منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   حكاية شعبية التوأم الجزء التاسع (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=17941)

ناجى جوهر 15-08-2013 01:07 AM

حكاية شعبية التوأم الجزء التاسع
 



التوأم

الجزء التاسع

فأدرك حسن أنّ سكوته يغضبها , وقد تعلّم أن الغضب يؤدي للخطاء
وأن صمته يُغيظها, فأمعن في السُكوت ... وقد تشجّع قلبُه, وعادت إليه نفسه
حينها جن جُنون العجوز, وثارت ثائرتها... فوقفت على رأسه
وسلّت سيفا مُعلّقا على الحائط, ثم هزّته هزا عنيفا, تريد إخافة حسن
لكنها وقفت مندهشة حين سمعت حسنا يضحك بِشِدّة
بل إنّهُ يفحص الأرض برجليه من شدّةِ الضحِك ...
فطاش عقلها و طار لُبها و فقدت صوابها ... وأرادت أن تفتك به , فدنت منه
لكنه ظل رابط الجأش, ينظر إليها بتحد وشموخ, فشعُرت بالفزع من جُرأته
وتراجعت إلى مكانها مُندحرة, ثم خرجت وتركته لوحده ...
خرجت تلك الشريرة لبعض شأنها, ولمّا عادت وإقتربت من كوخها الحقير
سمعت حسنا ينشد الأشعار تارة, ويُستغرق في الضحِك تارة أخرى
فأصابتها الدهشة, وأنتابها الفضول, إحتارت ... إرتبكت
تقّدمت منه, ولطمته لطمة قاسية, ولكنه ظل مُستغرِقا في ضحكه
أرادت أن تقضي عليه, لكن الفضول تمكّن منها, فسألته ببلادة وغباء :
ما الذي يُضحِكُك ؟ ...
توقف حسن عن الضحِك ... وردّ عليها في سُخرِّية وإِستعلأ :
تذكرت ظبي الخلأ الذي صادفته آنفا, و ما وهبه الله من حُسن وجمال ودلال
ورأيت ما أنتِ عليه من قُبح وبشاعة, فقلت في نفسي, سُبحان الخلاق العظيم
جُنّت العجوز من هذا الكلام المُهين, وأخذت تبكي من الذُل
الذي أنزله حسنٌ على رأسها, ولم تدري بماذا ترُدُ عليه
ثم إنها إهتدت إلى حيلتها التي إستعبدت بها كل أولئك الرجال
والذين مسختهم بسحرها إلى دواب وحيوانات شتى
فقالت في إعتداد وثِقة : أرى إنك تُحبُ التحدى اليس كذلك ؟
قال حسن في ثقة وإصرار : بلى. إني أتحدّاكِ في أي شىء
لمعت عيون العجوز الساحرة سرورا, وقال :
فإني أتحدّاك في لعبة "الجنجفة" ... إن فُزتُ عليك مرة واحدة صرت ملكا لي
أفعل بك ما أشاء, وإن فزت أنت عليّ ثلاث مرّات فعلت لك ما تشاء
قال حسن هازئا : وأنى لي أن أضمن وفائك ؟
تفكّرت العجوز قليلا, ثم قالت في غباء واضح : فإني أُقسم برأس أُبي
ضحك حسنُ حتى إسلتقى على قفاه, ثم قال : لا ... ليس هذا برأي
قالت العجوز المُغفلة : فماذا ترى ؟
قال حسن بحزم : أضع رجلك في رِجلِي, مقيدتان
وتفُكّين يديّ, وإلا فلن ألأعِبُك, وأدبر عنها ...
صاحت العجوز الخرفة : حسنا حسنا. ثم جلبت "الجنجفة" وأسرجت المِسرجة
وأرسلت القيد من يديه, و وضعت رجلها مع رِجله في القيد
قامت بتوزيع الأوراق بينها وبين حسن, وبدأت اللعب
وبعد مُضي وقت طويل من اللعب, لم تتمكّن من التغلُب عليه
ولاحظت ميل اللعب لصالح حسن, فرفعت يدها في إشارة مُبهمة
ولكن لا شىء حدث, إستمرا في اللعب وبعد قليل أعادت حركتها, فلم تتلقى ردا
وقبل أن تكرر حركتها للمرّة الثالثة , كان حسن قد أنهى اللعبة لصالحه
فشعرت بالقلق البالغ, وأرادت أن تنهض, فمنعها حسن مُنتهرا إياها :
لم تشترطي عليّ النهوض متى شئت فأقعُدي... فقعدت خاسئة
كان في كُمِ حسن الواسع, هرا إعتاد على مرافقته أينما سار
فلما طال مكوثه في الكُمِ, خرج ليقتات, فوجد عنكبا هائلا يحوم حول المِسرج
فطارده دون أن يشعر بهما حسين أو الساحرة, ثم أمسك به والتهمه
كانت العجوز قد مرّنت العنكب على تلك الحركة, فإذا شعُرت بهزيمتها
رفعت يدها فيقوم العنكب إلى المسرجة ويُطفئها بخيوطه , وكانت العجوز تستغِل الظلمة
فتخلُط الأوراق, وتُعيد اللُعبة حتى تفوز على غريمها, ومن ثم تستعبِدُه
كان حسن قد فازعليها للمرة الثانية, ولذلك, إضطربت العجوز
وأصابها الهلع, فكانت تلتفت في كل لحظة و حين, تبحث عن عنكبها
وحين وقع بصرُها على أشلائه الممزقة, أيقنت بالهزيمة النكرا

يتبع إن شاء الله



سالم الوشاحي 16-08-2013 03:55 PM

كاتبنا القدير ناجي جوهر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً لك على إمتاعنا بهذه الحكاية الرائعه والتي أرى بإن

بوادر النجاة للإخوان قد بدأت بالفعل ولعلها تكون الخلاص من

هذه المحنة التي وقعوا فيها ....

الخلاصه

تتجلى لي هنا الحكمة ، والصبر ، والعزيمة والأصرار ، والتحدي صفة الحكاية هنا

سنكون بإنتظار وترقب للنهايه ....

دمت متألقاً أيها المتألق دوماً

فقط........................

سجل إعجابي وتقديري العميق

ناجى جوهر 17-08-2013 01:16 AM



و عليكم السلام أستاذ سالم الوشاحي
شكرا على هذا التفاعل الايجابي
و نأمل أن نكمل الحكاية عما قريب
و تقبل تحياتي و تقديري


محمود المشرفي 20-08-2013 04:11 AM

كاتبنا القدير ناجي جوهر
أبدعت بروعة إختيارك وجمال سرد
حكايه جميله ورائعه تحمل في طياتها
الكثير من الحكم والمعاني الأكثر من رائعه
لك مني جزيل الشكر والتقدير
تقبل مروري

عرش الخيال الشرقي 20-08-2013 02:35 PM

حكاية جميل جداً ...

استمعت كثيراً بسردك المشوق ...

وفقك الله لكل خير ...

عبدالله الراسبي 20-08-2013 10:27 PM


اخي العزيز ناجي جوهر نص جميل جدا ورائع
ونحن في شوق للجميل القادم
ونترقب النهايه الجميله
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم
وتقبل تحياتي

ناجى جوهر 22-08-2013 01:17 AM

رد
 

أهلا وسهلا يا أبا نصر
يسعدني مرورك الجميل
تحياتي الخاصة لك


عباس العكري 01-08-2016 08:52 PM

التوأم - حكاية شعبية ج9 - الأديب العماني: ناجي جوهر


https://2.bp.blogspot.com/-PGTDUZqD0...%25D9%2585.png


الساعة الآن 06:06 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية