البؤساء
بين ماض من الزمن طوت الأيام سجله وحفظته في دفتر الذكريات ماض مليء بالعبر والمواعظ والأحزان وليالي الملاح وبين حاضر متقلب المزاج كطقس يوم شديد الحرارة ويوم حجبت الغيوم شمسه وحولت حرارته إلى برودة وبين مستقبل مجهول الهوية لا يعرف صاحبه شيئا عنه فهو في علم الغيب يجلس الانسان وقد أجهدته ذكريات الماضي والتي عفى عليها الزمان وتحولت تلك الأحداث التي عايشها الانسان وحفظت في جوفه إلى ذكريات جميلة أو أحزان وتأوهات تخيف صاحبها من أن تعاوده في حاضره يعيش حاضره في قلق مستمر من رجوع الماضي المرير بأحزانه فيكدر الحاضر أو يتذكر الليالي الملاح فيبكي حنينا إلى الماضي ثم يسافر برفقة خياله إلى مستقبل مجهول الهوية لا يعرف صاحبه ما سيحدث وما سيستجد في هذا المستقبل وعلى رأسه ترفرف الطيور مغردة مؤمنة على مستقبلها لأنها علمت بأن خلقها رازقها فلما القلق والخوف والحزن تنظر إلى الإنسان بعين التعجب وهو بين مد وجزر لا سكون له وتتسأل لماذا القلق والخوف رفيق غالبية الناس طوال حياتهم؟فالطيورتتسأل فهي في حيرة من أمر الإنسان
|