عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-09-2011, 11:07 AM
علي احمد المعشني علي احمد المعشني غير متواجد حالياً
شاعر فصيح وشعبي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 35

اوسمتي

افتراضي قصيدة "إلى أين الهروب"

(( إلى أين الهروب ))

عند كُلِّ نَبضةِ فَجْرٍ
تُعَانِقينَ وسَادَةَ الجراح
تُصافِحينَ قَسْوةَ الحَقيقة
تَتجرعينَ غَصّةَ الأيامِ وكُفوفَ الزمنْ

وبجوفِ الليلِ
تُسَافرينَ على ذِكْرياتِ أُرْجوحةِ السنين العِجَافْ
وفي عينيكِ الحَزينةِ
تَرْقدُ أسرارُ
حِكاياتِ

الإْستِفْهامِ بين حَناجر البوحِ ومِعْطَفِ الكَفاف
فَيرتابُ اليقينُ
وَيتسللُ الصمتُ
ويَلْهثُ السؤالُ
مِن رَهْبةِ التِنينِ القَادمِ من شُرُفاتِ الغيبْ

تَتْلاطَمُ أمْواجُ الحيرةِ
بين صحوةِ الآلامِ وغَفوةِ الضمير
واحْتباسِ الصبرِ خَلْفَ قَبْضةِ الإْنتِظار
فَيَطُولُ الإْنعِتَاقُ من وثاقِ الأغْلالِ
وأرْدانِ التَضّليلِ والنِفَاق

تَتْبَعْثرُ هَامَةُ الكَرامةِ
بين مخالب الذئابِ وأضراسِ الجياع
تمْسخُ قامةُ النخيلِ
تُصفّقُ الفَضِيحَةُ فوقَ خدودِ الجدران

تَئِنُ مفاصِلُ الكِبْرياء
بين سندانِ التصبر وِمِطْرقةِ التجلد
تُنْتَعَلُ عباءاتُ الحياء
بين دهاليزِ وأروقةِ الرذيلة

تنْتَحِرُ البراءةُ فوقَ معالم الأرْصِفة
فَيُراقُ ماءُ الوجهِ / ياصغيرتي/
وتَتْكَسرُ مآذنُ الإيمانِ وأضرِحَةُ الفَضيلة
وتَحومُ خَفافيشُ الظَلامِ في النهار
بين فَضاءَاتِ السماء
وهوامِش الخُطوطِ الحمراء
لتَسّتَعيرَ الحيرةُ جِلْبَابَ العَفافِ

وتَخْتَرِقَ زمنَ الأوْهام ِوخياناتِ الخيالِ المباح
وتُغْلِقَ بواباتِ الضياعِ
ونوافذَ التشردِ
وَمسَاراتِ الرياح
وُتسّقِطَ أُكذوبَة القِناعِ
وأسطورةَ التماسيح ِعلى قَارِعَةِ الطَريق

وتَنْتَزِعَ الأحْلامَ الخَضْراء
وَوِشَاحَ الأماني
من بين أقْدامِ الأَيام ِالمُرْهَقة
وتَنْفضَ إنزيمَ الشكِّ
وأجْراسَ الإرتعاشِ
ونوازعَ الفُراق

لِيُشْرِقَ الأمَلُ القَانِطُ
مِنْ جدوى سَجْدةِ السهوِ وَشفاعةِ الأنبياء
وطَبْطَبةِ الملائكةِ
على أكْتَافِ القَمَرِ المُثْقَلِ
بِهُمومِ النجومِ الحَائِرة

فَتْهربينَ منَ مرافئ الذاتِ الحَزينةِ
/ يا صغيرتي/
إلى مَنافي الذاتِ المُسْتَكينةِ
حين تَعْزفينَ نوباتِ الإضْطرابِ
على جَماجِمِ الأفْلاكِ وأَطْلالِ مَداراتِ الفصولِ البائِدة.


علي بن أحمد المعشني
مارس 2011م
دمشق
رد مع اقتباس