[عبدالله الزعابي]

كانت تكتب .. سنة كاملة قد مرت على عمر التخاطر بيننا .. واليوم أكتب ( عشرة أعوام ) بأكملها قد مرت على خواطرنا ..!! ، كلمات مرتعشة سأبسط رعدتها .. وأكتبها إليكِ بألفاظٍ مفهومة ومعاني مصبوغة بفلسفتي لتخرج إليك دونما ألم ، ثم أنضح بها على صدرك .. خيالاً واسعاً يمتد من أكنافِ هذا العقل الذي رَحُبَ بالمتسكعاتِ الفارغة ، من أجلِ أن يفسح إليكِ أمكنةً تضمُ أكنافَ فلسفتكِ الرائعة ومجموعة ألفاظكِ الساحرة.


فيا من تنامي بكتاباتك في دفتري ، وتسافري بأحزانكِ في عمري .. إليكِ أمنحها الحياة لقلبك ، فأكتبي من الأشياء ما شئتِ .. فليس لديَّ ما أضمره عنكِ به ولا أبوح ، وإن كان لكلِ امرئٍ باطن لا يفقه سره إلا الدهر ، إلا أنني مازلتُ أصرُّ على نبضكِ الذي تهتزُ من ثقلهِ الأرض ، وتتفجرُ من بلاغته البراكين الخامدة ..!!


سيدتي .. إني أعرفُ ما أندمجُ عليه نَحوكِ ، وما يكنه قلبي إليكِ رغم اضطرابه من دخولكِ عالمي وتوغلك بين أركاني .. حتى أصبحتُ أضطرب كاضطراب الورق اليابس في غصونه.


ما أغرب السماء حين تحاول السحب فيها هتكَ سر هذا القلب في داخلي .. حيرة عظمى أحسُ بها وأشعر .. حزمة من المتناقضات وأخرى مثلها من المتشابهات تضيقُ بأسباب الفكر لدي ، ويلفني الغموض من كل صوب ، كأنني في محنةٍ مميتة أريد عنها إنفصالاً فلا أقدر.


.
.
---

....................................... ............................................................................................. ................................................. .................................................... (الطير المسافر)