يحاول أن يمسح غبار الأيام من ذكريات ظننتها ماتت تحت ركام السنين .


آه لماذا تستفيق الأيام التي تجلت لتعود بعدما طننت أنها قد لا تعود ، ولم تؤلمنا تلك اللحظات رغم أننا إنتهينا ، وكيف تصبح الأماكن تلك أغلى حينما نغادرها وكيف تصبح ندم والم وبحار من الحزن لا ينضب يلتهمه وجه الشوق .. لتصبح تلك الأمكنة رمزاً للوفاء بعدما كانت رمزاً للخيانة ورمزاً للفراق بعدما نهلت كثيراً من الدمع الماجن في المآقي النازفة حتى الجدران الآيلة للسقوط كم لعبنا تحت ظلها .. وتدفأنا بحرارتها وإنزلقنا على بعضنا دونما إرادة أو وعي منا في لحظات الحب العظيم ..


والوقت كان يمر من هنا مسرعاً واليوم لم يتبقى سوى آثار خطى تائهة وحبة رمل تتراقص مع الريح كانت حائرة أين تجد مكانها بعدما علقت في آخر خطوة من قدمك المغادر نحو البعيد .. وحطام فنجان القهوة المكسور الذي قرأنا فيه حظنا وقصاصة أول ورقة بيننا وبقايا رماد لآخر هدية أحرقناها بعيد ميلادنا المـعلوم .. ( وهيروييكا ) تمتد في تقاسيمها الجميلة وأم كلثوم تردد ( تعذب في لهيب الشك روحي ، وتشقى بالظنون وبالتمني ) وأنا حائر لست أدري من أنا .. كالطائر .........


جزء من النص مفقود
__________________
قبل الرحيل أترك على طاولتي كثير من مسودات لم تكتمل وقلم رصاص
رد مع اقتباس