عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-01-2012, 10:22 PM
الصورة الرمزية محمد الراسبي
محمد الراسبي محمد الراسبي غير متواجد حالياً
مدير الموقع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 1,754

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى محمد الراسبي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى محمد الراسبي
افتراضي اصدارات خمسة عن دار نينوى للشعراء العمانيين



السلطنة:

صدرت عن دار نينوى للنشر والتوزيع خمسة عناوين شِعرية فصيحة، لِعددٍ من الشعراء العُمانيين، ليضيفَ ذلك حراكًا وإنتاجًا للساحة الثقافية العُمانية، حيث أصدر الشاعر إبراهيم السوطي أولى مجاميعه الشعرية باسم (حنين) ، اختلق بها من خلال لغتها النزارية ترانيمه في الحُب، بلغةٍ تجاذبتها الشفافية وتنازعتها اشتراطات التجربة الأولى.ومبشرة أنّ هذا الشاعرَ ينزعُهُ الشِعرُ بِجناحِهِ إليه قسرا، احتوى مجموعة (حنين) على واحدٍ وثلاثين نصًّا شِعريًا فصيحًا تنوَّع بين الشكلين العمودي، والتفعلية، كما ارتبطت بعضُ أمشاجِ هذه المجموعة من خلال عناوينها ومضمونها مع المكان، وكأن الشاعر يستحضر روح العاشق القائل ( أمرّ على الديارِ ديارِ ليلى ) ، ومن بين نصوص هذه المجموعة جاء نص (حنين ) الذي يقول فيه (يا صديقي القديم ضاع*هوانا ما ترى عن ضياعه سأقول/ لي مع النجم في السماوات وعد* ووعود الرجال دين ثقيل/ رمد في رموش ليلي فلا النجم* رفيقي فأين أين السبيل/كان لي من أشعة الشمس خيط*كلما التف حول عيني تسيل) كما يقولُ في نصِّ (القميص) ( رائع رائع قميصك هذا * روضة الورد فيه زانته شكلا/ رفّ من تحته أسير أنيق* كان حلوا وأصبح الآن أحلى / فيه حلم الزهور يأتي ربيعا * ينثر الليل بالأزاهير حقلا/ فيه ما فيه من أغاني صباح* وربيع بوفرة الخير هلا/ ومدى الأذرعين كُم جميل* عز في صنعه الخبير وجلّا) وفي تماسّه الشفاف الحزين مع المكان يقول إبراهيم السوطي في مجموعنه الشعرية (حنين) في قصيدته (نزوى ترصّع القلب بالحزن) (لا تبحثي عني بأي مكان* ذبح الزمان مودتي وحناني/ جربت أؤمن بالهوى لكنني * ما فادني كفري ولا إيماني / مزقت تذكرة الإياب ولا أرى * في الأبحر الحمراء أي مواني / هاجرت من فصل الربيع فما هنا * عصفورة تشدو على أغصاني) .



حنين للشاعر إبراهيم السوطي


كما صدر للشاعر أفلح الكندي أولى مجموعاتِه الشِعرية والتي حملت عنوان (هاكِ الضمير) والتي احتوت على حوالي إحدى وعشرين نصًّا أغلبها نصوصًا عمودية وتنوّع فحواها بين الوجداني والقومي والوطني، في لغةٍ امتازت بقوة المتانة والسبك، مستقيَةً بهاءَها من الإرثِ الشِعرية المتبلور في وجدانِ الشاعر أفلح الكندي. يقولُ أفلحُ الكندي في قصيدته (هاكِ الضمير) : (بين الحنايا دجىً .. قلبٌ تقلبه * يد الليالي .. ولا صبحٌ يقاربه/ وذاب ظلي على الرمضاء .. دون هدىً؟* والكون مُدّت على عيني ملاعبُه / أأركب الهمّ حيران الجهات إذا * عزّت على الكون أن تسري مراكبه) وفي نصٍّ يستحضرُ فيه روح أبيه في مناجاةٍ بين الرثاء والبكاءِ (حذارك من سهام الناظرَيْن * وأن تركن لزَين أو لشين / وغادر هذه الدنيا بزاد * يعين على جواب السائِلين) بينما في قصيدته التي يناغي فيها مهده الأول نخل (لقد فرَّت إلى ساحاتها قُبَلُ * وولّت شطرها الأوطان ترتحلُ /هنا نخلُ / ولن ترضى بدون جباهنا ألقاً / ولن نمضي بها إلا جموعاً فردهم بطلُ / هنا نخلُ)


هاك الضمير للشاعر أفلاح الكندي

وصدَرت كذلك المجموعةُ الأولى للشاعر ( حمد الراجحي ) والتي حملت عنوان (سبك المشاعر) وبين دفتيها حوالي عشرين نصًّا شِعريا تنوعت بين الشكلين العمودي والتفعيلة وتقسمت في الوطنيات والاِسلاميات والمراثي وأبوابٍ أخرى، وكأنّ الشاعر حمد الراجحي يتعمد من خلال هذه المجموعةِ الشِعرية أنْ يعايشَ الجلال الشِعريّ في أبهى تجلّياتهِ، ويستحضرها في صُوَر الدواوين الشِعرية للشعراء الكبار، يقولُ الشاعر حمد الراحجي في نصّه (إلى فينيقية تتململ شطئآن الخليج ) ( خلجات قلبي والهوى يا صاحِ * يتلذذان بمقلتين ملاح/ كالدر منتظما بِجِيْدِ صــبيةٍ * وله بَريقُ الشمس كل صباح /عجبا لقلبكِ قد أطار بخِلْسةٍ* قلبي وأفـرغَ منه مُرَّ قــداحي/ وأراكِ في عيني ولبِ بصيرتي *قـبسا ينير الـدرب كالمـصباح) كما يقول في قصيدتهِ (شيء من بقايا القصة) ( تترادف الكلمات تبحث في متاهات الزمن / عن قصة الحب التي طبخت بألوان الفتن / والريح تحملها إلى حيث الأماني والوهن / ما أجمل الكلمات تعبق في صدى الأيام مرسلة ترانيما وفن / و أنا ، وشيء من بقايا قصة ذبحت على باب الوثن / نستاف من باقي التراب ونرشف الماء العفن) .


سبك المشاعر للشاعر حمد الراجحي

وكانت أولى مجموعات الشاعر سعيد اليعربي باسم (بائعة البخور ) والتي ضمّت في دفتيها حوالي سبعةً وعشرين نصًّا تنوّعت أيضا بين الشكلين العمودي والتفعيلة، نابضة بلغة متهادرةٍ بقوة السبكِ، وتطويع المعاني، وانسياب الأغاني، كأنّ سعيد اليعربي في لغته يعيدُ إلى شعره رُوح (صفيّ الدين الحلّي) في إذعان ما يشاء من الشِعر، وفي قصيدته (بائعة البخور) يقول الشاعر سعيد اليعربي
رأيتها تحمـل الأقـدام مسرعـة * نحوي تغذ خطاها قلـت واعجبـي
مـاذا تريـد فتـاة فـي براءتهـا * سمراء والوجه مصفر مـن التعـب
ماذا تريـد مـن المـرآة أرمقهـا * وكلما اقتربت يـزداد بـي عجبـي

كما يقولُ سعيد اليعربي في قصيدته (صباح المريميات ) (صباح المريميات التي
جاءت بها مريم/ ومريم لم تكن تعلم/ بأن المريميات التي جاءت بها / تجلو عن القلب الأسى والهم/ صباح المريميات التي ابتسمت لها مريم/ ومريم لم تكن تعلم/
بأن المريميات التي/ ابتسمت لها حبلى بكل ألم)



بائعة البخور للشاعر سعيد اليعربي


كما صدرت للشاعر يونس البوسعيدي مجموعته الشعرية الثانية والتي حملت عنوان (هاجس الماء والمرايا) والتي حاول من خلال التماهي في الشعر مع مفردات الانسان والوطن ، جاءت المجموعة الشعرية في حوالي ستة وعشرين نصا شعرية حملت عشر نصوص عمودية وستة عشر نصا تفعيلة ونصًا امتزجت به الأشكال الشِعرية بين العمودي والتفعيلة والنثرية، بينما حاول الشاعر يونس البوسعيدي اجتراح تجربته في قصيدة النثر بنص واحدٍ في هذه المجموعة، يقول يونس البوسعيدي في قصيدته (رعشة ) (رعشةٌ أولى، و أبدو لي مُصابًا بالكآبةْ./ رعشَةٌ أخرى،/وفي روحي تضاريسُ الإصابةْ./ مَسَّ قلبي قلقي،/ و غريبٌ أنني لا أقلقُ/ مَسَّ قلبي حُلُمٌ/مَسَّ قلبي حُلمًا/ طِيْنَتِي الحُلْمُ ولا أَهْجِسُ أني أَأْرَق/إنّ هذا الحُلْمَ رِيْحٌ، إنَّ قلبي ورَقُ.) كما يقولُ من قصيدته (مونكروم لِحالة مسقطية ) (بِمَسْقطُ تَنْبِتُ يقطينَةٌ فوقَ عُريِ الغريبِ،/ ففي مسقطٍ يجِدُ العربيُّ البلوشيَّ،/ تُعْقَدُ بينهما لُحْمَةٌ،/ فمسقطُ أمُّ الغريبِ اليتيمِ، / وقد يشربانِ معًا قهوةً عند "سُورِ اللواتيا"، / وقد يَمضيانِ كما الغرباءِ،/ فلا أحدٌ قد يقولُ لِجَارِه بعد الصلاةِ معًا:"سلامُ عليكمْ، خَبَارِي نِزُوْري "/ ولا أحدٌ آبهٌ بِقميصِ القُرُنْفُلِ،/فالظِلُّ مُشْتَبِكٌ بِالحياةِ،كأنّهُمُ بَحْرُ مَطرحَ، في كُلِّ موجٍ لَهُ سَفَرُ.) وجديرٌ بالذكر أنّ الشعراء سيقومون بِتدشين مجاميعهم الشعرية في حفلات التوقيع والمزمع إقامتها إبّان فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب.


هاجس الماء والمرايا للشاعر يونس البوسعيدي

__________________
ديواني المقروء
رد مع اقتباس