عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-11-2011, 06:23 PM
آلاء آلاء غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 505

اوسمتي

Unhappy تجاعيد على وجه شاب .. رأيكم يا جماعة ..!

تجاعيد على وجه شاب
شاب بحجم ( الشاب العربي ) عاش ماضيه كريما , ما رام لذله أي مخلوق , ما انحنى يوما إلا لربه , وزاده الاسلام شرفا و أنار له دربه ليمضيها واثق الخطى , ما تعثر يوما من الأيام إلا جعل من تعثره سبيلا من سبل النجاح , ذاك الشاب الذي استمتع بشبابه حقا وكبح جماح اليأس و الكسل .
لو تأملنا في ماضي العرب لوجدناه حافلا مليئا بالإنجازات التي قطعا تثلج الصدر , كان الشاب المدعو ( العربي ) موهوبا , بل نابغا ؛ فقد برز في شتى الميادين , ذلك الشاب جعل من عقله عقلا رياضيا , فلكيا , علميا , طبيا .. الخ , و الذي أخرج لنا أسسا رئيسية في شتى العلوم , لم يكن هنالك حينها الشاب المدعو ( الغربي ) لينافس " العربي " في تلك المجالات , فقد كان العربي يدرس ويجتهد ويتميز لأنه أراد التميز من علمه , أراد أن يوفر لنفسه الحياة الكريمة ,ظهر الغربي و لربما اندهش " الغربي " من تصرفات " العربي " فقرر أن يدخل مضمار السباق ليكون المنافس – غير الشريف – للعربي , لأنه دخل السباق لا لأجل أن يضع يده بيد العربي بل لأجل أن يسحب البساط من تحت أقدامه , وهو بسجيته لا يحب رؤية العربي بكامل نشاطه ووجهه الذي يشع منه النور , بل لم يكن يجد أي أثر لتجعد على وجهه , فقرر أن يزيل الأعباء عن العربي – على حسب اعتقاده – أن يحضر إليه كل ما يريد على طبق من ذهب من دون عناء ولا تعب , فأصبح الغربي يتجول في بلاد العربي باحثا عن اهتماماته , و المصاعب التي يواجهها , فأراد أن يذلل الصعاب للعربي , فعاد لبلاده وصنع الهدايا الغريبة و العجيبة التي قدمها هذه المرة على طبق من ألماس للعربي , التي تتناسب مع ذوقه أو لا تتناسب , و العربي تقبل هذه الهدايا بفرحة عارمة , لا يعلم بأن الغربي لم يحبه يوما , و إنما وراء هذه المحبة المفاجئة مخبوءا , فأضعف خطوة قام بها الغربي بعد التقرب من العربي , هي سلب تفكير أبنائه الصغار فأحال تفكيرهم من العلوم المفيدة و التميز إلى المسلسلات الكرتونية , و الألعاب .. الخ , وحقق الغربي هدفه الأول بتجميد أفكار أبناء العربي – المسكين - , ثم بعد سنوات قلة , أصبح أبناء العربي شبابا و يافعين فلم يعد يغريهم ما قُدم إليهم سابقا , فقال لهم طلباتكم أوامر , فأحضر إليهم الانترنت , الأجهزة الالكترونية التي أصبحت لا تعد ولا تحصى , جعل الحصول على كل شيء سهلا , فوصل العربي و أبنائه لدرجة أنهم يسكنون في منازل ذكية , تأتي الملعقة لتدخل الطعام إلى أفواههم , و الكأس ليسقيهم الماء , و السرير يأتي إليهم – كي لا يتعبوا – على حد قول الغربي , فبدأ ذلك الشاب يعتمد على الغربي – باعتباره صديقا حميما – لكنه لم يطبق مقولة " احذر من صديقك ألف مرة " , وطبعا بعدما تخاذل العربي , ترهل جسده , و بدأت الخطوط تظهر على وجهه , بعدها لا أدري هل انكشف الغطاء الخبيث للغربي أمام العربي أما لا , لأنني ما زلت أرى أن العربي يلهث وراء ما ينتج الغربي , عاجزا عن صنع رداء يلبسه !!
تلك قصة ساءت نهايتها , لم تكن كما أردنا أن تكون , فهل يا ترى نشوة الشباب لم تزل في قلب العربي , أم أن قلبه تجمد و لان للغربي ؟!
وهل ما نراه من صراع داخلي بجسد العربي , هي ثورات لتحقيق التقدم أم أنها ستصبح نكسة على رؤوسنا ؟ , أم – ويا للمصيبة إن كان هذا صحيحا – أن هذا التهييج لنفسية العربي نتاج تدبير الغربي , لكي يسقط العربي أشلاء , ليصبح بسجيته المتسلطة رأسا على العربي ؟
يا ترى هل من المعقول أن التجاعيد ظهرت على وجه العربي ؟ و أن ذلك الشاب هرم ؟!

رد مع اقتباس