منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   المرأة الجبلية (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=22898)

زهرة السوسن 21-03-2017 11:41 PM

المرأة الجبلية
 


من أغرب ما يحدث لي في حياتي، وجود شخوص ترقب خطواتي أينما توجهت، من ذكور وإناث، هذا غير الكلاب والقطط ليل نهار، وخاصة في الأماكن التي أكثر التردد عليها أنا وأبنائي، وأكثر هذه الشخوص اتباعا لنا امرأة مجهولة، تحسن التشكل كيف ما تشاء، فتارة تظهر في صورة عجوز، وتارة متوسطة العمر، وشابة تارة أخرى.
لقد كنت أراها بدء بدء في نومي، وعند الحمل خاصة، لتخبرني أن هذا الجنين ساقط لا محالة، فسقط بإذن الله تعالى ثمانية، والتاسع توفي بعد الولادة، وأكرمني الله باربعة كلهم يعانون مثلي، والله المستعان على كل حال. فكنت أتساءل دائما، كيف يعرف هؤلاء متى نخرج، وأين نريد؟
قرأت الكثير عن عالم الجن، وأصنافهم، وعن السحر، وآثاره، وأنواعه، وطرق العلاج منه، وزرت الكثير من المعالجين بالقرآن، مع العلاج الذاتي، وفي كل مرحلة كنا نعود إلى النقطة التي بدأنا منها، أكتب إليكم الآن وأنا أمام شاطئ البحر، والغيم يلف الآفاق، والبحر هائج، والرياح مزمجرة، ولا أثر هنا إلا لسيارة بيضاء لرجل قدم مع زوجته ليشهد هذا المنظر البهيج، وها هو الكلب الأسود يتوجه نحوي ليخبرني بأنهم هنا، جاءوا مرافقين لي، أعوذ بالله السميع العلي العظيم من الشيطان الرجيم، (ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا)، (وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب)، (والله من ورائهم محيط)، بدأ يعلن الهزيمة، مهرولا بعيدا عني، أعود بكم الآن إلى موضوع المرأة، فبعدما بدأت المواجهة بيني وبينها مباشرة، صارت تتقصدني ببعض المواقف؛ لذلك يسرني أن أتشارك معكم قصة هذه المرأة معي؛ وذلك من خلال مجموعة من القصص الواقعية، سوف أوافيكم بها تباعا، ولنبدأ مع المرأة الجبلية:

ذات يوم كنت أمر أمام المحلات التجارية بسيارتي، فاستوقفتني امرأة كبيرة في السن، يبدو أنها قد اشترت بعض متطلبات المنزل، كانت قد وضعتها على الأرض بالقرب منها، فأشفقت عليها، وسمحت لها بالركوب، فركبت، وسألتها عن وجهتها، فأشارت في هذا الاتجاه، فانطلقنا، وكانت تلوذ بالصمت، وتشير إلى الأمام، حتى إذا بدأنا نبتعد عن العمران، ونقترب من القرى الجبلية، سألتها ما اسم المكان الذي تقيمين فيه؟ فقالت سوف أريك إياه عندما نصل، فبدأ الخوف يدب في أعماقي ، فاستعنت بما أحفظ من الآيات، والرقى، وما زلت على ذلك، حتى بدأت أشعر بالأمان نوعا ما، وكان كل ما يشغل فكري، متى نصل؟ وكيف سأتخلص من هذه المرأة؟ هل لي عودة من هذه الرحلة؟
وبين الجبال أشارت هنا هنا، أنزليني هنا، وكأنها كانت تتعجل شيئا ما، وقفت بها هناك، وأنا أجيل الطرف، يمنة ويسرة، وما من أثر للمنازل هناك، فنزلت مسرعة، ووقفت على قارعة الطريق الذي كان ممهدا، وممتدا إلى الداخل، تركتها وعدت أدراجي وأنا انعم النظر في المرآة الخلفية؛ لأنظر أين ستتجه، ولكنني كلما ابتعدت، رأيتها مازالت محلك سر، حتى غابت عن الأنظار، فما شعرت إلا وأنا في البيت، وكأني كنت مسلوبة الإدراك، فحمدت الله تعالى على السلامة وآليت على نفسي ألا تركب معي ثانية.
إلى اللقاء مع قصة أخرى.

أم عمر21-3-2017م

سالم سعيد المحيجري 22-03-2017 01:50 PM

الشاعرة زهرة السوسن


نحييك على هذا الإبداع
قرأتها مرارا وتكرارا
لأنها درس الحياة

قصة لها الحكم والمواعظ المفيدة
لنا

دائما متميزة
حماك الله
ووفقك لكل دخير.

زهرة السوسن 24-03-2017 12:45 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخي سالم المحيجري، لطلتكم المباركة بريق تسمو به الكلمة، وتنتعش به الهمة، تحياتي.


الساعة الآن 08:16 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية