[أبو مسلم الصلتي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل عفيفي

أخي أبو مسلم الصلتي
أيها الشاعر القدير
ستبقى معلمنا .... ومن معينك العذب ننهل
ومن شاعريتك نروي ظمأ القلوب
أخي أبو مسلم :
لاحظت تشابها بين : فن التشحشح ، وفن الردح الإماراتي
وكما يبدو أن له أصولا متجذرة في الشعر الشعبي العماني ..
فهل هما اسمان لمسمى واحد؟
معلمنا وشاعرنا الكبير
منك نتعلم وإن لم نشر إلى ذلك
أخوك : خليل عفيفي

شكرا لك أخي خليل عفيفي على مرورك الكريم
أما عن استفسارك حول التشابه بين فن التشحشح ، وفن الردح الإماراتي
فالجواب كالآتي :

الردح :
البحر ردح والقصيدة الواحدة ردحة .. وهو بحر غنائي أيضا ومستساغ عند الكثيرين .. سريع الإيقاع .. ويمكن أن يؤدى من شخص واحد فقط أو من فريقين يضمان شخص في كل فريق أو أكثر من شخص في الفريق الواحد .. لأن لحنه ثابتا لا يتغير في كثير من الأحيان .. وقصيدة الردح تستطيع أن تحمل أي غرض شعري يريده الشاعر . والردح يأتي على نوعين أو على وزنين مختلفين ظاهريا .

الأول : كقول الشاعر راشد الخضر :

هود يا اهل الباب لمبوب = يوم تم الوعد جيناكم
يروا ارشاكم من امهذب = واسقوا العطشان من ماكم
في هواكم قلبه امعذب = من ثلاث اسنين يقفاكم
الصبح ما طاع يتقرب = والليالي سرمد ابلاكم

وهذا النوع من الردح يأتي على هذا الوزن من الشعر الشعبي لا يمكن أن يتغيّر في أي حال من الأحوال ولا يمكن زيادة حرف أو إنقاصه في الشطر وإلا أعتبر عيبا وزنيا يصل للكسر عند الكثيرين .

أما النوع الثاني للردح .. كقول الشاعرة فتاة العرب :

كم إنعذلت وقلت ما أطيع = فيكم وقلبي يرفض الطوع
يحلو ليَه فيك التولّيع = لو كان مالي شي منفوع
بستان لك من دون زرَيع = باطن سويدا القلب مزروع
لولاك يا زين التطبّيع = ما بتّ عيني تذرف دموع
عليك لا أساوم ولا أبيع=أشريك وإلا البيع ممنوع


أو قول راشد الخضر

إبلا ولف لو كان يبنا = البيت لو "فلّه" خرابي
يا ليتنا طيرين لذنا = عن باز . عن قانص يرابي
أو كوكبين أبراج كنا = جريان و بزوغ و غيابي
أو في شجره فنين غصنا = ننادم أكواس و غرابي

وهذا يأتي على هذا الوزن من الشعر الشعبي مع إمكانية زيادة حرف واحد في نهاية أي من الصدر والعجز كما في أبيات الشاعرة .

وعلى هذا يكون فن التشحشح العماني يلتقي مع فن الردح الإماراتي في النوع الثاني من حيث الوزن ويختلف عنه في النوع الأول .

مع العلم أن فن التشحشح العماني يختلف عن فن الردح الإماراتي من حيث الشكل أيضا :
فيبدأ القصيدة بشطر بيت تكون عليه قافية القصيدة ويكرر هذا الشطر مرتين ليصبح بمثابة البيت الأول من قصيدة فن التشحشح ، ثم تستمر القصيدة على قافية واحدة في الشطر الأخير من كل بيت ، وهذا مالا نجده في فن الردح حيث يلتزم بقافيتين في الشطر الأول والأخير ، ويبدا ببيت شعري كامل .
ثم أن هناك فرق أخير وهو أن قصيدة فن التشحشح العماني تنتهي دائما بالختم ( والخاتمة .... ) وهي عبارة عن نهاية القصيدة ، وهذا لانجده في فن الردح الإمارتي .

وعلى هذه الفروق الواضحة بين الفنين لاأرى أن من المناسب تسميتهما بمسمى واحد .
تقبل تحياتي الخالصة ،،،،،،،