عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-04-2012, 04:43 PM
الصورة الرمزية كمال عميره
كمال عميره كمال عميره غير متواجد حالياً
مشرف النثر والخواطر
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر.................جيجل
المشاركات: 1,889

اوسمتي

افتراضي الشراع....وبحر التيه

تحترق في شفاهي الآن....كل المفردات التي إمتلأت بالوجع...تنقّب خلايا الذاكرة عن كل جمّل الفرح الهاربه...وفي المصّب الآمن إلى واحات صدرك...تصير الذكريات غزالات شاردة ذاعرة....في وجه قنّاص إحترّف الموت....
تعبرني فجوة عميقة لا قرار لها.....يدندن الصمت المتهادي في جنباتها ويطلع في جسدي قشعريرة راعشة غطّت بدني....ودفعة واحدة يصير كل شيئ أمامي ...ضبابيا مالبحر...خارجه مدهش.....وداخله قساوة ووحشة الطبيعه...
آه.........ماذا تفعل فينا الأشياء الصامته..؟؟ وماذا تخلّفه فينا من جلجله....؟؟
وهذا الصمت الصباحي الغريب....يرمي ظلاله ...يغرقني في وجهك ...ملامحك.....في رنّة صوتك.....أتوّغل في التفاصيل الصغيرة التي صرت أعتقد أن وقتي لم يعد كافيا كي أقبع هناك طويلا...حيث عيناك...حيث المدى.....ساحر بألوانه....ودهشته....وجماله...
حيث يصير السكون جاذبية الحياة الحقيقيه.....ويصير الحزن المباغت ذروة الوجع الشفاف....
ما الذي يربطنا حقا ؟؟....سوى كلمات فرّت هاربة من وحشة الليالي...وقساوة البوح.....الكلمات التي كانت متنفسنا الوحيد.....رباطنا المقدس....فوق فوهة هذا الزمن المترامي في الوحل.....
كلماتنا المغطّاة بأجنحة الفراشات الملّونه....تتعرى عند اول لمسة خشنه....وتتطاير ذرات الوانها في الفضاء المؤدي إلى لغة اخرى....وواقع آخر......وعمر آخر...
نركض بعدها هربا بين صخور الحياة.....محمّلين بسلاسل وأغلال الجغرافيا....نشحث بأظافرنا المدّماة عن فرح يظل ممكنا....كي يبعدنا على الاقل من هذا التمادي السخيف في لحظات جنوننا....لكن بريق عيونك ....عيونك البريئتين المتقدّتين تقول لي حقا....أنك إمرأة يسري جنونها في اصابع يديها...وملمس أجفانها ...ففي راسك الصغير الجميل...كل تلك الحرائق التي لم يعد بمقدورك تحمّلها....كي لا تنزلقي في هاوية الترددّ ولو بنصف حلم....
لما عليّ الآن أن اشعر ؟؟ أنّك فشلت في الهروب من كل ذلك الحزن الذي تراقص ذات لقاء في عمق عينيك...فتماهى بألوانه المتساقطه مع بحر فقد زرقته عللى حافة الخريف....لحظة المغّيب كي يصير بنفسجي بلون الغروب....
كنت افتش عن وجهك الهارب في الفرّاغ....أتدحرج على نتوءاته....سحره ....رقته.....ودفئه...وجهك الذي يدخلني دوما في غمرة أشواق لا تنتهي....ويغرقني في النّور....وهمسات الليل الغارق في سواده....
لكنه يظل هاربا...ينسّل من بين لحظات الحياة كنسمات ربيع هاربه...بلا صوت...أو فوضى.....سرقتها الأسفار والازمان....والفراق ...ولم تعد تؤثث أحراش الذاكرة...وجدرانها إلاّ ببياض الذكريات المضيئة.....
لا شيئ آخر يثير شهية الحياة.....سواك وعطر الكتابه...لذا يظّل شوقي دوما حارقا.....وبقدر حنيني الذي لا يقاوم....بقدر إفتقادي ووحشتي....وحنيني...كلّما مرّت علي لحظات الخواء الداميه...
فكلما تطلعت للافق....كلّما رنا بصري إلى بعيد.....بعيد......حيث وردتك....وبياضك المستلقي على الثواني....أحسك وسط تلك الهالة من النور واقفة على حافة قلب....يرفض الإستسلام للنسيان...
أناديك في دجى الليالي.....أهتف بإسمك كلّما أعتراني صمت الحجارة....ورعشة المساءات.....رهاني أن نستيقظ سوية من غفوة التيه والدوران الذي بلا معنى.....وأن نتطلع لجذوة الإيمان بأننا لا زلنا هنا....رغم الغيّم....وهشاشة الزجاج المطحون الذي أرغمنا في ظلمة المراحل على السير عليه حفاة.....
فلا زال بنا شبق نحو الفرح.......نحو الأفق الذي سنعزّف فيه اناشيد الامل..إنني فقط أستبيح الآن عذرية اللحظات...كي نهزّم سويا آلامنا التي تنام في اعماقنا.....وتشكل موجات ممطرة في احداقنا...ففي اجسادنا قلوبا لا تحتلّها مخالب الخوف فقط....ولكنها ايضا موطنا رحبا لكل إنفجارات وزلازل وبراكين الحب............المتمادي في جنونه وحرقته.....حدّ الإشتعال
جيجل:22_04-2012
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة كمال عميره ; 26-04-2012 الساعة 11:32 PM
رد مع اقتباس