[نادية السعدي]

نور الفجر يغتال بقايا الليل
الموشك على الرحيل..
الجفون منسدلة تخشع
للنوم..غفوة تغالبها لحظات
مستكينة..تكابر جبروت
النوم تسابيح متهجدة..
تركع في وجه القمر..ترتل
سورة يس..تطمس عيني
الأشياء..الجفون تنسدل له
باسترخاء..
النوم ذلك الثقيل يغتال
صلابة الأجسام
يبردها حينا ويدفئها حينا
آخر
يمنحها لحظات الركود
يتأرجح صوت السكون
العالق في الأمكنة والأشياء
منسية
تتراكم عليها هلوسة
الجدران
تتضخم المسافات
تستبيحني..تبتلعني..
تحطم أركان وحدتي
المتباعدة
كالأشياء المتفرقة
كسحابة بيضاء
من الأطياف والسراب
الضباب يدلف مخدعي
يلفني كالتفاف الأفاعي
انزلق من بين ثنايا وحشته
بعد المسافات الطويلة
تستنطقني
ذاكرتي الملهوفة المؤرقة
في بحر التحدي و التصدي
ابتلع بقايا حلم فارغ
صوت الأذان يناجي أذني
فتخشع..حتى النوم يخشع
أخيرا
لصوت الأذان
أيها الفجر الذي فتح أكمامه
إلي يدعوني للصلاة
والتسابيح
التراتيل تناجيني..
توقظ ذهني الغرق
بين حدود اللاوعي والإدراك
ها أنا ذا انهض..أتخبط بالأشياء
لأستجيب لنداء الصلاة