البقية... لا تأتي!!
-البقية تأتي- عبارة إنتظار. ابتكرها في البداية بعض الكتاب والمؤلفين ليظل قراؤهم معلقين بما يكتبون فينتظرونهم إلى العدد المقبل . ثم إنتشرت العبارة بعد ذلك وألقت بظلالها على سلوك الجميع كتابا وقراء ليصبح الجميع متسكعين على نواصي تجاربهم ؛إنتظار لوصول تلك البقية التي إعتادوا أنها ستأتي حتماً!!
البقية لا تأتي دوماً وإن جاءت فإنها لا تأتي على ما نشتهي أما البقية الوحيدة
التي توافق رغباتنا وطموحاتنا فهي تلك التي نسعى نحن إليها لنحضرها لا تلك التي ننتظرها إلى أن تأتينا !!
كم من عمالقة هزمهم انتظار البقية التي لاتأتي دوماً وكم من أحلام طموحة وأدها ترقب وصول البقية وكم من قائل -أنا عملت اللي عليّ والباقي على ربنا-
قتله جهله بأن كل العمل يجب أن يكون عليه, وعليه تقع مسؤولية متابعته كاملة, أما توفيق الله فهو مصاحب لكل العمل منذ البداية
فمتى نتوقف عن عادة ترك ذيول لما نصنع ومتى نتوقف عن ترك الأحداث التي نصنع بدايتها إلى أن تأتيها البقية من عند آخرين أو توفرها ظروف مواتية تسليماً بتلك المقولة العاجزة - البقية تأتي - بينما كل ما مر بنا من أحداث يؤكد لنا أن البقية أبداً لا تأتي بل نحن الذين نأتي بها ؟!