منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   قضايا وأراء (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   التفكك الأسري أسبابه وعلاجه (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=13447)

ريم الحربي 27-07-2012 02:38 AM

التفكك الأسري أسبابه وعلاجه
 
التفكك الأسري أسبابه وعلاجه



(مجموعة أُسر تعني مجتمع) إذن الأسرة هي نواة المجتمع و هذا

يعني أنه كل ما صحت هذه النواة و ازدهرت كلما قوي المجتمع وكلما

ضعفت وتراجعت ضعف المجتمع وتراجع وهذا ما هو إلا دليل على

أهمية الأسرة ومكانتها

لكن المؤسف أننا نرى أن هناك سوسة تنخر في كيان المجتمع ألا وهي

سوسة التفكك الأسري هذا الوباء الذي بات منتشراً فنجد أن أفراد

الأسرة الواحدة أصبحت علاقتهم مع بعض يعتريها الفتور فكل فرد

منهم شغل عن الأخر بنفسه فالأب مشغول

دائماً بأعماله وإن لم يكن عمله فأصدقائه والأم كذلك إن كانت عاملة

فهي تعود من العمل منهكة تنام ثم تصحوا لتمارس نشاطات أخرى من

مقابلات لصديقاتها أو تلبي دعوات معارفها وإن لم تكن عاملة فهي ما

بين أعمال المنزل أو نشاطات اجتماعية

والأبناء مابين الدراسة والأصدقاء و وسائل الترفية الحديثة

والحوار مفقود في الأسرة الوالدين فقدوا الهيبة والأبناء فقدوا المثل الأعلى

وما إن يكبر الصغار ويغادروا العش حتى تكون الصلة شبة معدومة مع ذويهم

وتكون النتيجة أسرة جديدة تنخرها سوسة التفكك الأسري والنتيجة بالطبع مجتمع

ضعيف متهالك

ترى ما هو السبب أو ما هي الأسباب التي تؤدي

للتفكك الأسري

مع تـــحيـــــاتي


جمعه المخمري 27-07-2012 03:18 AM

أختي العزيزة... قوافي....

موضوع مهم للغاية ويثبت للأهمية.....

حقيقة لقد تطرق الكثيرون لهذا الموضوع وما زال قطار التفكك الأسري
مستمر في اقتحامه منازلنا...
وكما أسلفتِ.... (وسائل الترفية الحديثة)... من المؤكد أنها العامل الرئيسي
في دفع عجلة قطار (السوسة التي تنخر).

ربما نجد أن هذا الأمر مستفحل منذ فترة ليست بالقصيرة....
وكأنه قد أُعد له مسبقا....
انه التخطيط على مدى السنوات... وشغل المنشغلون في صرف المجتمع الاسلامي
عن الصفة التي حث الاسلام عليها.... الترابط الأسري...

منذ زمن... لم يكن التلفزيون.... كان هناك المذياع فقط....

حينما وصلت أجهزة التلفزة... أخذت المحطات في التوالد.. محطة تلو أخرى....

من المؤكد أن هذا الشيء مفيد... ولكن لم يحسن ألأغلبية استعماله....

وكأنها أصبحت للتضليل.... وغرس عادات دخيلة في كل البيوت....

وصلنا الى الأجهزة الحديثة كــ الكمبيوتر والانترنت ... والهواتف النقالة..... وغيرها...

لكن المصيبة أنّ الكثير قد غفل عن حقيقة واحدة.... ( أننا نتهافت الى التطوير والتغيير دونما التطرق الى كيفية

وضع أهداف واضحة للمادة التي نجلبها...)

هنا يا سادتي الكرام نرى التفكك الأسري وليس بوحده الجانب السلبي فقط...

انما أصبحنا نرى الجرائم.... وغيرها من المساوئ....

اللهم احفظنا والطف بنا يا الله.

كل الشكر لك أختي قوافي....

يزيد فاضلي 27-07-2012 10:11 PM

.../...
 
...طرحٌ مهم-مبدعتي القديرة قوافي-لإشكاليةٍ أسرية واجتماعيةٍ موجودةٍ في صميم النسيج الأسري عبر واقع الأسرة العربية المسلمة...

لقد كان المظنون أن ( التفكك الأسري ) واقعٌ رهيبٌ،يمزق بسهولةٍ لحمة الأسرة الغربية،وكانت الدوافع والأسبابُ معروفة ًلدى علماء الاجتماع الغربيين ومعروفة لدينا باستقراءِ حياة الفرد في الغرب وأسس علاقاته بمن يُحيطون به ( الأمومة والأبوة والبنوة...الخ )..بَيْدَ أن هذا الواقع الرهيب الأسيف بدأ يخترق حصون الأسرة العربية المسلمة-خصوصاً في الآونة الأخيرة-فكان عجباً للجميع ؛ إذ كيف يمس التفكك الأسري نسيج الأسرة العربية المسلمة مع ما عندها من ضماناتٍ عَقديةٍ وأخلاقية وعُرفيةٍ تقيها زوابع هذا التفكك...؟؟!!!!

ولأثراءِ الإشكال-سيدتي الكريمة-أعِدُ أني سأعود لاحقاً لموضوعكِ،أدلو بما فتح الله به على فكري في هذه الإشكالية..فالمعذرة-أختي-الآن لأني على موعدٍ مع التزاماتٍ قاهرة..فأرجو أن يُحملَ عذري عندكِ على أحسن المحامل...

شكر الله لكِ أيتها البديعة...وجزى الله خيراً أخانا الكريم الحبيب جمعه على وجهة نظره الرصينة..ودمتِ لنا كاتبة قديرة....

ريم الحربي 29-07-2012 07:09 AM


أخي جمعة معك حق اشياء كثيرة ساهمت في دفع قطار السوسة التي تنخر

كما أنك محق وسائل الترفية الحديثة زادت بشكل كبير من حجم المشكلة

فالأسرة إما أنها لاتجتمع وإن أجتمعت فكل مشغول بجهازه الذي يحمله

وصدقني اخي العزيز ليس فقط بالإجتماعات العائلية بل حتى الزيارات اوالمناسبات الكبرى

تجد كلا يحمل جهازه ومشغول عن الأخر

( أننا نتهافت الى التطوير والتغيير دونما التطرق الى كيفية

وضع أهداف واضحة للمادة التي نجلبها...)

وضعت يدك أخي على نقطه حساسة جدا نعم لا نضع اهداف

واضحة لا نفكر قليلا ماذا يمكن أن يحدث لا ندرس السلبيات كما نفكر بالإجابيات

وألاهل أخي مشغولون كأن كل شيء ملزمون به هو أن يوفروا النقود لتوفير المأكل والملبس دون أن

يدركوا أنهم إنما يصنعون امة

الموضوع كبير أخي ومتشعب بالفعل أتمنى أن يأخذ حقه في النقاش علىنا أثناء نقاشاتنا نضع أيدينا

على الأسباب وتجد بعض الحلول

شكرا لك أخي العزيز ودمت بخير

ريم الحربي 30-07-2012 02:43 AM

أخي الفاضل يزيد مع الأسف كما ذكرت لم يعد التفكك الأسري يهدد الأسرة الغربية فقط

بل هنا أيضا لأننا بتنا نقلدها في كل شيء وليتنا حذونا حذوهم بما هو مفيد بل أخذنا القشور

فأ ضرت بنا سرنا على أسلوب معيشتهم ورويدا رويدا حتى نمت هذه السوسة وكبرت وأصبحت وحشاً

كلا أنعزل عن الأخر فتخلينا عن هويتنا التي تميزنا

أخي يزيد أشكرك على إطلالتك وأنا بأنتظار عودتك لثقتي ويقيني بأن لديك الكثير مما يلقي الضوء

على هذا الموضوع

دمت بخير

أم الدرة 30-07-2012 12:57 PM

قوافي رائعة في الطرح ...
التفكك الأرسي له مناح كثر منها الإهمال وعدم تحمل المسؤولية وضياع التواصل الأسري والحث عليه من قبل القدوة لهم ووسائل الترفية الكثيرة وضياع الوقت فيها دون هم ولا هم يحزنون ...
ضياع الرقابة الذاتية والأسرية ..الوازع الديني والقدوة السوية التي تقول وتفعل وترهب وترغب ...
أعاننا الله على الآتي وجمع شمل الأسرة على الخير فهي اللبنة الأساسية لدولة ومجتمع سوي ..
باقات الشكر ورمضانكم مغفرة
عذراً لتأخري غاليتي ...

ريم الحربي 01-08-2012 02:40 AM

عزيزتي أم الدرة لقد ذكرتي نقطة هامة وهي عدم تحمل المسئولية

وهذا السبب بأن الأبناء فقدوا القدوة

كما أن الوالدين قد اعتادوا اللامسئولية من نشأتهم لذلك يقال أن فاقد الشيء لا يعطيه

أم الدرة أشكرلك جميل حضورك الذي أثرى الموضوع

شكرا جزيلا وكل عام وأنت بخير


يزيد فاضلي 08-08-2012 03:50 PM

.../...
 
عدتُ-أختي البديعة قوافي-بشيءٍ ذي بَالٍ..أمُلُ من الله تعالى أن تجدي فيه وأن يَجد الأحبة الرواد ما يُغري بالفائدة والاستفادة...

...مما دلتنا عليه التجربة بيقين-ست قوافي-أن هناك معالمَ كبرى ثلاثة أو لِنقلْ دعائمَ كبرى ثلاثة ينبغي أن تنشأ وتتوفرَ في أرجاء البيت الأسري وأن تظهَرَ في كِيانه المعنوي ليُؤدي وظيفتـَه ويُحققَ رسالتـَه على النحو الذي أريدَ له في الآمال والأمنياتِ...

هذه الثلاثة هي : السكينة والحب والتراحم...

وأعني بالسكينة ؛ ذلك الاستقرار النفسي والاطمئنان العاطفي الذي يَسْري بين أفراد الأسرة ( الزوجيْن والأبناء ) سَريَان النسيم المنعِش في رابعةِ الربيع الساحرة،فتكونُ الزوجة الحبيبة-التي اختارَها الزوجُ من البداية عن حبٍّ مُوَلـَّهٍ صادِق وعن حُسْن اختيارٍ واقتناعٍ ورغبةٍ ورضىً وقـَـبُول-تكونُ قرة عيْنه وحبته في القلب لا يَعْدوها إلى أخرى،كما يكونُ الزوجُ الحبيب قرة عيْن لزوجته-الذي اختارته وقبلتْ به من الأساس عن حُبٍّ عارمٍ وعن حُسْن اختيار واقتناعٍ ورغبةٍ ورضىً وقبول-لا تفكرُ في غيْرهِ أو تعدوه لسواه..ويأتي الأبناءُ بعد ذلكَ كواسطةِ العِقدِ الذهبي بين الزوج والزوجة،تتدفأ بهمُ العلاقة الزوجية،وبهم تنمو زهَرَاتُ المحبة بينهما أكثر وبوجودهم يمتلئُ البيْتُ بالحيويةِ والأحلام والآمال والأمنيات...

أما الحُبُّ ؛ فهو تلكَ المودة الدفاقة التي تتفجرُ ينابيعُها في قلب الزوجيْن-ومعهما الأبناء-كنهْرٍ رقراقٍ جارٍ،لا ينقطعُ مدَدُهُ ولا ينضَبُ مَعينـُه أبداً..وهو ذلك الشعور المَيَّاس الذي ينطبعُ في ابتسامة الزوج المشرقة الدائمة وفي شفاهِ الزوجة كذلك،ويكمُن في تلك المِزحة الرقيقة التي يتلاطفُ بها الزوجان مع أولادِهِما،فيشعُرُ الكُلُّ بالعطف والأمان وبالرضى والسعادة والاطمئنان...

ويأتي بعد ذلكَ دوْرُ الرحمة والتراحم...

والحقيقة-أختي البديعة-أن هذه الدِّعَامة صفة ٌأساسية ٌ من صفاتِ الأخلاق العظيمةِ والشِّيَمِ الرفيعةِ التي ينبغي أن تكونَ أصلاً أصيلاً في سجايَا الرجال والنساءِ على سواءٍ،فالله سبحانه وتعالى يقول لنبيه الكريم : (( فبما رحمةٍ من الله لنتَ لهم ولو كنتَ فظا غليظ القلب لانفضوا من حولكَ ))،فليْسَتِ الرحمة أو التراحُمُ هنا لوناً من الشفقةِ العارضة أو العطف الزائد،وإنما هي نبْعٌ للرقةِ الدائمةِ ودماثةِ الأخلاق الثابتةِ وشرف السيرة العامة بين الناس..

وحينما بيَّنَ سبحانه وتعالى أنَّ مِنْ نِعَمِهِ وآلائهِ الجليلةِ على الزوجيْن الحبيبيْن أنْ جَعَلَ كُلاًّ منهما لصاحبه سَكَناً-قلبيًّا وجسديًّا-للآخر،عَلِمَ سبحانه وتعالى أن الحياة الزوجية ليْسَتْ مثالية ً،تحلقُ بجناحيْها في ذرى الملائكية وعوالي الصورةِ الكريستالية التي تـُخرجُ البشَرَ من واقعِهم إلى واقعٍ خياليٍّ آخر،فإنه مهما كان الحبُّ الرومنسي الصادق ساريًّا في علاقةِ الزوجيْن ببعضِهما-وكذا في علاقتهما بأولادِهما-فليسَ معنى ذلكَ أن الأسرة في حياتها اليومية تنجو من وقعِ بعض التشنج والاحتقان نتيجة ضغط الحياة المعيشية الواقعية ومغارمها المختلفة،ولأن أفرادَ الأسرة بشرٌ فلا يخلو الأمرُ أحياناً من زعَلٍ عارضٍ أو اكتئابٍ مفاجئٍ أو تصعيدٍ عابرٍ..ولو نجتْ أسرة من تلك العوارض العابرة لنجتْ أسرة المصطفى صلى الله عليه وسلم،وهي أكْمَلُ أسرةٍ عرفتها البشرية على الإطلاق،ومع هذا فكلنا يعلم أنه-عليه الصلاة والسلام-قد يحدث بينه وبين زوجاته من الزعَل الخفيف والغضب العابر ما يَحْدثُ بين أي رجل وامرأته في كل زمان ومكان..فتمرُّ الأزمة الخفيفة كسحابة صيْفٍ،وتستمرُّ الحياة بعد ذلكَ في حُبٍّ وصفاءٍ وحميمية...

أقولُ هنا..وفي هذه النقطة بالذات تأتي أهمية الرحمة والتراحم : (( ...وجَعَلَ بينكم مودة ًورحمة ً))...

الزوجان الحبيبان-ولأنهما يُحبان ويذوبان في بعضِهما-ينبغي أن يَصبرَا على بعضِهما كلَّ الصبر وأن يتحمَّلاَ ضغط بعضِهما كل التحمل بحيثُ يصنعُ كلٌّ منهما من نفسه وسَعَةِ صدْره جداراً خرسانيًّا صُلباً،يمتصُّ صدَماتِ الطرف الآخر ويَحتوي غضبَه وزعلـَهُ واحتقانـَهُ قدرَ ما يستطيع..ويومٌ بيوم بينهما..أحياناً قد يغضبُ الزوجُ لسبب أو لآخر،فيأتي دورُ الزوجة الحبيبة لتحتوي غضبَه العابرَ بحنانٍ ورقةٍ وحُبٍّ وصبِر..وأحيانا قد تغضب الزوجة لسبب أو لآخر،فيأتي دورُ الزوج الحبيب ليحتوي بحلمه وحبه غضبَها وزعَلـَها العابرَ،ولربما التهبتْ نوازعُ الشوق بينهما بعد ذلك أكثر،لأن الذي يدفعُ الزوجان أحياناً إلى إثارة زوبعة من زعَل وغضب فإنما هو الحبُّ العارم أو الغيْرة الزوجية اللاهبة..كل ذلك لجلب انتباه الطرف الآخر..ألاَ نسمعُهُمْ يقولون : (( ليسَ بعد العداوة إلا المحبة ))..؟؟!!

المهم أن يمتد حبْلُ التراحم بين الزوجيْن-في وجود الأبناء طبعاً-إلى أقصى الامتداد والإرخاء،وأن تكونَ مصلحة البيت ومستقبله فوق كل اعتبار...

فعندما تقوم البيوتُ إذن على السكن المستقر والود المتصل والتراحم الحاني فإن الحياة الزوجية الأسرية تكونُ أشرفَ النعَمِ وأبرَكَها أثراً..وكل العقبَاتِ-ومهما استعسَرَ تجاوُزُها-ستتذللُ تلقائيًّا أمامَ بَركةِ الاستقرار والسكينة التي تنعَمُ بها الأسرة...

وأغلبُ ما يقعُ من ( تفككِ أسري )-أختي الكريمة-ومن تصدعٍ وانهيارٍ في كيان الأسرة وضيَاعٍ حميميةِ العِلاقةِ بين أفرادِها إنما ترجعُ أسبابُها-عند التقصي والتأمل الجيد-إلى اعتلال إحْدَى تلك الدعائم من الأساس أو إلى اعتلالِها جميعاً...

التفكك الأسري،قد يأخذ في أعراضه مظاهرَ كثيرة،وقد يقفُ علماءُ الاجتماع على أسبابٍ عديدةٍ ومنتوعةٍ ومتشعبة ومتداخلة...

ولكنْ-في تقديري وقناعاتي-أن تلك الأسباب كلها ماهي إلا فروعٌ وأغصانُ من تلكَ الأسباب الأصلية الجذعِية الثلاثة،ونحن لو اقتفيْنا الأسرة الغربية المنهارة لوجدنا أن أصلَ الأدواء فيها راجعٌ إلى غياب تلك المعالم الثلاثة في علاقاتِ أفرادِها...

الزواج عندهم ليسَ عقداً شعوريا عاطفيا قائماً على المحبة القلبية وحُسْن المودة،بل-كما نعرف جميعاً-هو نزوة جسَدٍ وفراشٍ عابرةٍ،يلتقي الذكرُ بأنثاه في لقاءٍ بيولوجي كما يلتقي أي كائن آخر بأنثاه لقاءً جسديا عابراً،ثم لا شيءَ البتة بعْدَه..حتى أن عبارة ( ممارسة الحب ) عندهم لا تعني بَداهة ًإلا اللقاء الجنسي فحسب،وليسَ في حسابهم أن العبارة تعني عاطفة القلب قبل فوْرة الجسد..!!

لذا لا نستغرب أبداً إذا جفتْ عواطفُ المودة والحميمية بين أفراد الأسرة الواحدة عندهم،فسرعان ما ينفرط عقد الرحم بحيث لا يسأل الأب عن أبنائه-بعد بلوغهم سن الرشد الأخير-وليس من أولوياته أن يعرفَ مصيرَهم حينما يستقلون بحياتهم الخاصة لأن ذلك صارَ عُرْفاً سائداً وطابَعاً اجتماعيا عامًّا،وسيرمقونكَ بعين التعجب والدهشة والاستغراب ويرمونكَ بالتخلف والرجعية لو فتحتَ فمَكَ هناكَ وقلتَ : أنا سأصِرُّ على إبقاءِ أولادي وبناتي معي بعد سن الثامنة عشر،أو أصررتَ على متابعةِ حياتهم والإشراف-كوالدٍ أو والدةٍ-على سيْرورة مستقبلِهم..!!

إن منطق العلاقة الأسرية في الإسلام-أختي الكريمة-يُعطي من الوفاء والولاءِ والحب للأفراد ما لا تعرفه القوانينُ التجارية والمبادلاتُ النفعية،وهو أكبَرُ بكثير من أن تعصِفَ به نظرة مادية ٌأو عَوَزٌ مَعيشي...

ومع يقيني أن المعنويات لا تغني عن الماديات لأن الدين لا يكبتُ مطالبَ الفطرة التي تأبى العيش الضنك،ولا يُصادرُ أشواق النفس البشرية إلى العيشة الهنية المريحة إلا أن الماديات وحدَها لا تصنعُ تماسُكاً دائماً للأسرة ولا تصنعُ الأسرة السعيدة،وإلا فما بالُ التقارير الإحصائية في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج تؤكدُ أن مؤشرَ الطلاق وجنوح الأولاد وانحرافهم مسَّ ألوفاً مؤلفة من أسَرٍ ثريةٍ ثراءً فاحشاً،لم يعرف الفقرُ والإملاقُ إلى أبوابها سبيلاً أبداً..ومع هذا فضائح..وجرائم..ومخدرات..وخياناتٍ زوجيةٍ بالجُمْلة...!!

حَفِظ اللهُ علينا حياتنا وأسرَنا..وبارَكَ في فكرنا ومشاعرَنا..وشكراً جزيلاً سيدتي على إتاحة الفرصة لنا للإدلاء بهذا الموضوع الجاد..ودمتِ-مبدعتي-رمزاً للعطاءِ والجمال والإبداع الحقيقي...

ريم الحربي 26-08-2012 02:26 PM


أخي يزيد لقد كتبت فأوفيت إن ما ذكرته يا أخي لهو عين الصواب فغياب هذه الأركان الثلاثة هو سبب

رئيسي لتتفكك الأسري ....

فأنت أخي الكريم ركزت في حديثك على عامل مهم جدا وهو العلاقة بين الزوجين تلك الدائرة التي يترعرع

فيها الأبناء ويتشبعوا بما فيها فأن كان بين الوالدين مودة وحب وسكينة فأن هذا يعني بيئة صالحة ينموا

بها الأبناء ويشبوا

وإن كان العكس فهذا يعني جو فاسد وسيأتي طرحه فاسد إلا من رحم ربي فكما يقال فاقد الشيء لا يعطيه

فكيف لهؤلاء الأبناء أن يقدموا لأسرهم ما لم يعرفوه في حياتهم

عندما نصبح العلاقة بين أفراد الأسرة مجرد واجبات تؤدى بحكم العادة فهذا يعني أن هناك شيء خاطئ

يهدد بزعزعة كيان هذه الأسرة

والدين الأسلامي هو ما حفظ للأسرة كيانها ومع الأسف عندما فرط الكثيرين بتعاليم هذا الدين

انفرط عقد الأسرة السوية


أخي يزيد لقد اعطيت الموضوع بمداخلتك القيمة قيمة وسمو شكرا لك أخي العزيز وأتمنى عليك أن لا

تحرمنا من مداخلاتك النيرة

دمت أخا اعتز به وأستنير برأيه

شكرا جزيلا لك أيها العزيز ولا حرمت تواجدك القيم

السعدية 18-09-2012 11:17 PM

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اختي العزيزه قوافي
الموضوع جيد وجميل وفي غايه الاهميه
اختي ..كثير ما نرى ونشاهد من تلك الحالات الا وهي التشتت الاسري
سواء بالخصامات او باهمال الاسره بافرادها ..والسبب يعود مثل ما وصفوه الاخوه هنا
صح اصبحت الاسره مشغوله بما يسمى التطور والمسوليات الاجتماعيه مثل العمل والارتباطات
وما يشابهه ذلك وهذا طبعا المفهوم الخاطى للتطور .. وينبغي لنا ان ندرك بأن التطور ليس بهذه الطريقهه وبهذه الصوره السلبيه ..ايه نعم تطور وحياه افضل ومستوى ارقى ولكن في النهايه يجب ان ندرك بان الام وهي ربه الاسره ينبغي ان تادي دورها الاسري باكمل وجهه.. يجب ان تعي بانها هي الزوجه والام وربه البيت وكذلك يجب على الاب ان يدرك ذلك وان يلتزم بجميع الواجبات المحتمه عليه اتجاه اسرته كي تنشأ اسره طيبه مترابطهه متحابهه تبني مسقبل اجتماعي وطني جميل ..

وعذا للاطاله ولكم مني اجميل التحيهه ..


الساعة الآن 06:16 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية