منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   مدونة الأعضاء (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=20)
-   -   قوى الشر (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=23015)

زهرة السوسن 03-08-2017 11:59 AM

قوى الشر
 
بعد فترة من ترقب أخبار جديدة عن الرجل الذي انقطعت أخباره عنا، جاءنا الخبر اليقين، بأن الرجل سقط مريضا هكذا فجأة في عرس أخته ولازم فراش المستشفى في أبو ظبي، وظل على ذلك الحال اثنين وعشرين يوما، لم ير فيها ضوء الشمس، وقد حار الأطباء في مرضه فلا عوارض مرضية معروفة لديهم؛ فتأخر علاجه، حتى هداه الله تعالى إلى قيام الليل يدعو ربه ويتوسل إليه أن يوفقه للشفاء، كما قام أهله بمعالجته بطريقة أخرى أيضا بعد يأسهم من شفائه على يد الأطباء هناك، والغريب أن المرض كان يشتد عليه إذا ما انتصف الليل، فلا يغمض له جفن، حتى شارف على الهلاك، ولكن رحمة الله قريب من المؤمنين، ويجعل الله من بعد عسر يسرا، فقد شفي تماما مما هو فيه، وعاد إلى دياره سالما، بعد أن أكل المرض شحمه ولحمه. فمن رآه قبل الخطبة يستنكره بعدها، لشدة ما أصابه.
بعد عودته عزم على تحديد وقت لعقد الزواج، وتم له ذلك، ولكن برزت مشكلة جديدة، وهو تغير مزاج أمي، فكأنما أصيبت بحالة من الكآبة والسأم والضجر، وكانت تردد أنها قد عدلت عن رأيها بالموافقة عليه، وانعكس ذلك سلبا على علاقتها بي، وقامت تعاتبني عتابا شديدا على أني سوف أتركها وأبتعد عنها، وقد وعدتها أن أبقى بصحبتها عمري كله، أولتني ظهرها تماما وكرهته كأنما بينها وبينه ثأر عظيم.
طبعا كان الأمر واضحا تمام الوضوح، فإنما هو كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث اتى، كل هذه الظروف جعلتني أكثر إصرارا على المواصلة وعدم الاستسلام لقوى الشر الشيطانية، فلم أنس تهديد ذلك الخبيث، ولكن هيهات لما شاءت نفسه الدنيئة، فإرادة الله أقوى من إرادة كائن من كان.
تم تحديد موعد للعرس، فازدادت حالة أمي سوءا، وتحولت إلى خصم عنيد، فلا أنس موقفها مني في ليلة العرس؛ فقد دخلت علي قبل الزفة بقليل، وأسمعتني من الكلمات ما يذيب الصخر، واحتسبتني في عداد الأموات من أهلي، وخرجت من المنزل تماما، ولم تستقبل أهله، يبدو أن ذلك الخبيث وجه أسحار ساحره إلى زوجي وإلى أمي، فعانى الاثنان تلك المعاناة الشديدة، ولكن يفعل الله ما يريد؛ فقد تم الزواج مع شدة الرهبة من مفاجآت جديدة في تلك الليلة.
بقيت أمي على عدم ارتياحها من زوجي ست سنوات، فلا تجاذبه أطراف الحديث ولا تمد يدها إذا مد يده مصافحا، وكذلك قلبها لم يكن صافيا تجاهي، ولكني كنت أحرص على زيارتها بشكل يومي، حتى تهدأ نفسها، وتطمئن، وعندما عاتبتها ذات يوم على ما بدر منها في ليلة العرس، قالت والله ما كنت أملك رشدي، ولا أدري ما طرأ علي فجأة فحولت العرس إلى مأتم، وليس هذا فحسب فقد كرهت أمي حتى المنزل الذي قضت حياتها فيه وكرهت كل من حولها من الأهل فطلبت من أخي أن يغير المنزل، وساعدته في بناء منزل جديد، وانتقلوا من الساحل إلى منطقة اخرى في نفس القرية، فبدأت حالة امي تتحسن شيئا فشيئا، إلا عدم ارتياحها ورفضها لزوجي، ولم تكن هناك مسوغات لذلك الإعراض، صبرنا على ذلك ردحا من الزمن، ولكن يبدو أن هناك أفكار جديدة لدى قوى الشر، فما كانوا ليدعونا في سلام.
للحديث بقية


الساعة الآن 04:43 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية