منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   النثر والخواطر (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   حروف ومدينة (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=13463)

زهرة 28-07-2012 04:47 PM

حروف ومدينة
 
عما يتكلمون؟
لا أدري.....
ربما عن سحابة لا تمطر.....
أو أن هناك شجرة لم تثمر.....
لا تسألني.....فأنا لست أدري.
لعلهم يتهامسون عن قضية ما.....
أنهم عثروا على القاتل ولم يتعرفوا على المقتول.
لعلهم يبحثون عن ملجأ لليتيم في بطن الحوت.


لأني أتكلم لهذا السبب أرى الحروف تتألم.
مع أن الصمت يشعل في القلب لهيبا يحرق الجيران.
عجيب أمر السطور حين لا تنتهي إلا ب....
قد تحكي قصة فيها ألف سؤال
أو أنها ليست إلا الجواب.....
الأغرب أن كل الأقوال مجرد أكاذيب مكشوفة.
لعل المنطق يقول ارموا النساء بالحجارة.
لعل قلوب العذارى غدت لهواة الدعارة.
رغم أن الأجواء لا تبشر بهطول المطر.
والسماء لا تنذر بأن عاصفة قادمة في الطريق.
لعل البواب لم يغلق الباب أو أن الفتاة أضاعت المفتاح.
لم تخبرني تلك السيدة أن النساء لا تسطيع تحمل الولادة.
لم أعلم أن العقل يشيب مفاتن الرجولة.....


سأستمع لهمسات الرياح.....
فلربما ستخبرني الى أي قبلة سأوجه نافلتي.
فلربما هناك يقبع صغيري الجائع.....
أو أن أجد ما أقتبس منه إرادتي المنشودة.
يقولون أن العمر لا يعرف أن يتجه القطار.
فهل يعلم من يركب القطار أن يتوقف المسار.
قلت لهم لا أجيد كتم الحروف .....
ولا أتقن كيف أجعل الكلمات تتغزل بالحسن والمعروف.
أتقن الصمت فلهذا يخنقني الحزن حين أكتب.
ولكن حنجرتي ما زالت تردد أغنية الحياة.
تصر على وجودي.....
وتصر أن أكتب:
ما أروع الليل.....
يضي بنجومه السماء،
يتغنى ببدره في الفضاء,
ما أعذب هذا النسيم.....
تجبرني حروفي على المقاومة.
تأمرني بالجهاد وتجبرني على الصلاة على الأموات.


تهت ولم أدري من أي سبيل أوقعت نفسي في الجحيم.
كنت أود أن يتوقف بي القطار في آخر محطة,
تطل على بحيرة كأنها مرآة للسماء.
تتراقص الأشجار حولها حين تعزف الرياح.
تفوح روائح الأزهار من تيجانها في آخر المساء.
تغني الأرواح هناك حين يشدو النسيم.
تتطاير الأوراق وتسافر بعيدا مع كل قطرة دم.
تسكن هناك في الآفاق عندما تعناقها قبلة فم.
تستقر هناك حيث الشتاء والثلج.
تهيم في سطورها حروف العشق والدفء.
تسمعني صداها،تعجزني عن الكلام ،تجبرني على الهمس.


تبدأ الطيور بالرحيل كلما رأت الغروب.
تتجه حيث يكون .....
وكأن أهازيج العشق تدعوها إليه.
يغريها بثوبه الملتهب بالألوان.
يجبرني على النظر نحوه.
يغريني بروعة الأحاسيس حين يثيرها في جوفي.
فما ألبث إلا أن أفتح فمي لتقبيل الحياة.
مع أن العاصفة في أوج طاقاتها.....
والأمواج تنذر بأنها ستكسر الشراع.
وما زالت الأم تطعم صغيرها الجائع,
والأب يلاحق حظه الضائع.....
الأجواء في الخارج تحضر التجوال في المدينة.
القائمون على الدمار يبشرون الصغار بالهزيمة.
رغم أن الحمامة لم تغادر بعدها العش.
والثعلب لم ينتهي من اغراء النساء.
مع أن العجائر تدرك أن موت الرجال محتوم.....
بحثت هناك عن من يرثو التراب والدم.
وعلمت أن الحياة لا تشيب ولا يصيبها الهم
.فأدركت أن حروفي تؤلمني حين يحصرها الكم.....

كمال عميره 28-07-2012 05:07 PM

لا إدري ايتها الزهرة...أهذه مرثية الزمن الذي تاهت في خضمه خطواتنا
أم تقرير مثير عما يحيطنا من وجع المراحل
تساؤلاتك موجعه...بصدق يلزمني الوقوف طويلا هنا كي أعي وأدرك....
وأعطي نبضك الموجع بحق ....حقه في الغوص داخل
زوايا النفس البشرية...إستمري فقط أيتها الزهرة....في قرع الخزان. ..علّ فرجا يقفز في فضاءات
العدم....وتصير الحياة حينها قابلة للعيش...ز
دمت ودام نبضك...............وتقبلي مروري المتواضع جدا

زهرة 28-07-2012 05:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كمال عميره (المشاركة 154857)
لا إدري ايتها الزهرة...أهذه مرثية الزمن الذي تاهت في خضمه خطواتنا
أم تقرير مثير عما يحيطنا من وجع المراحل
تساؤلاتك موجعه...بصدق يلزمني الوقوف طويلا هنا كي أعي وأدرك....
وأعطي نبضك الموجع بحق ....حقه في الغوص داخل
زوايا النفس البشرية...إستمري فقط أيتها الزهرة....في قرع الخزان. ..علّ فرجا يقفز في فضاءات
العدم....وتصير الحياة حينها قابلة للعيش...ز
دمت ودام نبضك...............وتقبلي مروري المتواضع جدا

أيها العظيم إن المتاهات تجعل من الإنسان نحاتا ينحت في الحروف من دم يسيل في جوف فارغ
كل أخذ حقه حتى النبض المفعم بالاوجاع ياخذ نصيبه في أن يتوه ويتاوه
مروركم الرائع هنا يشرف كلماتي
بل تخجل حروفي من مقام حروفكم
دمتم اللقلم

محمد الطويل 28-07-2012 06:10 PM

زهره .............

يسرني أن أرحب بك هنا وأشكرك على اختيارك هذه المحطة كي نركب معك عربات القطار المزينة بالإبداع الراقي .

سيدتي ....

أسربل بين كلماتك وأتعثر وأنا كالتائه أو كالثمل في الليالي الملساء يستند الجدار فيهديه الجدار للجدار وهكذا .

الحياة ستبقى لا تسير على وتيرة واحدة وستبقى أحداثها برغم غرابتها قمة الأحداث التي يجب أن ترسم لنا لوحة من زمن قادم ولوحات من ذكريات مؤلمة . جميعنا يتوسد الذكرى لكن عقارب الوقت لا تعود إلى الوراء ويظل الحنين نار ملتهبة في الصدر لكن الطريق إلى العودة مغلق وعليه كثير من لوحات الإغلاق .

على منضدة الليل المتوجس بالأمس تطوف المرأة أمام ناظري فتبتسم شفاهي لأن المرأة لهذا الكون تلابيب ضياء ترسل إلى أرض مظلمة قد أعيتها الحروب وأنهكتها التفاصيل العبثية ... على منضدة الليل تبقى المرأة قناديل تؤرجها رياح الأمل تضيئ للرجل كثير من عتمات الطريق .

لا الوقت يشيب ولا الزمن يتوقف وجميعنا نتحرك باتجاهه رغماً عنا لكننا في النهاية نكمل بعضنا ولا يمكن أن أسير في الطريق دونك كما لا يمكن أن تسير خطاك دوني .




ألف تحية لك وننتظر القادم منك .

عبدالله الراسبي 29-07-2012 12:28 AM


الاخت الفاضله زهره تسلمي على هذا الابداع الرائع والجميل
كلمات ومفردات طيبه
واصلي ابداعك الطيب
وننتظر جديدك هنا دائما
تقبلي تحياتي

أزهارُ الكرزْ 29-07-2012 01:04 AM

حروفٌ ومدينةْ ومدينةٌ شكلت من أبجدياتِ لغتك
ومن مدائن فكرك ، ومن جمالِ أدبك ، بحق استمتعتُ بكل
مفردة خطتها يمنيك ،، شكراً لحرفكِ المبهر ولعزفكِ الممطر
كل المنى لكِ يا وردة ..

سعاد زايدي 29-07-2012 02:22 AM

أختي زهرة ..............،

رمضان كريم وكل عام وانت بالف خير

كما أن للحياة محطات لها ألوان مختلفة ومكلمة أيضا تصوغ بها وجع الفكر على الإنسان وتأثره بها

على نفسه فتصبح بشكل الطبيعة التي تحتويه واللبنات التي تخوض عنه مبادرات الحلم المدجج بالأنين

نكبره مرة ويكبرنا مرات، نكسره مرة ويكسرنا مرات.

لكن يبقى للأمل لون في ذاكرة تخشانا وتخشى صدقنا.

شكرا لك وتقبلي مروري

نبيلة مهدي 29-07-2012 04:04 AM

عزيزتي زهرة..
هو وجتني أتوه و أتوه في محطات و مدن... لم أجد نفسي بعد فقد تهت بين هذه الأحرف..
نص جميل يدعونا لتوقف طويلا على أعتاب وجعنا...
سلمت يمناكِ أيتها العطرة... تقبلي مروري من هنا..

مودتي

مفتاح الذهب 30-07-2012 02:33 AM

كلمات جميلة جدا راقت لي

من قلبي ودي المعطر

ضي 30-07-2012 04:54 PM

أختي زهرةنص جميل ..
كتبتي فأبدعتي مابين محطات الحياة
وبعثرة جروف جميلة
راق لي تميز حرفك
كل التحية لك...


الساعة الآن 05:41 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية