الموضوع: معلم الأجيال
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-10-2011, 09:48 PM
أبو أحمد أبو أحمد غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 1
افتراضي معلم الأجيال

معلم الأجيال

أَنا المعلمُ فلاحٌ وأعترفُ
وَمنجلِي قلمِي والمعولُ الصُّحُفُ

وبِي إلى الحَقلِ أَشواقٌ تراودُني
وبِي إلى الوردةِ الفوَّاحةِ الشَّغَفُ

وقدْ غَرَفْتُ بكأْسِي من جداولِهِ
ومِن هنالِكَ نورُ العلمِ يُغْتَرَفُ

وَسِرْتُ أَحْمِلُ أَكْيَاسًا أوزعُها
على التلاميذِ فيهَا الياءُ والأَلِفُ

لا راحتي من ضياءِ العلمِ مثقلةٌ
ولا ضميري عنِ الأنوارِ ينصرِفُ

أُجَمِّلُ الدهر والأنوارُ تعرفُنِي
وأمسحُ الجرحَ بالعلمِ الذي أَصِفُ

هناكَ في الحقل أطيارٌ مغردةٌ
طلابُ علمٍ على تحصيلِهِ عَكَفُوا

أَجُولُ بين صفوف الجدِّ مبتهجا
ألقي التحيةَ بالقلب الذي أَلِفُوا

وأبسط الدرس للطلاب منشرحًا
وأكشف المبهم الأعمى فينكشفُ

وقد طبعتُ على جدران مدرسَتِي
بشاشةً وازدهتْ بالبسمةِ السُقُفُ

أنا المعلمُ للأجيالِ أبعثُها
رسائلا في سماء المجدِ تنتصفُ

وفي الميادينِ منْ طلابِ مدرستِي
مشاعلٌ نشرُوا فِي الأرضِ مَا عرفُوا

بَنَوْا عمانَ فأَعْلَوْا صرحَهَا قِمَمًا
وأطعموها الحضارات التي رشفُوا

وللمعلمِ وضعُ الأُسِّ منْ قِدَمٍ
لولا الأسَاسُ لما عزُّوا ولا شَرُفُوا

يا مخلِصًا يحمِلُ الطُّلابَ كَاهِلُهُ
أَتْعَبْتَ ظَهْرَكَ وَالأَقْدَامُ لا تَقِفُ

تريدُها أنفسًا مملوءةً قبسًا
مشحونةً حرسًا مقصودُها الهدفُ

حَسَّنْتَ سِيرَتَهَا قَوَّمْتَ مَيْلَتَهَا
أَوْقَدْتَ هِمَّتَهَا وَجَّهْتَ فَاحْتَرَفُوا

وسجَّلُوا فِي جَبِينِ الدَّهْرِ رَائِعَةً
تَبْقَى مَدَى الدَّهْرِ لا مَوْتٌ وَلا تَلَفُ

حَبِّبْ إِلى النَّاسِ حُبَّ العلمِ وارقَ بمنْ
وُلِّيتَ تعليمَهُ وَلْيَهْنِكَ الشَّرَفُ

إِنْ كنْتَ فِي سَاحِلٍ أو كنتَ فِي جَبَلٍ
أَوْ كُنْتَ فِي وَهَجِ الصَّحْرَاءِ تَلْتَحِفُ

وَزِّعْ عَطَايَاكَ لا تبخَلْ عَلَى أَحَدٍ
مَوَاهِبُ العِلْمِ فِيهَا يَحْسُنُ السَّرَفُ

إِذَا وَجَدْتَ بِلادَ اللهِ تَائِهَةً
فَابْسُطْ جَنَاحَكَ يفنى التِّيهُ وَالصَلَفُ

وَدُمْ عَلَى العَهْدِ لا تَحْنَثْ بِهِ أَبَدًا
فَصَاحِبُ العَهْدِ لا خُلْفٌ وَلا هَرَفُ

جَمِّلْ فِعَالَكَ بِالإِخْلاصِ إِنَّ لَهُ
بَرْدًا إِذَا لامَسَ الأَشْتَاتَ تَأْتَلِفُ

واصبرْ ولو لَفَّكَ الدَّهْرُ الحسودُ أَسًى
دَرْبُ الأَشِدَّاءِ لا يجدِي بِهِ الأَسَفُ

يا حامِلَ العلمِ كنْ شمسًا وكُنْ قَمَرًا
ولَوْ تقادَمَ عهدٌ لَسْتَ تَخْتَلِفُ

وَابسِمْ لدُنياكَ فِي الأحوالِ أجمعِهَا
فَبِالتَّبسُمِ طابَ الصَّعْبُ والشَّظَفُ

عِشْ لِلوِدادِ بِطِينِ القَلْبِ تَعْجِنُهُ
واقْذِفْ لِغَيْرِكَ حُبًّا مِثْلَ مَا قَذَفُوا

أَوْدَعْتُكَ الحُبَّ يَا أستاذُ في كَلِمٍ
فَاحْفَظْ وِدَادَكَ حَتَّى يَكْمُلَ الشَّرَفُ



سعيد النوتكي
20/جمادى الأولى/1432هـ
24/إبريل/2011م
رد مع اقتباس