خاطرة

تراتيل روح جريحة

يا خليلي هان الود وتراجع الحنين الذي كان يشدك الى مضجعي ، و صنعت بالهجر في الذات أشدابا ، أطرقت عليها النفس عن التغريد..تلك يرقائي تهدل على ايقاع سمفونية الصمت و ألم الأفول..
لا صدى... و ضاع الحلم في فضاءات الشجون..
يا خليلي ، هكذا يستبيح الرمس حبري ،و نزيف كلماتي ، ويقتل يراعات الأمل التي زرعتها أنامل الوفاء ..
يا خليلي..يسافر أنيني أليك مغامرا ،يقطع مسافات الجفاء الموحشة، يقتفي أثرك الى آخر الضياع ثم يعود..يعود ليقتات من ذكريات الأمس البعيد.. يطلقها صرخات من عمق الحياة تبدد مزاعم الموت، و تهز أركان الخلود.. يسمعها الداني و تدرك بصداها البعيد.. الا أنت ، أيها النجم الهارب في متاهات ظنوني ..وحدك لا ترد..
يزورني طيفك من حين الى حين،فأهدي ، ويضحك هو من سذاجتي ، تعجبه رقصات وجداني ، و شطحات الهديان في حضرة الروح التي لا تزال تنتظر ، في حضنها ماء و زهر من حدائق البقاء الذي يرفض الفناء ..
يا خليلي.. أين أنت ؟.. لقد ضاق الجنان بالفضاء ، و قهر القلب ذاك البلاء الذي صنعه القدر..أقاوم و لا زلت أفنى رويدا ..رويدا حتى ما يبقى في دهري الا هواك و هذا القضاء...حينها أستسلم للرحيل ..

مختار سعيدي