تهميش الثقافة أحد أسباب الفوضى في بلدان “الربيع”
 

خلال ملتقى “النص الجديد” في القاهرة
تهميش الثقافة أحد أسباب الفوضى في بلدان “الربيع

القاهرة - عيد عبدالحليم:

نظمت مؤسسة أروقة للدراسات والنشر في مقر المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة الملتقى الثالث للنص الجديد “ما بعد قصيدة النثر”، الذي شارك فيه عدد كبير من الشعراء والباحثين والنقاد العرب .



تحدث في الجلسة الافتتاحية كل من أمينة الصنهاجي (المغرب) التي أكدت أن المؤتمر يقام في ظل حالة من التعقد السياسي تشهدها دول الربيع العربي، ومع ذلك يجيء الملتقى محاولة لرسم الحياة من خلال استشراف الآتي .



أما الشاعر اليمني هاني الصلوي منسق عام المؤتمر فأكد ضرورة إقامة مثل هذه الملتقيات خاصة في ظل هذه الحالة الملتبسة، للتأكيد أن الثقافة قادرة على تجاوز الأزمة .



وأضاف الصلوي أن “النص الجديد” يقدم نفسه باعتباره نصا عابرا للأنواع والفنون، مستوعبا إياها تارة ومتجاوزا لها تارات، فهو نص عصي على التصنيف، يتبلور بعيدا عن المجانية، ولأن الآلة أصبحت شريكا فاعلا في كتابة النصوص وليس مجرد وسيلة أو وسيط، فقد أصبح الوعي بالنص الالكتروني حقيقة واقعة تجعل من النص الجديد بالضرورة نصا تفاعليا، خارج الزمن وأكثر يومية من اليوميات، وهو مع ذلك نص شعبي يتلبس الشاشة، والورق معا، بمعنى أنه نص مزدوج الكتابة والتلقي، وينطلق من رؤى صعبة .



وتحدث المفكر وخبير المعلومات، د . نبيل علي، عن “سلطة الأدب في مواجهة السلطة الحاكمة”، مؤكدًا أن سلطة الثقافة سلطة قوية في مواجهة أي سلطة أخرى بما فيها من قدرة على التجاوز والتمرد، فإذا كانت السلطات تريد بشرا ينصاعون لها، فإن الأدب يحاول خلق شخصية متمردة قائمة على الوعي والتفكير وحرية الإبداع والابتكار، والسلطات الحاكمة دائما تبدأ من نظريات فوقية، بعكس الثقافة التي تبدأ من أسفل الهرم لتصل إلى قمته .



وأضاف د . نبيل علي، أن الشعر على سبيل المثال كان دائما ساحة للنضال بداية من بشار بن برد ومرورا بأحمد فؤاد نجم ومحمود درويش، وغيرهم الذين قدموا نماذج واضحة في النضال بالأدب في مواجهة السلطات الاستبدادية مع اختلاف أنواعها .



وعاب د . نبيل على الجامعات المصرية عدم اهتمامها باللغة الأدبية التي أصبحت هي محور المنظومة المعرفية في العالم، سواء في العلوم الطبيعية أو العلوم الإنسانية، وكذلك العلوم الصورية الممثلة في الرياضيات، لدرجة أن علم الرياضيات التقليدي يتطور الآن بتطور اللغة، وهذا جعل هناك مصطلحا علميا يبرز بصورة واضحة، وهو “فلسفة المعرفة” فعلى حد تعبير هربرت فيد فإن “الفن ضرب من المعرفة”، فالأدب هو أقصر الطرق للوصول إلى المعرفة الحقيقية .



واللغة أكثر قدرة على مواجهة تعقد الواقع، وتقديم الأدب هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة تهميش الثقافة من قبل السلطات الحاكمة، لأن تهميش الثقافة هو أحد الأسباب الرئيسة للفوضى التي تواجهها دول الربيع العربي .

جريدة الخليج