منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   النقد والكتابات الأدبية والسينمائية (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   العقوق (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=22486)

زهرة السوسن 27-07-2016 09:58 PM

العقوق
 
أيها الإخوة الأعزة، يتخذ عقوق الوالدين، أبعادا شتى قد نغفل عنها في بعض الأحيان، وأحد هذه الأبعاد، أن تسمي والدك وأمك باسميهما، قاصدا التحقير من شأنهما، وقد نهينا عن ذلك، كما نهينا عن عدم تقدمهما إذا سرنا معا، وألا ننام وهما جالسان، وألا نقول لهما أف ، إذا بلغا الكبر، وللأسف الشديد نجد ذلك في مجتمعاتنا، ما ثلا؛ مما يدمي الفؤاد، ويؤرق المشاعر.
وهناك أمر بات متداولا بين فئة كبيرة من الناس، ألا وهو أن ينعت والده بالشايب بدل أبي أو والدي، وأن ينعت الأم بالعجوز بدل أمي ووالدتي، وكذلك الحال لو سألك عن أبيك وأمك، قائلا: كيف حال الشايب والعجوز؟ وأرى أن في ذلك فظاظة ما بعدها فظاظة، فقد نسينا الفضل والإحسان المتقدم منهما، وأن أول وأجمل كلمتين في حياتنا هي أمي وأبي، فهما مصدر الحب والعطف والحنان،.
فإن رحمت فأنت أم أو أب
.................هذان في الدنيا هما الرحماءُ
وأتذكر هنا قصة رجل، نفض إزاره، فطار الغبار في وجه أمه، غير عامد إلى ذلك، فندم، وكفر بصيام عام كامل، فما أجمل أن تستيقظ في أعماقنا عاطفة الحب والاحترام لوالدينا، ولا ننسى قصة عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، عندما كان يخشى أن يأكل مع أمه في إناء واحد، خشية أن تسبق يده، يد أمه إلى لقمة، قد اشتهتها نفسها، فما أعظم البر، فأين هؤلاء من أولئك، وشتان بينهما، واسمحوا لي أعزائي أن أنقل لكم هذه المواقف من واقع الحياة، وغيرها كثير، فهذا شاب، كانت أمه تُحْتَضر في المستشفى، وعندما خرج كان يتمتم قائلا: شغلتنا العجوز، في الوقت الذي كانت هي تلح على من حولها، أن يبقى ولدها بجانبها؛ حتى تملأ عينها منه.
وآخر خرج والده من البيت، وعندما عاد وجد الابن غير قفل الباب، فأخذ يرن الجرس، ففتح الابن فتحة في أعلى الباب، محكمة الغلق بشباك حديدي، وقال لوالده: ماذا تريد؟ لقد استغنينا عن وجودك معنا، ابحث لك عن مكان آخر، فرد الأب أعطوني مالي الموجود بحوزتكم، فرد الابن بكل وقاحة، اعتبره أجرة مكوثك معنا في السنوات الماضية، فيا له من عقوق، أضاع الحقوق.

وأسوق إليكم، أعزائي هنا هذه القصة، لأخذ العبرة
أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا
...................بنقوده كيما ينال به الوطر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى
.............ولك الدراهم والجواهر والدرر
فمضى وأغرز خنجرا في صدرها
...........والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فرط سرعته هوى
............ فتدحرج القلب المعفر إذ عثر
ناداه قلب الأم وهو معفر
...... ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فكأن هذا الصوت رغم حنوه
.........غضب السماء به على الولد انهمر
فارتد نحو القلب يغسله بما
........ أجرت دموع العين من سيل العبر
ويقول يا قلب انتقم مني ولا
............... تغفر فان جريمتي لا تغتفر
فاستل خنجره ليقتل نفسه
...............طعنا فيبقى عبرة لمن اعتبر
ناداه قلب الأم كفُّ يدًا ولا
............تطعن فؤادي مرتين على الأثر


وفي الختام لابد لنا من إدراك، أننا كما ندين ندان، وأن عقوق الوالدين مما يعجل الله تبارك وتعالى بعقوبته في الدنيا، قبل الآخرة، فهلا فزعنا، وخشينا عقاب الله تعالى، الذي لا محالة واقع، وعدنا إلى من هم أولى ببرنا وإحساننا، وتقربنا إلى الله بذلك.




ناجى جوهر 28-07-2016 12:23 AM




يا إلهي ما أروعها من أبيات!
انستني كل ما قرأت أعلاه
ويا للعجب أن تظهر على الساحة العمانية هذه المشاهد
إذا فعلى الدنيا السلام، إذ الرقي والتحضّر وحسن الخلق
وطيب المعاملة وحسن الجوار والجود والرفق والعدل
هي سمات فطرية في الإنسان العماني ابا عن جد
ما أشد وطأة المؤثرات الخارجية!
لقد عصفت بكل القيم والأخلاق والفضائل
ولكن مهما كان سوء الإنسان فإن الوالدين مقدّسان
في كل شريعة وديانة ومجتمع إنساني ولا يجروء
على النيل من مكانتهما وحقّهما في التبجيل والإحترام
والتتقدير وقبل هذا وذاك المحبّة والرحمة ليس يستطيع
إنتهاكها إلا آبق عن كل خير والعياذ بالله
وكان العهد أن يسمّي المرء على والديه تيمنا وتبرّكا
وتشريفا للمولود وردا للجميل وفخرا بالوالدين
سبحان مغيّر الأحوال
قصص مؤلمة تلك التي أوردت أستاذة أم عمر
جعل الله لك بكل حرف حسنة مضاعفة أضعافاف كثيرة
ونعوذ بالله من العقوق ونكران الجميل
وتقبّلي الأستاذة الشاعرة القاصة عائشة الفزارية
أجمل تحيّاتي




زهرة السوسن 28-07-2016 11:06 PM

مساك الله بكل خير، أستاذنا القدير، أسعدتنا طلتك الغالية، وأنعشت الحرف، وزادته قوة ومتانة وثراء، فتقبل جليل شكري، وعظيم امتناني.

سالم سعيد المحيجري 28-07-2016 11:55 PM

الأخت الغالية

الشاعرة /عائشة الفزارية

لمواضيعك رونقا خاصا حفظك الله
ووفقك

العقوق
نسأل الله أن يرحمنا ويرحمكم جميها

شكرا لك من القلب على الطرح الجميل.

زهرة السوسن 29-07-2016 11:36 AM

شرفتني بمرورك الجميل، أخي سالم المحيجري، لا عدمنا طلتك الزكية. تحياتي.


الساعة الآن 01:34 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية