منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   مساحة بيضاء (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=32)
-   -   هيلينا سيكورسكي البولونية (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=23039)

زهرة السوسن 17-08-2017 09:35 AM

هيلينا سيكورسكي البولونية
 
هيلينا سيكورسكي
ولدت هذه الشاعرة البولونية في عائلة أرستقراطية، وقد تمتعت منذ طفولتها بجميع النعم من ثروة وأصل عريق وعائلة أرستقراطية، وهذا ما عدا نعمة واحدة هي نعمة البصر، فلقد ولدت عمياء!
ولهذا السبب لم تذهب هيلينا سيكورسكي إلى المدرسة، وإنما جاءت المدرسة إليها – إذا جاز التعبير – حيث جاء لها والداها بمجموعة من أفضل المد رسين والمدرسات إلى المنزل العائلي.
وكانت هيلينا تعيد جميع ما تعّلمته كل يوم، على أسماع رفيقها في اللعب كارل، ابن الخولي المكلف بالعناية بحديقة المنزل.
ولم يكن كارل رفيقها في اللعب فقط، وإنما كان العين التي ترى فيها أيضاً، حيث كان يصف لها لون الزهور وضوء القمر ومنظر السماء وألوان الفراشات.
وعندما أصبح الطفلان كارل وهيلين في سن المراهقة وقعا في الحب، وأصبح الواحد منهما لا يستغني عن الآخر، وهذا ماجعل السيدة سيكورسكي تؤنب ابنتها هيلين وتأمرها بالتوقف عن رؤيته.
ولما لم تنزل الابنة عند طلب أمها، استدعت الأم والد الصبي كارل، وأمرته بأن يقنع ابنه بالابتعاد عن هيلين وإلا صرفته من الخدمة. كان هذا الأمر أقسى من أن يتحمله الحبيبان، ولهذا تظاهرا بتنفيذه، ولكنهما كانا يتقابلان في السر ويتعاهدان على الوفاء مهما كانت الصعوبات.
ومع حلول الربيع شعرت الفتاة به يتفجر في جسدها وقلبها، وأرادت أن تُسجل هذه المشاعر الغريبة التي بدأت تعصف بها، فاستدعت شقيقتها الصغرى وأخذت تملي عليها ما تفيض به قريحتها:
هذا هو الربيع اليافع المشرق .
فماذا أريد اليوم، وماذا أطلب؟
الأشجار أزهرت، والورود تفتحت
والسموات تألقت
ومن غصن كل شجرة تتدلى ثمرة
وفي لب كل وردة تحوم نحلة
وعلى كل سماء تتمزق غيمة وتسطع شمس.
وقعت هذه الرسالة في يد الأم، فتأكدت من أن ابنتها هيلينا ترتبط بعاطفة حب عميق مع ابن الخولي (كارل) فصرفت الأب والابن من الخدمة.
وفي هذا الوقت أشيع بأن طبيباً نطاسياً ماهراً مختصاً بجراحة العين، سيزور القصر، فصممت الأم على عرض هيلينا عليه، لإجراء العملية التي يمكن أن ترد إليها بصرها. وعندما ذكرت لها أمها أن العملية نجحت وأصبح بوسعها رؤية السماء والشمس ردت عليها باكية:
- أماه! النور أبيض، النور جميل، ولكن يخيل إلي أنه كان بالأمس أجمل، والشمس إنها حمراء ولكنها مخيفة.. ليس في لونها ما يشبه الحب كما كان يقول كارل. أماه! لا معنى لعودة البصر دون كارل، بل لا معنى للحياة نفسها دون كارل.
ور ق قلب الأم لها وأعادت الفتى كارل وأباه إلى الخدمة، وعادت الإشراقة والبسمة إلى الفتاة.
ولم تجد الأم من عبارة تقولها، بعد شكر الله على نعمته، أفضل من قبول كارل زوجاً لهيلينا:
- خذيه يا ابنتي زوجاً لك فأنتِ تستحقينه، وهو يستحقك!
وبعد زواج هيلينا أرادت أن تكافئ زوجها كارل بقصيدة شعرية فاضت بها قريحتها فكتبت:
لم أعرف سواك في حياتي يا حبيبي .
كنت زهرة على وشكِ الذبول
فضممَتني إلى صدرك، وغمرتني بعطفك
وأغدقت علي حناناً كالندى
وحباً ساطعاً كشعاع الشمس!
كنت حبيبي فأصبحت حبيبي وزوجي وأخي
يا لنعمة الأخوة تؤلف بين قلبين في ظل زواج
إني لأشعر بأن أفكاري وعواطفي ودمائي وكل عرق ينبض بي
قد استقر فيك يا زوجي
وبات قطعة من فؤادك يا حبيبي
وشطراً من روحك يا أخي!
أنت أخي في القلب والجسد
أنت أخي في البؤس والفرح
أنت أخي في القلب والنور
. وقد اخترتك وحدك لنجتاز معاً نفس الطريق.


من كتاب أشهر شاعرات الحب


الساعة الآن 01:37 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية