عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-01-2012, 11:31 AM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي استطلاع السلطنة الادبية حول مهرجان الشعر الشعبي العماني ...الفعاليات والنتائج ...


/

مسابقة المجلس..الفوز للشعر

مسعود الحمداني
رئيس مجلس الشعر الشعبي


لعل نتائج مسابقة مجلس الشعر الشعبي العماني كان مفاجئة للبعض، فوجود هذا الكم من النصوص ذات الأفكار المتجددة، والمعالجات المبتكرة، تؤكد أن الشاعر العماني ما زال ممسكا بأهداب ملامح قصيدته التي راهن عليها الكثيرون، وهي المسألة المبنية على مرتكزين أساسين هماالتجديد والأصالة).
فالمحافظة على الركن الأساسي في أصالة القصيدة واستمداد عمودها الشعري، لم يلغِ المرتكز الثاني الذي عليه مجاراته، وهو التجديد، المبني على ثقافة الشاعر، واشتغاله الذهني، وربما أبدى البعض ملاحظته على غياب النص التقليدي عن مراكز الفوز، وهم يعتقدون أن الفوز في المسابقات الشعرية في السلطنة بشكل عام يذهب دائما نحو التجديد، ويُبعد التقليدي عن منصات التتويج، وهذا اعتقاد مقلوب حتما، فالنص الجيد يفرض نفسه في أي مسابقة، بغض النظر عن اتجاهه الكتابي، وقد يلعب (ذوق) المحكّم دورا في تغليب كفة نص على آخر، وهذا شأن آخر، غير أن لجنة تحكيم المجلس كانت على امتداد السنوات الماضية خليطا بين الاتجاهين، فلذلك يبقى الفصل للمسألة هو للمعايير الفنية والنقدية التي ترجح كفة على أخرى.
ولا شك أن الاشتغال على نص المسابقة بوعي هو أول مراحل الوصول إلى النتائج الجيدة، فلجنة التحكيم تقرأ نصا ولا تستمع لصاحبه، وكل نقطة أو فاصلة، أو علامة ترقيم، أو كتابة إملائية تقع على عاتق الكاتب، وتحسب له أو عليه، وهي إشكاليات ما زالت غائبة عن أذهان الكثيرين، والشعر الشعبي في أحيان كثيرة شعر ما يزال شفاهيا، يتفاعل معه الجمهور، بقدر ما يمتلكه الشاعر من حضور وموهبة إلقاء، بغض النظر عن جودة هذا الشعر أو ضعفه، وهو ما يقع تحت تأثيره المستمع الذي لا يملك معيارا دقيقا لمعايرة القصيدة نقديا، من جهات معاييرها النقدية، فيفوّز ما (يطربه) بغض النظر عن أي معايير فنية حقيقية.
وللأمانة فإنني حين قرأت أكثر النصوص، وجدت نصوصا تستحق أن تكون ضمن المراكز العشرة خرجت دون أي تتويج، ولعلها كانت مثار جدل بين أعضاء لجنة التحكيم، وفي النهاية هم وحدهم من يملكون القرار، دون تدخل من أحد، وعلى الجميع تقبّلها، فالسباق لم ينته بعد، والرحلة طويلة والزاد لا ينضب إلا بنضوب الشاعر نفسه.
إن النتائج أظهرت أسماء جديدة على منصة التتويج، وهو ما يبشّر بإشراقة أمل متجددة، تكرس لجيل يحمل راية الشعر، ويساهم في توصيل رسالته، ويقول بأعلى صوته (أن الساحة الشعبية ما تزال ولاّدة)، وأن سلسلة الشعراء لا تنفصم، أو تنفصل.
أخيرا..نبارك لكل الشعراء الذين حصدوا المراكز العشرة، وحظا أفضل لمن شارك ولم يحالفه التوفيق، ولا شك أن الفائز الأكبر..هو الشعر..والشعر وحده.
__________________