[محمد عباس على]

رثاء

يامن رأيتك فى دمى
نبضا يفيض بلا انتهاء

وعرفت صوتك مثلما
يصغى المتيم للغناء

ورأيت صورتك التى
تشفى العيون من الشقاء


اتراه ينفعك البكاء
اذا بكيتك كالنساء؟


اذا رميت على الطريق
لباس عمرى والكساء

اذا سألت العابرين
عن التصبر والعزاء

اذا حملتك فى الضلوع
وسرت اصرخ للخواء


اختاه
قد فاض الاسى
وعرفت مامعنى العناء


قد كان عجزك مسندى
فالآن صرت بلا وكاء

ابكيك ام ابكى على
عمر تسرب فى الهواء؟

لحظاته دمع جرى
ومداه اجواز الفضاء

اختاه
قد فاز الذى
عرف المحبة والصفاء

فالموت فى هذا الدجى
نور يفيض بلا التواء

تدنو المنية كيفما
تهوى وتسرع فى القضاء

ماعدت اطمع ان ارى
عمرا باجنحة الهناء

صار التأمل موطنى
والموت شغلى والعزاء

هيهات ابحث عن هوى
او كأس حب للبقاء

ذهب الاحبة وانتهى
عصر ترعرع فى النقاء

والآن يحكم ليلنا
نور العيون كما يشاء

تدنو المنية
والمنى حلم تبدد بالعراء


صار الطريق يضمنا
جمعا يسير الى الفناء

بعضا يؤرقه الاسى
والبعض يحلم بارتواء

ويدور كل حديثنا
عن حالنا وقت القضاء

ويل لنا من يأسنا
وضجيج انات الرثاء


اين الحياةوحلوها؟
وهم تدفق بالغباء


الكون دنياه السواد
فمن يتوق الى الضياء؟

يارب عفوك
ردنى
فلقد سئمت من البقاء

لاشىء يصلح هاهنا
لاشىء
فالدنيا هباء


اختاه
وعدا باللقاء
فليس بد من اللقاء

القلب يدعو راجيا
والله يرحم من يشاء

رحماك يارب السماء
فعفوك الآن الرجاء
...........
عفوك الآن الرجاء