منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   قضايا وأراء (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   البيوت أم ساكنيها...؟ (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=13995)

ريم الحربي 21-09-2012 09:48 PM

البيوت أم ساكنيها...؟
 
البيوت أم ساكنيها

نتعلق بأماكن نألفها وتنسجم أرواحنا معها نرتبط بها برابط لا نراه

لكن نشعر بقوته وهو يشدنا لها يشدنا لها بقوه .

نتألم عندما نغادرها

مهما كانت هذه الأماكن بسيطة متواضعة مقارنةً بأماكن أخرى ننتقل

إليها .

تظل هذه الأماكن في ذاكرتنا رائحتها تملأ صدورنا تعطر ذكرياتنا

نتشبث بما بقي لنا منها رافضين أن تغادر ذاكرتنا

نتعلق ببيتنا القديم المتواضع الذي غادرناه منذ زمن وننظر له نظرة حنين

وشوق ممزوج بالحسرة

ننتقل لحي جديد فخم متوفر به كل المتطلبات التي نحتاجها

يسكن به وزير و وبالمنزل المقابل مسئول كبير

وخلفهم رجل أعمال معروف

ولازال بداخلنا حنين لحينا القديم بأزقته الضيقة ودكاكينه العتيقة

وجيراننا البسطاء

ترى لماذا تعلقنا بها هكذا هل هي الأماكن بنفسها أم هم ساكنيها

هل هي الجدران والشوارع

أم هم الناس والصحبة اللذين تقاسمنا معهم هذه الأماكن

هل مررتم بمثل هذا ؟

هل هناك أماكن علقت بذاكرتكم وأبت الخروج؟

هل تشعرون بالحنين لها رغم كل ما يحيط بكم

هل سألتم أنفسكم هل هي البيوت أم ساكنيها

ترى ما هي الإجابة ؟

مع تحياتي



يزيد فاضلي 21-09-2012 11:36 PM

.../...
 
...طبعاً..طبعاً-أختي البديعة الفاضلة قــوافي-أفي اللهِ شَكٌّ..؟؟!!!

مَنْ يا تُرى سيتحاملُ على حشاشةِ مُهْجتِهِ التي تسْتكِنُّ بين جوانِحِهِ،فيَلوي في داخلِها لوعَة الحنين والتحنان إلى عَبَق المكان الذي نبتتْ فيه-أولَ ما نبتتْ عَرائسُ أيامه وبواكيرُ أحلامِه-قبلَ أن تزحَفَ به السنونُ وترمي به الأقدارُ-الباسمة أو الباكية-من حال إلى حال..؟؟!!!

لقد وُلِدنا-أختاه-في أمكنتِنا الأولى التي وُلِدْنا فيها،وفتحنا أعيُنـَنا-ونحن صغارٌ-ليَحتوينا البيْتُ الأولُ..والحارة الأولى..والحَيُّ الأولُ..والمدرسة الأولى..فكان أن انطوَى في تانِكِ الأمكنة الأولى عالـَمُنا الزمُرُّدِيُّ الأولُ الذي انطبعتْ مَلامِحُهُ التليدة وانغرزتْ في القلب والعقل والكِيَان،وراحَ العقلُ الباطنُ يختزنـُها خلفَ الوعي والمشاعر،كأنما هيَ تعويذة ُالإكسيرِ الحياتي التي نرحَلُ إليها ونلوذُ كلما صاحَ في أعماقنا حادي الشوق والحنين إلى أعذب وأنضر وأرقِّ اللحظاتِ في كشكول أعمارنا...!!!

أيْ نعَمْ أختي البديعة...البيْتُ الأول الذي دَرجنا فيه ولعِبْنا ونططنا وضحِكنا وشاكسنا وعبثنا...له دائماً في مشاعرنا-الباطنة والظاهرة-نكهَة خاصة..ومَذاقٌ خاصٌّ..وحنينٌ خاصٌّ..وعذوبة خاصة...

واللهِ أعترفُ صادقاً...ها أنا ذا..وسفينة عُمْري تلِجُ الثالثة والأربعين..وشأني في حياتي هو شأنُ كل الناس..لا أزعُمُ في ذلكَ استثناءً أو استثلاثاً..فارقتُ بيت العائلة والحي والقرية الحبيبة الهادئة بحكم الدراسة..الطموح العالي في الدراسة...العمل والوظيفة والرسالة التربوية التي أكرمتني المقاديرُ بها..وسكنتُ المدينة الكبيرة..وتزوجتُ بمن أحببتُ..وأضاءَ اللهُ حياتي بأسرتي الصغيرة وأولادي الثلاثة الذين أناروا بيْتي ودنيايَ وأحلامي بكل ما كنتُ آمُلُ وأكثر..والحمد لله رب العالمين حمداً يلهَجُ به لساني ويَخفق به قلبي وجَناني صباحَ مساء..وصحيحٌ أن الحياة الدنيا لا تعطي للمَرْءِ كل اللوحة الوردية التي تطرِّزُها ريشة الأمل الطموح كما يأمَلُ القلبُ ويتمنى،إذ أن للحياة تصاريفَ واقعية لا مناص أبداً من الانسجام والتكَيُّفِ مع إيقاعِها إلا أنني-والحمد لله-لم تذهبْ دعواتي ولا كثيرٌ من طموحاتي المشروعة في حياتي هباءً أو عَبثاً،وما عَدَا ذلكَ سأتكتمُ على الحرمان منه بشهْدِ الرضى واليقين والسكينة والطمأنينة...

بيْتٌ جديدٌ قامَ في حياتي كأيُّها من الناس..رُحْتُ أرعاهُ وأبنيه وأحتضنُ داخلَ حضنه الدافئ أسرتي الصغيرةِ بالحب والرحمةِ والسكينة،وأبذلُ طاقتي داخله أن تسْعَدَ زوجتي الحبيبة وزنابقي الصغار بكل ما أوتيتُ من جهدٍ وعَزْمٍ وإخلاصٍ وصِدقٍ وتضحيةٍ،لا أدخرُ لنفسي حَيَالـَهُمْ وُسْعاً في عاطفةٍ أو مادةٍ...

بَيْدَ أني أعترف-أختي-صادقاً..في غيْر ما مبالغةٍ أو تقتير..وبعيداً عن مماحكاتِ الرمزية الشعرية وصنعتِها البلاغية التي قد يختلقـُها المبدِعُ عادة ًلتشحيم إبداعه...!!

بعيداً عن كل هذا..أعترفُ أن حياتي وبيتي الجديد اللاحق-في أعماق مشاعري-في كُــومٍ..وبيتي السابق الذي ترعرعتُ فيه ونشأتُ صغيراً مع والديَّ وإخوتي هناكَ في كُــومٍ آخر...!!!

وأقسِمُ ما من مَرةٍ قادتني إليه دواليبُ السيارة زائراً-رفقة والدتي الحبيبة حفظها الله تعالى أو رفقة إخوتي وأخواتي اللواتي توزعْنَ على منازلهن وحياتهن وبيوتاتهن وأزواجهن وأولادهن-وما أذكرُ مرة اجتمعنا فيه هناك إلا وتفجَّرَ فينا جميعاً الحنينُ القديم..والذكريات القديمة..والوجد القديم..وما نلبثُ أن تتهاطلُ هواطلـُنا جميعاً بزخاتِ الدموع الهاميات..!!

هنا كان والدي رحمه الله يصول ويجول..وهنا كان مجلسُ العائلة..وفي تلك الركنة كنا نلتفُّ حول مدفئة الشتاء القارس حيث كانت جدتي رحمها الله تحكي لنا حَكَايَاها الخالداتِ حول أحداث ثورتنا الكبرى أو قصصها التي تشبه المقامات،فما نلبث ننامُ-تحت ضوء الفانوس الباهت-ولا نستيقظ باكراً إلا على أديم الثلج الأبيض يملأ الآفاقَ في يوم من أيام كانون الثاني أو شباط...!!!

هنا كنتُ أشاكسُ إخوتي..وهناك خلف دارنا حيث كانت أشجارُ المشمش والتين والتوت تحكي للدنيا مَرَحَ طفولتنا،وإن كنتُ سأنسى فلن أنسى أبداً يومَ اعتليتُ أعلاها سموقاً طمَعاً في الوصول إلى أعشاش عصافير أبي الحِناء الرمادية فسقطتُ..وتضعضعتُ..وانكسر كاحلي أو ترضرضَ،لا أذكرُ بالضبط..!! وما أزالُ أتذكرُ صراخَ أختي الصغرى-وقد تخرجت الآن من الجامعة وتأهلتْ وتزوجت وأنجبتْ-ما زلتُ أتذكرُ صراخَها البريئ وهي تحاولُ إنهاضي من كبوتي المؤلمة...!!!

واللهِ-أختي-أدخلُ الدارَ الآن..فتنقبض أنفاسي..وتنهزمُ هيبة السنون التي تعتليني..وأودُّ..بل وآمُلُ وأتمنى لو يعودَ الزمانُ القهقرى إلى وراء حتى ترشُفَ مشاعري الظمآى ولو لحظة من تلكَ الأيام الزاهرة التليدة...

فمَنْ يا ترى..سيتجرأ..ويزعم أنه قد تخلصَ من عبءِ الذكريات التليدة التي احتواها البيْتُ الأولُ واحتوتها الحياة الأولى-مهما كانتْ بسيطة وساذجة،بل وربما قاسية ومليئة بالحرمان-لمجرد أنه اليوم سَكنَ القصورَ وركبَ الميموزين وتناولَ عَشاءَ العمل بإتيكيتِ الشيراتون والهيلتون والميناهاوس خمس نجوم..؟؟!!

رحِمَ اللهُ مجنونَ بني عامر..قيس بن الملوَّح العامري..واللهِ لقد جادَ بنفسه بما لمْ يَجُدْ به غيرُهُ حين شدَا-وهو هائمٌ-:

أمُرُّ على الديار ديار ليلى ** أقبِّلُ ذا الجدارَ وذا الجـــدَارَا
وما حُبُّ الديار سَكَنَّ قلبي ** ولكنْ حُبَّ مَنْ سَكنَ الديَارَا..!!


أو حين شدَا :

نقـِّلْ فؤادَكَ حيثُ شئتَ من الهَوَى ** ما الحُبُّ إلا للحبيب الأوَّلِ
فكمْ منزلٍ في الأرض يألفُه الفتى ** وحنينـُهُ دوماً لأول منزلِ..!!


إنه الحنين الفطري..والشوق الفطري..واللهفة الفطرية إلى البيوت وساكنيها معًا..!!

فما أقساهُ وأشجاهُ-أختي الفاضلة-حنيناً وجَوًى لاذِعاً للحبيب الأول..والبيت الأول...!!

وما آلمَهَا-واحَــرَّ قلبَاهُ-مشاعرَ وأحاسيس بالعجز والافتقار إلى الرحيل إليهما مرة أخرى...!!!

أدفعُ عمري وما أملك لو ساغَ وجادَ الزمانُ دقيقة واحدة مما مَضى...!!!

ودمتِ-أختي قوافي-مبدعة ًفي آرائكِ النقاشية العذبة...

محمد الطويل 22-09-2012 02:00 PM

قوافي ................

موضوع يمس شغاف القلوب ويعيد المرء إلى الزمن القديم وإلى الذكريات الجميلة . ذكريات لن ولم يمسحها الزمن مهما كان .

الشاعر المصري / حسن شهاب الدين يقول في قصيدته ( بيت أبي ) :

( أتذكرني يا بيت بعد .. ؟
ستتركني في وحدتي .. أتبعثر
لماذا إذن تمشي معي
نحو آخري
وتسطع في صوتي
وكالغيم تمطر
وتكتب هذا الشعر باسمي
وترتمي كعصفورة
فوق الحروف تنقر
وتسكنني دوما .. أهذا لأنني
كبرت ..
وظل الطفل لا يتغير ..
يخط على الجدران حرفا من اسمه
ويجري ..
وفي أحلامه يتعثر ) .

ريم الحربي 22-09-2012 10:11 PM


أخي يزيد اشعر بكل كلمة قلتها وكل حرف جاد به قلمك وأصدقك اخي بالفعل أصدقك

لأنني مثلك لا زلت أحن إلى بيتنا القديم وحينا القديم ومدرستي القديمة هناك على ساحل البحر

ولا زال صوت الموج يضج في أذني ورائحة الهواء المشبع بالملح تملاء صدري

ولازال الدكان القديم حيث كنت أشتري الحلوى يؤثر بي أكثر مما تؤثر بي أفخر مولات العالم

ولا زالت تلك الشوارع الضيقة التي لطالما تراكضنا في ساحاتها أنا وصديقاتي عالقة بذاكرتي

والسدرة العتيقة -هكذا حال بيوت الحجاز قديما أن يكون في كل بيت سدرة - نلك السدرة حيث كنت العب

أنا وأخوتي في نظري أغلى وأعز من كل حدائق الدنيا

وجيراننا البسطاء الطيبين على مختلف مستواياتهم كم أحن إليهم يا يزيد كم أحن إلى أن استمع إلى

زغرودة جارتنا عندما أمر ببيتها قادمة من المدرسة وبيدي نتيجتي فتعرف أمي أنني نجحت قبل أن

أدخل عليها المنزل

كم أحن إلى أولئك الجيران الرائعين وتلك القلوب الطيبة وتلك الذكريات يا يزيد

نعم يا يزيد كبرنا وحققنا الكثير مما حلمنا به لكن يظل القلب معلق بتلك الأماكن وأهلها الطيبين

أخي الفاضل شكرا من أعماقي على حديثك هذا

الحنين دفعني لكتابة هذا الموضوع وقد كنت على مايبدوا بحاجة لأن استمع إلى حديثك أخي ربما لأنني

وجدت فيه المواساة

ممتنة لك من الأعماق










ريم الحربي 22-09-2012 10:22 PM


أستاذي محمد الطويل بالفعل هي ذكريات لم ولن يمسحها الزمن تظل عالقة معنا

تأبى الزوال ربما لأننا نحن دائما إلى تلك الأيام النقية والقلوب النقية

تلك الأوقات التي حضنت احلامنا وجنوننا

أو كما قال شاعرنا الجميل

وظل الطفل لا يتغير ..
يخط على الجدران حرفا من اسمه
ويجري ..
وفي أحلامه يتعثر

أستاذي شرفني تواجدك


الساعة الآن 02:46 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية