منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   التوأم الجزء الأخير (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=18158)

ناجى جوهر 03-09-2013 12:39 AM

التوأم الجزء الأخير
 


التوأم

الجزء الأخير

قال حسن : أنزلها يا حسين, ودعنا نعرف ما قِصتها!!
حمل حسين الجارية, ودلاها إلى أخيه
فلما أقعدها على الأرض وأمعن فيها النظر قال حسن :
يا سُبحان الله, إنها تلك الجارية فعلا
لولا شحوب لونها
و ذبول نظرتها
و ضعف بنيتها
وفيما كانا حائرين في أمرها
فتحت الجارية عينيها, وجالت ببصرها في أرجاء الكوخ
فلمّا لم ترى العجوز الساحرة, سألتهما :
أين هي تلك العجوز ؟
فقال لها حسن : لقد قُتلت ...
فتنفّست الفتاة الصعداء
ثمّ قالت : الحمد لله الذي خلّصنا من شرها
ولكن من أنتما؟
و من أين قدمتا؟
ترك حسن أخاه حسين والجارية يتحدثان
بعد أن عرف أن تلك الساحرة
إختطفتها من بِلادها وهي طفلة, وكانت تتشكل على صورتها
لتوقع الرجال في شراكها, ثم تسحرهم, وتسلُب أموالهم
وكانت تحبسها في تلك الكوة ولا تُطعمها إلا قليلا
وجد حسن حضيرة واسعة على أطراف الكوخ
تأوى قطيعا كبيرا من الغنم
فأخذ شاة سمينة وذبحها, وشواها, ثم دعا أخاه والجارية
فقدما إليه وهما يضحكان, ويتمازحان في فرحة طـاغية
وقد شبكا يديهما معا فكانا يبدوان كعروسين سعيدين
عرف حسن أن أخاه قد أحب الفتاة, وأنها قد أحبته
وأنهما مناسبين لبعضهما
وبعد أن أكلوا و شربوا, قال حسن للجارية :
أتُزوجين نفسك من أخي حسين, على سنة الله و رسوله ؟
فطأطأت رأسها, وسكتت
فقال حسن : السُكوت علامة الرضى
ثم قال لأخيه حسينا :
أترضى بها زوجة لك على سنة الله ورسوله ؟
قال حسين : نعم
قال حسن و أنا الشاهد بعد الله على ذلك
باتوا ليلتهم يتحدّثون,ثم قال حسن لأخيه :
خذ زوجتك و أصعدا إلى كُوتكما
فقال حسين : لا لن أدخل بها إلا بعد أن تراها أمي
وأعمل لها زفاف لائقا
و في الصباح دلتهما الجارية على مخابئ العجوز و كنوزها
فقاموا بحمل تلك الكنوز على ظهور الإبل
وساقوا قطعان الماشية و البهائم إلى ديارهم
كانت أم حسن مؤمنة, لذلك لم تفقد الأمل والرجاء بعودة إبنيها
فكانت تجلس كل يوم في شرفة غرفتها. تراقب الأفق البعيد
و تراقب القادمين من السفر لتسألهم عن إبنيها
أما شمس النهار فكانت تخرج كل يوم مع بعض الجوارى
إلى الريف القريب
لتسأل الرائح والغادي عن حسن و أخيه
أمّا مسرور الخادم الأمين فقد تولى أمور المتجر
وحفظه و نماه في غيبة مواليه
حلمت أم حسن ذات ليلة حُلما أعاد إليها إبتسامتها
وأدخل على قلبها بعض السرور
لقد رأت في منامها عصفورا أخضرا يطير
مبتعدا عن عشه
ثم رأت عصفورا آخر يخرج في أثره
وبعد قليل عاد العصفوران
يحمل كل منهما غصنا رطبا في منقاره
ورأت عصفورا ثالثا يتبعهما
فأستبشرت خيرا, وبادرت إلى شرفتها
وهي تأمل أن ترى توأميها
إنتظرت أم حسن في شرفتها حتى أوشكت الشمس
على المغيب وحين همّت بالدخول إلى غرفتها لمحت فارسا
يعدو على ظهر فرسه, ويتجه نحو القصر
فتوقفت, تنظر وتنتظر
لم يطُل أنتظارها, فلقد إقترب الفارس فإذا بها
إحدى وصيفات شمس النهار فأنشغل قلبُ أم حسن
ونزلت لإستقبال الوصيفة
التي سألتها بعدما التقطت أنفاسها :
ما بِشارتي يا أم حسن ؟
قالت أم حسن : بُشراك خيرا إن شاء الله
ولكن بما تُبشّريني ؟
قالت الوصيفة : لقد وصل إبناك حسن وحسين
قالت أم حسن : أحقا ما تقولين ؟
وقبل أن تُجيبها, سمعت جواريها تزغرد وتقول :
حمدا لله على سلامتكما يا سيدي , فأرادت أن تنزل
لكن كان ولداها أسرع و أقدر على الحركة منها
فلما رأتهما أغمي عليها من شِدّة السرور
لم تسع أم حسن الفرحة بعد أن فاقت
فأرتمت على الأرض ساجدة لله
وبادر إليها ولداها يقبلان رأسها
فكان مشهدا عاطفيا مؤثرا
وبعد أن غرفت أم حسن كل ما جرى مع ولديها
قالت مغتِبطة :
أرى أن نُزين القصر برايات الفرح
وأعلام السرور, و أن يتم
العرس ههنا في قصر كما المُنيف
فرد عليها حسن :
نعم أماه سنزين القصر كما ذكرتي
ولكن العرس سنقيمه في الميدان العام
كي يشهده القاصي والداني, فماذا تقولين ؟
سرت أم حسن من هذا الراي السديد
فحزمت أمتعتها, وخرجت مع جواريها
فلما وصلت إلى زوجتي ولديها
إستقبلتها شمس النهار زوجة حسن
ثم رافقتها وأدخلتها على زوجة حسين في خدرها ...
فلما رأت حسنها وجمالها سبّحتِ الله
http://up.graaam.com/uploads/thumbs/...2fc4a659c8.jpg
وحين أستنطقتها, وجدتها ظريفة أديبة
فتضاعفت محبتها وقيمتها
إستمر الفرح بعودة حسن وحسين ثلاثة أيام بلياليها
ذبحا خلالها الكثير من الإبل والأغنام
وأطعما الفقراء والمساكين والمحتاجين وعابري السبيل
وقبل أن يعودوا إلى قصرهم, إقترح حسن على أمه وأخيه
أن يتصدقوا ببعض المال, والماشية على روح والدهم
فوافقوه على ذلك
ثم غادروا ذلكم الميدان, وتوجهوا إلى القصر ...
وعاشوا سعداء حتى أتاهم اليقين

و إلى اللقاء مع حكاية جديدة



عبدالله الراسبي 04-09-2013 03:59 PM


الله الله الله
اخي العزيز المبدع ناجي جوهر لطالما اشتقنا كثيرا
الى نهاية هذه القصه الجميله
والاكثر من رائعه
تسلم على هذا النص الجميل والرائع
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم
وتقبل تحياتي

سالم الوشاحي 05-09-2013 11:10 PM

الأستاذ القدير ناجي جوهر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسلوبك في الطرح كان ممتعن ولقد شدني بطريقة ساحرة

فماأجمل السرد ومااروع تلك المشاهد والنهاية السعيدة

للأخوين التوئمين ...

لقد أبدعت في تفاصيل القصة بدلالاتها وحبكها وماحملته من إنتصار

الحق على الشر ....

أحييك ثانية ..ونترقب جديدك بشغف أستاذي الراقي .

خالص التحية و التقدير .

خليل عفيفي 06-09-2013 01:07 AM

الأخ العزيز ناجي جوهر
ظهر الإبداع جليا باكتمال حلقات القصة
التي كانت مشوقة لنا من بدايتها
كم نتمنى أن نرى هذا الإنجاز قريبا
في عمل روائي أو قصصي لمجموعة أعمالك الأدبية

ناجى جوهر 06-09-2013 11:32 PM


السلام عليكم أخي عبدالله الراسبي
شكرا لك على المتابعة و التشجيع


ناجى جوهر 06-09-2013 11:34 PM


شكرا لك أخي العزيز سالم الوشاحي
على هذه الايجابية في التفاعل مع مشاركاتنا
لك مني كل التقدير و الإحترام


ناجى جوهر 06-09-2013 11:37 PM


حفظك الله و رعاك أستاذ خليل
شهادتك وسام أفتخر بوضعه على رأسي
شكرا لك على التشجيع
على التوجيه
على الايحاء
على نبل الأخلاق
على سمو النفس و الروح
على نقاء السريرة
دمت بخير


رحيق الكلمات 09-09-2013 07:52 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجى جوهر (المشاركة 205749)


التوأم

الجزء الأخير

قال حسن : أنزلها يا حسين, ودعنا نعرف ما قِصتها!!
حمل حسين الجارية, ودلاها إلى أخيه
فلما أقعدها على الأرض وأمعن فيها النظر قال حسن :
يا سُبحان الله, إنها تلك الجارية فعلا
لولا شحوب لونها
و ذبول نظرتها
و ضعف بنيتها
وفيما كانا حائرين في أمرها
فتحت الجارية عينيها, وجالت ببصرها في أرجاء الكوخ
فلمّا لم ترى العجوز الساحرة, سألتهما :
أين هي تلك العجوز ؟
فقال لها حسن : لقد قُتلت ...
فتنفّست الفتاة الصعداء
ثمّ قالت : الحمد لله الذي خلّصنا من شرها
ولكن من أنتما؟
و من أين قدمتا؟
ترك حسن أخاه حسين والجارية يتحدثان
بعد أن عرف أن تلك الساحرة
إختطفتها من بِلادها وهي طفلة, وكانت تتشكل على صورتها
لتوقع الرجال في شراكها, ثم تسحرهم, وتسلُب أموالهم
وكانت تحبسها في تلك الكوة ولا تُطعمها إلا قليلا
وجد حسن حضيرة واسعة على أطراف الكوخ
تأوى قطيعا كبيرا من الغنم
فأخذ شاة سمينة وذبحها, وشواها, ثم دعا أخاه والجارية
فقدما إليه وهما يضحكان, ويتمازحان في فرحة طـاغية
وقد شبكا يديهما معا فكانا يبدوان كعروسين سعيدين
عرف حسن أن أخاه قد أحب الفتاة, وأنها قد أحبته
وأنهما مناسبين لبعضهما
وبعد أن أكلوا و شربوا, قال حسن للجارية :
أتُزوجين نفسك من أخي حسين, على سنة الله و رسوله ؟
فطأطأت رأسها, وسكتت
فقال حسن : السُكوت علامة الرضى
ثم قال لأخيه حسينا :
أترضى بها زوجة لك على سنة الله ورسوله ؟
قال حسين : نعم
قال حسن و أنا الشاهد بعد الله على ذلك
باتوا ليلتهم يتحدّثون,ثم قال حسن لأخيه :
خذ زوجتك و أصعدا إلى كُوتكما
فقال حسين : لا لن أدخل بها إلا بعد أن تراها أمي
وأعمل لها زفاف لائقا
و في الصباح دلتهما الجارية على مخابئ العجوز و كنوزها
فقاموا بحمل تلك الكنوز على ظهور الإبل
وساقوا قطعان الماشية و البهائم إلى ديارهم
كانت أم حسن مؤمنة, لذلك لم تفقد الأمل والرجاء بعودة إبنيها
فكانت تجلس كل يوم في شرفة غرفتها. تراقب الأفق البعيد
و تراقب القادمين من السفر لتسألهم عن إبنيها
أما شمس النهار فكانت تخرج كل يوم مع بعض الجوارى
إلى الريف القريب
لتسأل الرائح والغادي عن حسن و أخيه
أمّا مسرور الخادم الأمين فقد تولى أمور المتجر
وحفظه و نماه في غيبة مواليه
حلمت أم حسن ذات ليلة حُلما أعاد إليها إبتسامتها
وأدخل على قلبها بعض السرور
لقد رأت في منامها عصفورا أخضرا يطير
مبتعدا عن عشه
ثم رأت عصفورا آخر يخرج في أثره
وبعد قليل عاد العصفوران
يحمل كل منهما غصنا رطبا في منقاره
ورأت عصفورا ثالثا يتبعهما
فأستبشرت خيرا, وبادرت إلى شرفتها
وهي تأمل أن ترى توأميها
إنتظرت أم حسن في شرفتها حتى أوشكت الشمس
على المغيب وحين همّت بالدخول إلى غرفتها لمحت فارسا
يعدو على ظهر فرسه, ويتجه نحو القصر
فتوقفت, تنظر وتنتظر
لم يطُل أنتظارها, فلقد إقترب الفارس فإذا بها
إحدى وصيفات شمس النهار فأنشغل قلبُ أم حسن
ونزلت لإستقبال الوصيفة
التي سألتها بعدما التقطت أنفاسها :
ما بِشارتي يا أم حسن ؟
قالت أم حسن : بُشراك خيرا إن شاء الله
ولكن بما تُبشّريني ؟
قالت الوصيفة : لقد وصل إبناك حسن وحسين
قالت أم حسن : أحقا ما تقولين ؟
وقبل أن تُجيبها, سمعت جواريها تزغرد وتقول :
حمدا لله على سلامتكما يا سيدي , فأرادت أن تنزل
لكن كان ولداها أسرع و أقدر على الحركة منها
فلما رأتهما أغمي عليها من شِدّة السرور
لم تسع أم حسن الفرحة بعد أن فاقت
فأرتمت على الأرض ساجدة لله
وبادر إليها ولداها يقبلان رأسها
فكان مشهدا عاطفيا مؤثرا
وبعد أن غرفت أم حسن كل ما جرى مع ولديها
قالت في مغتِبطة :
أرى أن نُزين القصر برايات الفرح
وأعلام السرور, و أن يتم
العرس ههنا في قصر كما المُنيف
فرد عليها حسن :
نعم أماه سنزين القصر كما ذكرتي
ولكن العرس سنقيمه في الميدان العام
كي يشهده القاصي والداني, فماذا تقولين ؟
سرت أم حسن من هذا الراي السديد
فحزمت أمتعتها, وخرجت مع جواريها
فلما وصلت إلى زوجتي ولديها
إستقبلتها شمس النهار زوجة حسن
ثم رافقتها وأدخلتها على زوجة حسين في خدرها ...
فلما رأت حسنها وجمالها سبّحتِ الله
http://up.graaam.com/uploads/thumbs/...2fc4a659c8.jpg
وحين أستنطقتها, وجدتها ظريفة أديبة
فتضاعفت محبتها وقيمتها
إستمر الفرح بعودة حسن وحسين ثلاثة أيام بلياليها
ذبحا خلالها الكثير من الإبل والأغنام
وأطعما الفقراء والمساكين والمحتاجين وعابري السبيل
وقبل أن يعودوا إلى قصرهم, إقترح حسن على أمه وأخيه
أن يتصدقوا ببعض المال, والماشية على روح والدهم
فوافقوه على ذلك
ثم غادروا ذلكم الميدان, وتوجهوا إلى القصر ...
وعاشوا سعداء حتى أتاهم اليقين

و إلى اللقاء مع حكاية جديدة



هانحن بعد انتظار
نصل الى النهاية المنتظره
لرواية شوقتنا وامتعت فضولنا ايها الكاتب القدير
تحيتي وشكري لجهودك الرائعة هنا
تقبل مروري
وننتظر جديدك

ضي 09-09-2013 08:36 AM

أخي ناجي جوهر ما اجمله من سرد وابداع ...
جمياة هي هذه النهاية السعيدة ...
قلم مبدع ..
كن بخير اخوي ناجي وننتظر جديدك ..

ناجى جوهر 10-09-2013 12:00 AM


شكرا لك أستاذة رحيق الكلمات



الساعة الآن 11:32 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية