منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   النقد والكتابات الأدبية والسينمائية (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   يُغالِطــونَــكَ إذ ْ يَكْتبُــونَ... (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=19189)

يزيد فاضلي 05-02-2014 01:24 PM

يُغالِطــونَــكَ إذ ْ يَكْتبُــونَ...
 
يُغالِطــونَـــكَ إذ ْ يَكْتبُــونَ*...

توطئة ٌما منها بُـــدٌّ :

هذه الفكرة-أحبتي الكرام-ليستْ وليدة َتخميني الخاص،ولاهي من بنات أفكاري المستجدة،ولكنها-وهذا ما يبدو لي-فكرة ٌ،تستكِنُّ في عقولنا الباطنة عند كثيرين من عشاق لغةِ ( الضاد )،الذين يَعِزُّ عليهم أن يَرَوْا لغتـَنا العربية الجميلة وهي تتعرضُ-في ألسُنِنا وكتاباتِنا-إلى حشدٍ هائلٍ من الأخطاء والأغاليط الشائعة،بحيث صارَ كثيرٌ منها مُسَلـَّماتٍ في واقعنا اللغوي،وصارَ لا سبيلَ إلى تقويمها،لأن الشيُوعَ أصـَّلها في الألسن والأقلام..!!

وواللهِ مازلتُ أذكرُ مَـرَّة أني ًكنتُ في ملتقـًى تربويٍّ عِلميٍّ كبير-بحكم تخصصي اللغوي والبيداغوجي-فسمعتُ أحدَ أولئكَ ( المستنورين ) الجُدُد يبرر لهذه الأخطاءِ اللغوية الكثيرة التي عَمَّتْ وطمَّتْ،ومِنْ أنَّها أصبحتْ واقِعاً مفروضاً علينا،ومن أنه لـَمَّا كانت اللهجاتُ العاميَّة ُهي مظهَرُ ذلكَ الواقع فإنه من العَبثِ أن تضيعَ أوقاتـُنا سُدًى في محاولة استدراك تلك الأخطاء أو ترقيع ما يمكنُ ترقيعُه..وراح الرجلُ-ومن ورائه فلولٌ من أشباهه المثقفين المُسُــوخ-يبحث له عن جذور في تراثنا اللغوي،يستحيـِــي بها تبريراتِه الواهية تلك،فسمعته يقول ؛ ألمْ يقل الجاحظ (( خطأ شائعٌ خيْرٌ من صوابٍ محفوظ ))..؟؟!!

قلتُ له في همسي ؛ قطعَ اللهُ لسانـَكَ مِنْ دابره..!! وبئسَ أخو العشيرةِ أنتَ..!!

مَا لأبي عثمان-رحمه الله-وَ هذا الاستدلال الساقط وبهذا السَّفه العِلمي الممجوج..؟؟!!

وأقسمُ-لو قـُدِّرَ وبُعِثَ بيننا-وسمعَ هذا التخريفَ،لطالبَ بإغلاق فمِ هذا المُخرِّف،ومَلْءِ فيهِ بالتراب..!!

الجاحظ ُقال ما قالَ-هذا إن صحتْ عنه المقولة أصـــلاً-وهوَ يعني أمراً آخرَ لا عِلاقة َله البتة -من قريبٍ أو بعيدٍ- بما أراده أخونا المستنير..!! ولكنْ حينَ نتأملُ أديمَ الرداءة الذي يمتد في أفـُق واقعنا البائس لن نستغربَ أبداً ظهورَ هذه الأعاجيب بيننا..والجنونُ فنونٌ كما يقولون..!!

ـ ارتأيتُ أحبتي الكرام أن تكونَ فكرة تصحيح كثير من أغلاطنا اللغوية الشائعة في هذا الموضوع المتواضع الذي جاءَ متساوقاً مع مبادراتٍ أخرى سبقني إليها الأحبة الرواد قبلاً،ونأمل أن تكونَ شبكة ُالنفع اللغوية فعَّالة ومثمِرة إن شاء الله..

وأذكِّرُ بأنَّ تصحيح الأغلاط اللغوية الشائعة المختلفة ( في النحو والصرف والإعراب والإملاء والتعبير والبلاغة... ) لن يكون حِكْراً على صاحب الفكرة فقط،وإنما سنتعاون جميعاً في ما بيننا في جَمْع ما استطعنا من الأخطاء الشائعة بيننا في اللغة العربية وعَرضها هنا تِبَاعاً دون إذنٍ مني..فمن اهتدى إلى أي خطأ لغويٍّ شائع أو مغمور،فليتفضلْ به إلينا،وليُنبِّهْ عليه،بشرطٍ واحدٍ أن يستحضرَ معه البديلَ الصوابَ،مصحوباً بالتعليل المناسب والقاعدة اللغوية المعتمَدة-قياســيَّـــــة ًكانتْ أو سماعـيَّـــة ًوصلتْ إلينا بالتواتر-إن أمكنَ...

طبعاً-أحبتي-لا أدَّعِي أبداً أن لي قصَبَ السَّبْق في هذه الفكرة،بل كما تعلمون جميعاً ؛ كثيرون هُمُ أولئكَ المخلصون الذين خصصوا أبواباً في منتدياتهم لهذا الأمر،وكثيرون همُ الذين أفردوا صفحاتٍ في صحُفهم ومجلاتهم له،بل وكثيرون هُمُُ الذين ألفوا مؤلفاتٍ خاصة..وإنما الذي يعنينا هنا هو أسرتنا هذه..أسرة ( السلطنة الأدبية التي تجمعنا )...

سنتبَعُ طريقة ًسهلة ًمَيْسورة ًفي تقويم أخطائنا،تعتمدُ أساساً على الوضوح والاختصار..بمعنى ؛ استحضارُ الخطأ الشائع،ثم تقويمه بالصواب،ثم ذِكْرُالتعليل في التصويب إن أمكنَ..دون الإغراق في الشروحات المستفيضة في المتون والحواشي بما قد يجدُ البعضُ فيه عُسراً في استيعابه...واللهُ المُستعان...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* للتنويه : نشرتـُها في موقع آخر بتاريخ : 17/حزيران/2011م

يزيد فاضلي 05-02-2014 01:33 PM

يُغالِطــونَـــكَ إذ ْ يكتبــونَ..( 1 )
 
ـ والآن على بركة الله،نبدأ بعرض الخطأ الأول الشائع بيننا،والذي نراه كثيراً في كتاباتنا،ولطالما نبه إليه كثيرون...

الخـــــــــطأ :

عندَ مخاطبةِ المؤنت،دائماً نرى من يضيفُ-كتابة ً-ياءَ المؤنثة المخاطبة في خطابه ؛ أنِتــي،عليكِــــي،بكــي ، إليكــي،سَـلِمْتـــي،عندكـــي،أسمعُكــــي،أدعوكـــي،،خطوبتكـــي...وهكذا...

الصــــواب :

عندَ مخاطبة المؤنث-كتابة ً-يجبُ حذفُ تلك الياء وُجوباً والاكتفاء بكتابة الكسرة الدالة على التأنيث في آخر الحرف الصحيح،يعني هكذا:أنتِ،عليكِ،بكِ،إليْكِ،سَلِمْتِ،عندكِ،أسمعُكِ،أدعوكِ،هديتكِ،خطوبتكِ...وهكذا..

التعلــــــــيل :

إضافة ُرَسْم الياء عند مخاطبة المؤنث في هذه المواقف شذوذ ٌ لغويٌّ لمْ يقل به الأولون ولا الآخِرون،وإنما ياءُ المخاطبة تأتي ضميراً مبنيًّا على السكون في مواطن أخرى..تأتي في محل رفع فاعل لفعل مبني للمعلوم،ونائب فاعل لفعل مبني للمجهول،في الأفعال الخمسة مثل : تثابريـــن.. تـُحترَمِـيــن،ويتم حذف النون والاكتفاء بها عند نصبه وجزمه،مثل : كَيْ تثابري..لمْ تثابري..وتأتي في محل رفع اسم للفعل الناقص إذا اتصل بها هذا الفعل،مثل : كُونِــي مجتهدة ً..

يزيد فاضلي 05-02-2014 01:43 PM

يُغالِطــونَـــكَ إذ ْ يكتبــونَ...( 2 )
 
الخطـــــأ :

كثيراً ما نقرأ أو نسمع :

ـــ المفاوضات المباشرة والغير المباشرة
ـــ سيموت المسلم والغير المسلم...
ـــ...وهذا الزواج الغيرُ متكافئ هو...


الصواب :

في هذه العبارات وأشباهها خطأ لغويٌّ واضحٌ في وَصْل لفظة ( غيْر ) بـ ( الـ ) التعريف..( الغيْرُ )..والصوابُ أن تتجردَ وجوباً منها لأنها هنا بمعنى النفي،سواءٌ تقوم في معناها مقام ( لاَ ) النافية،أو فعل الماضي الناقص ( ليسَ )..

وعليه،ينبغي القولُ :

ـــ المفاوضات المباشرة وغيْرُ المباشرة
ـــ سيموت المسلمُ وغيْرُ المسلمِ...
ـــ ...وهذا الزواجُ غيْرُ المتكافىءِ...



التعليل :


كثيراً ما يَردُ علينا هذا السؤال : ما الفرق بين لفظتيْ ( غيْر ) و ( الغيْر )..؟؟ وأيُّهما الأصوَبُ في اللغة العربية الفصيحة..؟؟

وكثيراً ما نسمعُ مِنْ أن ( غيْر ) هي الصحيحة والأصوب،وبأنَّ ( الغيْر ) هيَ الخطأ الدخيلُ على اللغة العربية..!!

والحقيقة ُ-أحبتي-أنَّ استعمالَ كلتا اللفظتين صحيحٌ،وكلتاهما واردتان في لغة العرب،وإنما تأتـَّى الخطأ حين تقاطعَ استعمالهُما على نحو غير سليم..

فلفظة ( غير ) في اللغة العربية-كما في معجم قاموس المحيط للفيروز آبادي ومعجم الوسيط الذي اعتمدته المجامع اللغوية-تأتي هكذا نكرة ً ( غيرُ مُعرَّفةٍ بالألف واللام )،ولها معنيان في اللغة العربية لا ثالثَ لهما : النفي والاستثناء..

فهي تأتي بمعنى النفي،كما في قولنا : هذا الرجلُ غيْرُ كذابٍ..أيْ : ليسَ كذاباً...

وهي تأتي بمعنى الاستثناء،كما في قولنا ؛ في الاستثناء الناقص المنفي : لمْ يأتِ غيْرُ عُمَرَ..أيْ : لم يأتِ إلا عُمَرُ...

أما حين تـُعَرَّفُ بـالألف واللام ( الغيْر )،فهي تأتي في سياق الكلام بمعنى ؛ الآخَـــــرون ، أو : الطرَفُ الآخـَـرُ..كما في قولنا :

نجحَ ثلاثة ٌمن الطلبةِ ولمْ ينجحِ الغيْرُ..أي : ولم ينجح الآخـَرونَ..ومثل قولنا : حضرَ الغيْرُ وغابَ الأهلُ...

عبدالله الراسبي 05-02-2014 10:10 PM


اخي العزيز والاستاذ القدير يزيد فاضلي تشكر على هذا الموضوع الجميل والرائع
بل اكثر من رائع وجزاك الله خير الجزاء
على هذا التوضيح والاستفاده
ودمت نورا مشرقا لمنتديات السلطنه الادبيه
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم
وتقبل تحياتي

يزيد فاضلي 05-02-2014 10:37 PM

.../...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الراسبي (المشاركة 220479)

اخي العزيز والاستاذ القدير يزيد فاضلي تشكر على هذا الموضوع الجميل والرائع
بل اكثر من رائع وجزاك الله خير الجزاء
على هذا التوضيح والاستفاده
ودمت نورا مشرقا لمنتديات السلطنه الادبيه
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم
وتقبل تحياتي

شكرَ اللهُ لكَ-أخي الكريم الأستاذ القدير عبد الله الراسبي-على كلمتِكَ النيرة القيمة التشجيعية...

فما نحن في النهاية-أخي-إلا سدنة لخدمةِ في خدمة لغتنا العربية التي هي في النهاية لغة الوحي الأعلى الذي نزلَ بلسانٍ عربيٍّ مبين...

شكراً سيدي الكريم...

والآن أحبتي نواصل رحلتنا إن شاء الله...

يزيد فاضلي 05-02-2014 10:51 PM

يُغالِطــونَـــكَ إذ ْ يكتبــونَ...( 3 )
 
الخطــأ :

نرى كثيراً من الكاتبين يكتبون :

ـــ ...وقد دَعَى إليه بعض الضيوف...
ـــ ...سَعَا الوالدُ إليه...
ـــ ...نجى من الموت المحقق...


وفي هذه العباراتِ وأشباهها خطأ إملائيٌّ جسيمٌ في كتابة الألف آخرَ الأفعال الماضية المعتلة ( دَعَىسَعَانَجَى )،إذ ْلاحظـْـنا التباساً واضحاً عند كثيرين في كتابة الألف في هذه الأفعال وأشباهِها..

الصــواب :

أن نكتبَ الألفَ في آخر هذه الأفعال المعتلة مقصورة ًأو ممدودة ًحسبَ القاعدة القياسية التي سنبينها في التعليل..فالصوابُ أن نكتبَ :

ــ ...وقد دَعَا إليه بعض الضيوف...
ـــ ...سَعَى الوالدُ إليه...
ـــ ...نَجَا من الموت المحقق...


التعلــــــــــيل :

تقولُ القاعدة ُ الإملائية ُ القياسية ُ :

تـُكتبُ الألفُ في آخر الفعل الماضي المعتل ممدودة ً ( وهناكَ من يُطلِقُ عليها الألفَ اللينةَ َأو الطويلة ) مثل : دَعَا - نجاسَمَاعَــلاَدَنـَــا...الخ ، إذا كانتْ في مضارعه وَاوٌ : يدعــوينجــويَسمُــويَعْلـــويَدنـــو ...الخ

وتـُكْتبُ الألفُ في آخر الفعل الماضي المُعْتل مقصورة ً،مثل : رَعَــى سعَـــىرَمَــــىرَوَىبكـَـىشــوَىطَـــوَى ...الخ ، إذا كانتْ في مضارعه ألفٌ مَقصورة ٌأو يَاءٌ : يَرْعَـــى ـــ يَسْعَــىيَرْمِـــييَروييبكِييشوييطوي ..الخ...

ريم الحربي 05-02-2014 11:17 PM

أخي القدير وأستاذي الكريم يزيد فاضلي
بارك الله لنا في علمك وفكرك أيها القدير
موضوع رائع فعلاً لا يقدمه إلا يزيد فاضلي
نحن معك أخي نتابع ونتعلم
بارك الله فيك وفي جهودك


يزيد فاضلي 05-02-2014 11:25 PM

يُغالِطــونَـــكَ إذ ْ يكتبــونَ...( 4 )
 
الخطـــــــأ :

نرى كثيراً من الكتاب-وكثيراً من إعلاميِّينا- يكتبون أو يقولون :

ـــ ...ما يزالُ الموقفُ متوترا في الأراضي المُحتلة
ـــ...لاَ زالَ الأمرُ كما هو عليه...
ـــ...لا يزالُ الموقف متوترا....


وفي هذه العبارات وأشباهها خطأ نحويٌّ واضحٌ نتجَ حين التبَسَ الأمرُ على كثير من حملة الأقلام العربية،فراحوا ينثِرُون الحرفيْن ( ما ، لاَ ) النافيين عشوائيًّا من غيْر الرجوع للقاعدة النحوية القياسية المعتمدة في المسألة...

الصــواب :


الصواب أن نكتبَ أو نقولَ :

ـــ ...لاَ يزالُ الموقفُ متوترا في الأراضي المحتلة
ـــ...ما زال الأمرُ كما هو عليه..
ـــ...لاَ زالَ الفقرُ عنكَ..!!


التعلـــــيل :

أن معنى مادة الفعل الماضي ( زالَ ) في ترادفها الجناسي هو الذي يُحددُ اقترانَ الفعل ووصْلِه بأحدِ حرفيْ النفي ( مَا ، لاَ ) في صورتيْه ؛ الماضي أو المضارع...

فإن كان الفعلُ ( زالَ ) بمعنى استغراقاً لزمن الماضي المنفي..أصبح هنا فعلاً ناقصاً ناسخاً-من أخوات كان-يرفع مبتدأ يُسمَّى اسمهُ وينصب خبراً ويُسمى خبرُه..في هذه الحالة تكونُ ( ما ) النافية قرينة ًللفعل ( زالَ ) في حالته ( الماضي الناقص ) مثل قولنا : ما زالَ الجوُّ صحواً..أما في المضارع فلا يجوز اقترانه بـ( ما ) النافية بل لابد من اقترانه بـ ( لا ) النافية،مثل قوله تعالى : (( ولا يزالون مختلِفِين... )) ،أو اقترانه بـ ( لا ) الناهية،مثل قول الشاعر العربي :

صَاحِ شمِّرْ ولا تزلْ ذاكرَ الموْ ** تِ فنسيَانه ضـَــــلاَلٌ مبينُ..!!

أما إذا كان الفعلُ ( زالَ ) بمعنى الدعاء من زوال الشيء،أيْ أن الفعلَ صارَ كاملاً وليس ناقصاً مثل قولنا ندعو بالفقر على أحدهم : لاَ زالَ الفقر عنكَ..!! ومثل قول ذي الرِّمَّةِ :

ألاَ يا سلمَى يا دارَمَيَّ على البـِلى ** ولا زالَ منهلٌ بجرْعائكِ القِطرُ..!!

فإنه في هذه الحالة لا بد أن يكون الفعلُ فعلاً ماضياً وأن يقترن فقط بـ ( لاَ ) النافية

إذن ؛ فالخلاصة ُ هي :

أنه إذا كان الفعلُ ( زالَ ) فعلاً ناقصاً ناسخاً فيجوز أن يأتي ماضيا ومضارعاً على السواء مقروناً بـ ( ما ) النافية مع الماضي ؛ ما زالَ،أو ( لا ) النافية أو الناهية مع المضارع ( لاَ يزال ( نفي ) – لا تزلْ ( نهْي ) )..

أما إن كان الفعلُ ( زالَ ) فعلاً كاملاً بمعنى الدعاء، فلا يأتي إلا ماضيا مقرونا بـ ( لاَ ) النافية ؛ ( لا زالَ القلقُ عنكَ..!! ( دعاء ) )..

ملاحظة :

ــ الأفعال الكاملة هي كل الأفعال العربية المعتمدة من غير الأفعال الناقصة ( كان وأخواتها ؛ أصبح،أمسى،صار،مافتئ،ليس،ظلَّ،مانفكَّ،بَاتَ... ) و( أفعال المقاربة والشروع ؛ كاد،أوشكَ،شرَعَ،بدأ،طفِقَ ،انبرَى... )،وتأتي الأفعال الكاملة لازمة ً أو متعدية ًأوصحيحة ًأو معتلة ًأو مجردة ًأو مزيدة ًأو مبنية ًللمعلوم أو مبنية ًللمجهول..

يزيد فاضلي 05-02-2014 11:35 PM

.../...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم الحربي (المشاركة 220484)
أخي القدير وأستاذي الكريم يزيد فاضلي
بارك الله لنا في علمك وفكرك أيها القدير
موضوع رائع فعلاً لا يقدمه إلا يزيد فاضلي
نحن معك أخي نتابع ونتعلم
بارك الله فيك وفي جهودك



...ممنونٌ دائماً لكِ-أختي الكريمة ريم-وشكراً لكِ على الكلمةِ الصادقةِ التي سنمضي بإذن الله جميعاً على دربها،نخدِمُ لغتـَنا العربية البهية،ونستذكرُ معاً أسرارَها العلوية من خلال رحلتنا هذه مع الأخطاء الشائعة واستحضار صوابَها الغائبَ،باعتماد الأسلوب السهل الميسور،واتكاءً على ما يعرفه القاصي والداني ممن يدرسون لغة الضاد من التحضيري والابتدائي الأول...إلى ما يعرفه الراسخون والمختصون في دراساتِ اللغةِ العربية العليا وضروب لسانياتها المختلفة من مُسَلماتِ وبَدَهياتِ قواعدها القياسية وفي ما تواترَ سماعيًًّا...

شكراً أختي...

ونواصلُ رحلتنا دون إبطاءٍ إن شاء الله....

ناجى جوهر 05-02-2014 11:50 PM





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير ما يجزي به عباده الصالحين
استاذ / يزيد فاضلي
على طرح هذا الموضوع القيّم
إنّ اعظم خطاء لفظي الاحظه هو تلاوة البسملة بشكل خاطئ
على هذا النحو
بَسم اللَهَ الرحمنَ الرحيم
بفتح الباء واللامين والهاء والنون

وقد تمكنت بحمد الله بعد البحث من الخروج بالآتي:

أولا:إعراب بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرحيمِ
بسم:
-----
الباء: حرف جر، اسم: اسم مجرور بحرف الجر (الباء)
وعلامة جره الكسرة في آخره
ولم تنوِّنه لأنه مضاف.
فإن قيل لك: لِمَ لمْ تنوِّنِ المضاف؟
فقُلْ: لأن الإضافة زائدة والتنوين زائد، ولا يُجمعُ بين زائدين.
فإن قيل: لِمَ أُسقطت الألف من بسم والأصل باسم؟
فقلْ: لأنها كثرت على ألسنة العرب عندالأكل والشرب والقيام والقعود
فحذفت الألف اختصاراً من الخط لأنها ألف وصل ساقطة في اللفظ.
أما إن ذكرت اسماً من أسماء الله عز وجل وقد أضفت إليه الاسم لم تحذف الألف
وذلك لقلة الاستعمال
نحو قولك باسم الرَّب، وباسم العزيز،
ومثاله قول الله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِيْ خَلَقَ)
وإن أتيت بحرف سوى الباء أثبتَّ أيضاً الألف، نحو قولك لاسم الله حلاوة في القلوب.
وإن سأل سائل فقال: لِمَ كُسِرَتِ الباءُ في بِسم الله؟
فالجواب في ذلك أنهم لما وجدوا الباءَ حرفاً واحداً وعملُها الجرُّ ألزموها حركة عملها.
أما الجار والمجرور (بسم) فمتعلقة بفعل محذوف متأخر مناسب للمقام
فإذا قدّمتها بين يدي الأكل يكون التقدير: بسم الله آكل
وبين يدي القراءة يكون التقدير: بسم الله أقرأ.
فقدَّرنا المحذوف -الذي تعلق به الجار والمجرور- فعلاً
لأن الأصل في العمل الأفعال لا الأسماء، ولهذا كانت الأفعال تعمل بلا شرط
والأسماء لا تعمل إلا بشرط، لأن العمل أصل في الأفعال، فرعٌ في الأسماء.
ونقدِّره متأخراً لفائدتين:
الأولى: الحصر؛ لأن تقديم المعمول -وهو هنا الجار والمجرور
- يفيد الحصر، فيكون: بسم الله أقرأ، بمنزلة: لا أقرأ إلا باسم الله.
الثانية: تيمناً بالبداءة باسم الله سبحانه وتعالى.
ونقدِّره خاصاً لأن الخاص أدلُّ على المقصود من العام
إذ من الممكن أن أقول: التَّقدير: بسم الله أبتدئ
لكن (بسم الله أبتدئ) لا تدل على تعيين المقصود
لكن (بسم الله أقرأ) خاص، والخاص أدلُّ على المعنى من العام
----
الله:
----
علم على نفس الله عز وجل، مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
----------------
الرحمن الرحيم:
----------------
نعتان لـ (الله) مجروران وعلامة جرِّهما الكسرة الظاهرة على آخرهما.
من كتاب "العقيدة الواسطية" للشيخ محمد صالح العثيمين.
وكتاب "إعراب ثلاثين سورة من القرءان الكريم" لابن خالويه

ثانيا: تجويد البسملة:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ

بِسْم : حرف الباء مكسور ومنا من يخطئ ويميله إلى الفتح
أى يشرب الكسرة بالفتحة
وكذلك حرف الميم - حرف السين ساكن به صفير
وهمس ورخاوة أى يجرى معه النفس والصوت
منا من يخطئ ويقلقله
اللهِ : همزة الوصل تسقط عند الوصل
لام : لفظ الجلال ترقق لأنها سبقت بكسر أى كسرة
ألف : لفظ الجلال الله يمد طبيعيا بمقدار حركتين فقط عند الوصل
ومنا من يبالغ فى مده إلى 4 أو 6 حركات وصلا وهذا خطأ شائع
ويخطئ أيضا الوقوف على لام لفظ الجلال حتى تصير كالمد
ومن الخطأ زيادة زمن كسرة هاء لفظ الجلال حتى تصير ياءا مدية هكذا : اللهى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ : عند وصل الله ب الرحمن تسقط همزة الوصل
ولام الرحمن شمسية مدغمة لا تنطق مدغمة أى تحولت إلى راء ساكنة
وأدغمت فى الراء المتحركة بعدها فصارت راءا مشددة
الراء: مفخمة لأنها مفتوحة لا ترقق ولا تكرر حتى يتولد منها راءات كثيرة
هكذا : الررررررحمن بل راء واحدة ولا تبتر أيضا بنقص صفة التوسط فيها
الحاء : بها همس ورخاوة ... مرققة لا تفخم بسبب مجاورتها للراء المفخمة
ولا تقلقل ..... ولا تنطق هاءا أو خاءا هكذا : خطأ الرهمن أو الرخمن
الميم : مرققة لا تفخم بسبب مجاورتها للراء المفخمة
تمد بمقدار حركتين فقط وصلا ويخطئ من يزيد فى مدها.
ويخطئ من يفخم الألف لأنه تابع لما قبله أى الميم المرققة
النون : مرققه ... مكسورة ويخطئ من يميلها إلى الضمة وهذا خطأ شائع
الرحيم : همزة الوصل تسقط عند الوصل
الراء : مفتوحة ولا يزاد فى الفتحة حتى تصير ألف مد
هكذا خطأ : الراحيم
الميم : مكسور وصلا تسكن عند الوقف عليها
لا تغن ولا تقلقل ويسمى السكون العارض
الياء الساكنة : تمد طبيعيا عند الوصل بمقدار حركتين فقط
أما عند الوقف تمد الياء 2 أو 4 أو 6 حركات
ويسمى بالمد العارض للسكون ولكن نلتزم بمساواة المدود
تنبيه : يجب ألا نستعمل الخيشوم أثناء المد أى الغنة

وعليه فإنّ التلاوة الصحيحة والشائعة
على رواية حفص هي:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ


http://youtu.be/GEqKR7_ST4U

والله اعلم



يزيد فاضلي 05-02-2014 11:57 PM

يُغالِطــونَـــكَ إذ ْ يكتبــونَ...( 5 )
 
الخــطـــــأ :

نسمعُ كثيراً من الناس-في حواراتهم- ونراهم يكتبون مجيبين بـ ( نـَعَمْ ) على استفهامٍ منفيٍّ :

ـــ ألسنا مسلميـــن...؟؟ فيكون الجوابُ قصدَ الإثبات : نعَـــمْ ...
ـــ ألــمْ تذهبِ اليوم لعملكَ...؟؟ فيكون الجوابُ قصدَ الإثباتِ : نعَــمْ ....


الحقيقة أن في هذا الجوابِ بــ ( نـَعَمْ ) قصدَ الإثباتِ والتأكيدِ ، خطأ معنويٌّ جسيمٌ في اللغة العربية الفصيحة ، يجب التنبه إليه ، والتحَرُّز منه...!!!

الصـــــواب :

الصوابُ أننا إذا أردنا إثباتَ النفيِّ الذي وردَ في الاستفهام ، فإن صيغة الجواب تقتضي أن نقول : ( بَـــلـــى ) ، لا أن نقولَ : ( نـَعَـــمْ )...

ـــ ألسنا مسلمين...؟؟ فيكون الجواب : بَـــلــى ( أي ؛ نحن نؤكدُ أننا مسلمين )
ـــ ألــمْ تذهبْ إلى عملكَ...؟؟ فيكون الجوابُ : بلــــى ( أي ؛ أؤكدُ أنني ذهبتُ لعملي )....


التعلــــيل اللغوي :


من الخطأ الجسيم في اللغة العربية الردُّ على الاستفهام المنفي بــ ( نعَمْ ) قصْــدَ الإثبات ، والصوابُ أن يَتِمَّ الجوابُ بــ ( بلـــى ) ، لأن ( بلــى ) حرفٌ تجيبُ به العربُ ردَّا على الاستفهام المنفي،لتفنيده وإبطاله بالإثباتِ والتوكيد،سواءٌ كان معنى النقيض يتضمنه استفهامٌ أو يتضمنه سِيَاقٌ آخرُ غيْرَ الاستفهام ، والدليلُ على ذلكَ قوله تعالى في آياتٍ كثيرةٍ،منها ماوردَ في الآية السابعة من سورة التغابن : (( زَعَمَ الذين كفروا أنْ لنْ يُبعَثوا قل بلى وربي لتـُبْعَـثـُنَّ )) وما وردَ في الآيتين الثامنة والتاسعة من سورة الملك : (( ألمْ يأتكمْ نذيرٌ قالوا بلى قد جاءَنا نذيرٌ... )) وفي الآية الثانيةِ والسبعين بعد المائة من سورة الأعراف : (( ألستُ بربكم قالوا بلى شهِدنا... ))...حبْرُ الأمة وتـُرْجُمانُ القرآن عبد الله بنُ عباس رضيَ الله عنه يُعلق على الآية في تفسيره،فيقول : لو قيل هنا : نعمْ ، لكانَ كفراً..!!!

ومثلُ ذلكَ أيضاً في قصة نبي الله وخليلِه إبراهيم عليه السلام،حين طلبَ من الله تعالى أن يُريَهُ كيف يُحيي المـــوْتى،فكانَ أنْ سأله المولى عز وجل كما ورَد في الآية : (( قال أوَلمْ تؤمـــنْ قال بلــى ولكن ليطمئن قلبي ))..هنا لو أجابَ إبراهيمُ بــ ( نعَــمْ ) لكان المقصودُ ؛ نــعَـــمْ ، أنا لم أؤمِـــنْ..!!!

إذن ؛ فالجواب بــ ( بلى ) بعد الاستفهام المنفي،يعني تفنيدَ النفي بالاثبات،أما الجوابُ بعد الاستفهام المنفي بــ ( نعَــمْيعني تأكيد النفي ونفي الإثبات....

يزيد فاضلي 06-02-2014 12:10 AM

.../...
 
...جزاكَ اللهُ خيراً-أخي الكريم الحبيب ناجي-على اللفتة التصويبية الخاصة بنطق ( البسملة ) نطقاً فصيحاً سليماً..

ولعلنا حين نلتفتُ إلى إعرابها الراسخ-كما استقيْتهُ من مضانه-وكما هو ديْدنُ النحاةِ في شروحاتِ المتون اللغوية القديمة ( كالشروحات المستفيضة المعروفةِ عن ( الآجرومية ) لابن آجروم مثلاً )..وكشرح العلامة الكفراوي..فإننا عندما نلتفتُ-بحسنا اللغوي الإعرابي-إلى تغيير أحوال أواخر الكَلِم وموقعه مما قبله بالنسبة لِمَا بعدَه،فقطعاً ستهتدي ألسُننا إلى الصواب،فتتوقى براثنَ اللحن ورطانةِ العُجمة...

جزاكَ الله خيراً عما أفدتنا به..وننتظرُ منكَ-أخي-ومن بقيةِ إخواننا الإدلاءَ بدلائهم العامرة في هذا الموضوع النافع المفيد إن شاء الله...

...ونواصلُ رحلتنا إن شاء الله...

عامرالناعبي 06-02-2014 05:04 PM

أستاذي القدير يزيد فاضلي
شكراً جزيلاً على هذه اللفتة الكريمة
التي أبديتها لنا وللقراء الكرام حول التعريف
بالأخطاء التي ترد في كتابات المقالات او المداخلات
كما انه في الآونة الأخيرة بدأت هذه الأخطاء الإملائية تطال
الشعرالشعبي بجميع انواعه مما يؤدي ذلك إندثار لغتنا العربية
ومن الأمثلة التي بدأت تستخدم هو إستبدال حرف الجر ( في ) بـ ( فا )
تماشياً مع إستخدام حرف ( ب ) عندما يضاف اليها كلمة تكون بدايتها ( ال )
وهذا هو مثال على ذلك ( أنا لازلت في البيت ، الآن تكتب هكذا ( أنا لازلت فالبيت)
تماشياً مع هذا المثال ( انا لازلت بالبيت ) ولقد قرأت مثل هذه الأمثلة الكثير في بعض القصائد
لذا نرجوا منك يا أستاذنا الفاضل توضيح كل ماسبق ذكره في هذه المداخلة لكي تفيدنا وتفيد كل القراء

فهد مبارك 07-02-2014 04:26 PM



مرحبا أستاذ يزيد ..

دائما ما تطرحه يشدنا بكل حنو نحو تلك الرائعات اللتي يقطرن بهجة وتفاخرا بلغتنا العربية ..
وكما أطلق عليها لغة ( الضاد ) ..
لي مداخلة بسيطة فقط ؛ وهي حول نطق حرف ( الضاد) فقد اختلف حوله بعض علماء فقه اللغة حتى في النطق ، والبعض منهم وبناء على توطئة تاريخية لنشأة اللغة (( الفصحى )) فإنهم ارتأوا أن نطقها غير معروف بالتأكيد رغم تداول النطق الحالي .. اتمنى أن نجد مزيدا من النقاش والحوار حول هذه القضية المهمة ..

قبل 7 سنوات من الآن اطلعت على كتاب عنوانه : ( حركة التصحيح اللغوي - في العصر الحديث / 1850-1978م) ، تأليف الدكتور محمد ضاري حمّادي . هذا الكتاب جاء في آخره وكما اتذكر في باب مقترحات في سلامة العربية ... جاء وبتوضيح يعلل سبب جفاف المادة النحوية التي تصطبغ بها سببها دراسة الأشكال والقوالب ، بعيدا كل البعد من الدلالات التي تحملها ، وبالتالي من دواعي الحاجة هي نقل ( علم المعاني ) البلاغي إلة ((حظيرة النحو)) .. وهذا ما أكده عبد القاهر الجرجاني في ( دلائل الإعجاز) ، حيث وسم فصل النحو عن علم المعاني كفصل الجسد عن الروح .
ولهذا نجد ان طلاب الدراسات اللغوية ، وحتى طلابنا في المدارس ينفرون وبشكل سافر عن دراسة النحو بحكم جفافها ونظرتهم بأنها مادة جافة ، معقدة لا تمنحهم تلك الروح التي سوف تكون حاضرة عند تلاقحها مع جزئها الاخر ألا وهو ( علم المعاني ) البلاغي ..

اتمنى أن ننظر لهذا الموضوع بعين ثاقبة تتكئ على هذا الدمج والذي تم فصله حين أردنا دراسة اللغة الفصحى بتراكيبها النحوية بعيدا عن علم المعاني ..

لك التحية معطرة سيدي الفاضل

يزيد فاضلي 01-05-2014 08:22 PM

.../...
 
...أخي الكريم الحبيب عامر الناعبي...

..أعتذر ابتداءً عن هذه الغيْبة التي أطالتْ بي واجبَ الرد على هذا الإشكال الذي طالما طُرِحَ-وما يزالُ يُطرَحُ-بين الفيْنة والأخرى في ما يَخص ( التقاطع العَرَضي )-إن لم نقل تداخُلاً-في الحرف العرَبي بين ( الفصيح ) و ( العامي )..واللغويون-على اختلاف مشاربهم ورؤاهم-تناولوهُ،فكانوا بين مؤيدٍ ومعارضٍ،وبين مَنْ يرى إمكانية التوافق لا التعارض مع الحفاظ على الحد الأدنى الذي لا يُبيحُ المساسَ بـ ( القياس ) القاعدي في اللغة....

بإذن الله تعالى لنا عَوْدٌ على بَدْءٍ وسيكونُ لنا حديثٌ لاحقٌ في الموضوع...

تكرمْ أخي...

يزيد فاضلي 19-09-2014 08:56 PM

.../...
 
...ومرحباً بكَ دائماً أخي الكريم الأستاذ فهد المبارك...

...وأعتذر بادئ ذي بدءٍ عن هنةِ الإطالة في الرد ومشاركتِكَ التحليقَ في أجواءِ ( الضاد )..وأنسام الضاد...وأعباق الضاد التليدة...وما تلكأتْ بي-عن مُسْهَب الكتابة-إلا الظروفُ القاهرة عَلِمَ الله...

...بإذن الله -أخي فهد -قريباً معكَ..ومع الأحبة الذين يودون إرخاءَ حبْل دلائهم في الموضوع...سأكون حاضراً بما فتحَ الله به على عقلي وفكري ووجداني ورصيدي المتواضع...

...مبارَكٌ أنتَ دائماً يا مبارك...

يزيد فاضلي 19-09-2014 09:03 PM

.../...
 
...نسيجُ اللغة العربية الفصحى في مبناها ومعناها-أخي الكريم الأستاذ عامر الناعبي-مُحْكَمٌ،وهو في بنيةِ حرفهِ الفصيح مظهرٌ من النطق والرسم-قياساً وسَمَاعاً-لا يشبهه حرفٌ آخرُ من حروف اللغاتِ الأخرى السامية التي تميزتْ بالاستقلال ومجانبة التهجين اللغوي...

...وصحيحٌ أن ( العامية العربية )-وهي في عمومها لهجة لا لغة-لها من خصائصها المنفلتة من قياساتِ القواعد ما يجعلها واقعاً لسانيا ؛ له حضورُه الغائر من خلال لغة التخاطب اليومي في مجتمعاتنا العربية المتباينة في أعرافها وتقاليدها وموروثاتها الشعبية إلا أن ذلكَ الحضورَ الغائر والقوي لا ينبغي أن يتحولَ إلى ذريعةٍ ممجوجةٍ،نعبث من خلالها بمسلماتِ القواعد القياسية للحرف العربي الفصيح ومباني الكلمات ومعرباتها التي تُنسَجُ منه في الاسم والفعل حيثُ تتكونُ الجملة البسيطة والجملة المركبة...

...أذكرُ ونحن ندرس في لسانياتِ اللغةِ حول ( آلياتِ أثر التوليدية في انبثاق مفهوم التواصل اللغوي ) أن موضوعَ اللحن والخطأ والعُجمة والرطانة في النطق اللغوي إنما يتصلُ بأمرين أساسين :

أحدهما يتعلق بتمرحل التطور اللغوي ذاتِه...

والآخر يتعلق بآثار الاختلاط اللغوي والتلاقح-المتوازن أو المُختل-الذي حدث بين اللسان العربي المبين وغيره من الألسن الأخرى...

..فالخطأ قد يقع في تركيب الكلام من جهة عدم الانسجام بين كلمات التعبير،أو من جهةِ الخطأ في الإعراب والبناء..

ولا يَخفى على المشتغِلين بالدراساتِ اللغوية أن اللحنَ قد ظهرَ في عصر مبكِّرٍ بعد الفتوحات الإسلامية الأولى نتيجة اختلاط اللسان العربي بغيره من ألسن مَوالي أبناءِ الأمم الأخرى التي اعتنقتِ الإسلامَ-من رومٍ وفرسٍ وديْلمٍ وتركٍ-فوقعَ ما يُشبهُ التمييعَ في منطق الكلام العربي الفصيح،وشاعَ اللحنُ المسكوتُ عنه في ألسنةِ العَوَامِّ أولاً،ثم راحَ يستشري ويتسِعُ على نطُقٍ واسعة...

وكان من أثر ذلك الختلاط والخطأ في لغة اللسان أنْ نشأ التخاطبُ بلغةٍ هجينةٍ لا تتقيدُ بالفصحى كما كانت في عصورها الزهرية الأولى حتى شاعت هذه ( البدعة اللغوية ) وأسهمَتْ في تأصيلها مقوماتٌ وعناصرُ وبواعثُ عدة ذكرَها اللغويون والنقَدَةُ الأسلافُ والأخلافُ في مخطوطاتهم ومصنفاتهم ومؤلفاتهم الكثيرة..وعلى إثر ذلكَ غدَا ذلك التهجينُ – في أوساط الرأي العام - لوناً من الاستمراء اللغوي العادي الذي يَلغي حواجز القواعد والقياس بين العامية والفصحى..

..ومن المؤلفات القيمة التي نبهتْ إلى هذه المعضِلة اللغوية الشائكة نذكر :

كتاب ( لحن العامة ) للإمام الكِسائي رحمه الله..وكتاب ( إصلاح المنطق ) و كذا كتاب ( كتاب الحروف التي يُتكلمُ بها في غير موضعِها ) للعلاَّمة ابن السِّكِّيت رحمه الله.. وكتاب ( أدب الكاتب ) للعلامة ابن قتيبة رحمه الله،وهو أشهرُ عند اللغويين والنحاة من نار على عَلم..وكتاب ( درة الغوَّاص في أوهام الخوَاصّ ) للعلاَّمة الحريري رحمه الله..وكتاب ( الفصيح ) للعلاَّمة أبي العباس ثعلب النحوي رحمه الله..ومن كتب المعاصرين القيمة الكثيرة نذكر للتمثيل لا الحصر :

موسوعة ( معجم الخطأ والصواب ) للأستاذ الدكتور إميل بديع يعقوب..وكتاب ( معجم الأخطاء الشائعة ) للأستاذ اللغوي الراسخ محمد العدناني..وكتاب ( قلْ ولا تقلْ ) للأستاذ محمد إبراهيم سليم...وغيرها كثير...

...ولنأخذ مثلاً الخطأ اللغويَّ النموذجيَّ الذي تفضلتَ بعرضه أخي الكريم عامر ؛ وهو وصْلُ حرف الجر ( في ) بمجروره وصلاً مُزريًّا،يَخِلُّ بأدنى بَدَهياتِ القواعدِ النحويةِ- الإعرابية والإملائية – المعروفة في كتابة رسم هذا الحرف مع اسمِه المجرور...( أنا لازلت فالبيتْ )...

ربما كان المبرر اللغوي الوحيد هو أن سياق الجملة جاءَ عاميَّا،خاضعاً لاعتباراتٍ وقواعدَ أخرى يعرفها الراسخون في ( الشعر الشعبي ) وهي القواعد التي أعترفُ أني أجهلها ولا أملكُ أسرارَها،إلا أنني – بحكم تخصصي اللغوي والأدبي – لا أجدُ أبداً أية ذريعةٍ لغويةٍ في فصحَانَا تجيز لناطقي لغة الضادِ أن يَلووا عُنقَ القاعدة بهذا التشويه الفظيع...

...ولعلَّنا جميعاً- وقد درسنا في مراحل دراساتنا النحوَ والصرفَ – أن كل أنواع قواعد ( الإعلال بالقلب والحذف والتسكين والهمزة وكذا الإبدال والوصل والفصل ) لا علاقة لها البتة بهذا التصرف المشين في شبه الجملة إن كنا قصدنا بها العربي الفصيح...

...وفي الأخير- أخي عامر – أعتذر عن الإبطاء في الرد على طرح انشغالك اللغوي،وإنما فقط أردتُ أن أجدَ وقتاً للإسهاب والإفاضة..فأرجو قبول اعتذاري،وقد تأوَّلتُ وعذريَ التأوُّلُ...

خليل عفيفي 19-09-2014 09:47 PM

أدام الله عزك أيها القدير
أخي المبدع : يزيد فاضلي
معجم الألفاظ ، ومرادفات المعاني لا تكون في كتاب وحسب
لكنها تكون في عقول المبدعين والقديرين أمثالك
لك العز
لك الشموخ
لك التقدير أخي العزيز يزيد

عامرالناعبي 17-10-2014 08:52 PM

اخي واستاذي القدير يزيد فاضلي
شكراً شكراًجزيلاً لك من اعماق قلبي
على ماتفضلت به بل وأسهبت في توضيحه
لنا عما تعانيه لغتنا العربية الحبيبة من ادخال البدع
كما ان خلط مصطلحات محلية عليها اصبح ليس مقصوراً
على النطق فحسب ، انما امتد ذلك الى الكتابة ايضاً نثراً وشعراً.
اعاننا الله على التثبّت بلغتناالعربية الحبيبة والمحافظة عليها بإذن الله
تقبل مني مروري وإعجابي واجمل واطيب تحياتي العطرة يا اخي الكريم

غدير طه 06-12-2014 05:38 PM

جزاكم الله الجنة
جدا مفيد وجميل هذا الطرح
إذ يقوّم الأخطاء الشائعة التي غزت اللغة العربية
في وقت تنامى فيه تأثير التصفح السريع والقراءة غير المُتأنية
وعدم التدقيق أو الإهتمام بصحة اللغة
بارك الله ممشاكم أستاذ يزيد
تقديري


الساعة الآن 07:43 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية