عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-12-2009, 03:25 AM
فيصل مفتاح الحداد فيصل مفتاح الحداد غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 206

اوسمتي

Thumbs up عنترة يستيقظ من سباته ـ عودة عنترة

عنتر ! عنتر !
أيها العبد الأغبر
ها أنت ضعيف خائر
تخشى رياح القبلي
في ليل مر أصفرْ
وتقبِّل رِجْلَ الشبل
وقد ذل الموت الأحمر
تبكي خانعاً في ذلّ
على ذروة الجمل الأشقر
أيها العبد الشاكي
ها قد أصبحت السيد
في صحن الزمن الأخضر
دونك السيف والدرع
قد قلدناك الرمح الأسمر
سر إلى ضوء الشمس الدافئ
لمرافئ نور ممطر
واسرج جواد الريح الجموح ألا تقدر
أن تلهب ظهر الريح ألا تقدر
ولقد عادت لك عبلة قد عادت
ترتدي ألوان الحرير الأصفر
تجلس فوق النجم
تمد إليك يديها أن اعبر
أفما اشتقت وجه حبيب دافئ
حتى توانيت في السير الخامل
أفما أبصرت الأبجر
يصهل في شوق حانٍ
لما أن رآك معافى
تزهى بالرمح الأسمر
هذي هي جند الروم أمامك تخطر
اقتل ..اطعن.. اشرب
من ماء العمر الأحمر
قد أيقظناك فلا تترك
نسمة ولها خبر يؤثر
إلا أشبعت بها
غدران الدم المنكر
يا فارس العرب الأسمر
فهلمَّ هلمَّ تقدَّمْ
إلى آفاق النجم العالي
طر لتسجل تاريخاً يذكر

عودة عنترة

باقون كالبحار
كالجبل الأشم كالقطار
كالوتد المغروس كالجدار
باقون لن نزول
وهذه الرايات
وهذه الأعلام والطبول
لن تستطيع دفعنا
إنا خلقنا ها هنا
وهذه الأم التعيسة التي تراها
ينتعل الطريقَ حاجباها
مستلقية بين قراها أمُّنا
نحن الذين قد رضعنا صدرها منذ الأزلْ
وثار منا كلُّ جبار بطلْ
فبرَّها حتى قُتِلْ
وها هي الآن بلا مجيب
تستعطف الرومي والغريب
حتى كبير القردة
قد اعتلى في صدرها
يلاعب النهودا
ويحضر القرودا
ولم تجد مجيباً
إلا صدى الصحراء والصليبا
وها هي تردد :
يا ولدي يا ولدي
يا فلذة من كبدي
يا قطعة من جسدي
يا نتفة من عضدي
ولا مجيبْ
إلا صدى الصحراء والصليب
في هذه الصحراء
حيث الردى يقهقه
ويضحك الفناء
صوت بدا كالزمجرهْ
وزعقة مدويهْ !
أنا الشهير عنترهْ
لبيك يا بنيتي
وأبشري بالانتصار
فقد أتى عنترة الجبار
أنا الذي حمى الديارا
وذلل الأشواك والصّبَّارا
وها أنا أجتاز أحقاب السنين
لما سمعت الصوت والأنين
لأجعل الفرسان كالحطب
كالقلم المبري كالقصب
أحطم الرؤوسا
أستعمل المسحاة والفؤوسا
سأقطع المشانق
وأكسر العروش والنمارق
وأعصر الأحجار
أواجه الفهودا
وأرفع الرايات والبنودا
لموسم الأمطار
فلا تراعي يا بنتي
وأبشري بالانتصار
فقد أتى عنترة
الجبار .
__________________
فيصل الحداد
رد مع اقتباس