منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   مغامرات نصيب عين ما سمّت (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=22824)

ناجى جوهر 27-12-2016 08:49 PM

مغامرات نصيب عين ما سمّت
 




مغامرات نصيب




(المزعج ذاته)





عين ما سمّت


قال الخال: منهاج النبي صلّى الله عليه وسلّم هي سنّته عليه السلام

فسألت البنت: وايش يعني سنّة؟

قال: سنة النبي هي افعاله واقواله واقراره

قالت مَي ثَل: بسّش من سوالات خلّي خالش يوهد، وكان هدفها قطع الحديث

وطرد الرجل بطريقة غير مباشرة.

ولم يستوعب نصيب كثيرا مما سمع، ولم يكن ليهتمّ بالمثاليّة وكذلك اسرته.

بينما حقّق رجيبُن (رجب) معدلا ممتازا في امتحانات الدبلوم العام النهائية أهّله

للدراسة في بريطانيا على حِساب الدولة، وكان الوحيد الذي أحرز ذلك المعدّل

العالي من ابناء بلدته، واقام والداه حفلا بسيطا لاستقبال المهنّئين من الأهل

والجيران، وكان سرور الشّاب عظيما بثناء الناس وتبريكاتهم، وحضرت فاطمة

بنت نصيب الحفل برفقة والدتها وجدّتيها، فجلسن منعزلات واجمات عابسات متّشحات

بالسواد وكأنهن في عزاء. وظللن يراقبن الناس ويتهامسن ويتضاحكن بطريقة استفزازيّة

وبعد أيّامٍ أصيبت الشابة فاطمة بنت نصيب بكآبة فضيعة، وانتابتها موجة حُزن وانطوائية

فاعتزلت أسرتها، وادامت السرحان والشرود في يأس وأسى، وكرهت الطعام والشراب

ثم لجأت إلى البكاء بحرقة وحسرة إلى أن تغيّر لونها وازداد شحوب وجهها واحمرار عينيها

وساءت حالتها الصحيّة فحملت الى المستشفى. ولم تظهر الفحوصات الطبّية أية عوارض مرضية.

واستمر سكوتها وسكونها ولم تنطق بحرف يشرح ما اعتراها أو ينبئ بمّا أصابها، وعجزت أسرتها

عن استنطاقها، وحاروا في شأنها وأحزنهم ما أصابها، ولم يفهموا حالتها، وسمع الأهل والجيران

بمرضها فأتوا لعيادتها، وعندما دخلت عليها أم رجب زائرة اضطربت فاطمة بنت نصيب وتشنّجت

وزاد بكاؤها وارتفع نحيبها، وسط دهشة واستغراب الجميع. ولم تفلح هدايا ووعود الأهل في اخراجها

من أزمتها النفسية التي لا يعرف أحد سرّها ولا سببها. وانتحل جسم البنت حتى أو شكت على التلف

وعجز الجميع عن كشف سرّها، واراد رجب أن يطمئن عليها قبل السفر، وبحكم العادات لا يجوز له

أن يرى وجهها إلاّ من خلف البرقع؛ وعندما ابلغتها جنه بأنّ ابن الجيران وصديق الطفولة وزميل

الدراسة رجب يستأذن للاطمئنان عليها اضطربت اضطرابا شنيعا، واشاحت بوجهها، وظهر عليها

التوتّر؛ ففهمت الأم أنّها لا ترغب في رؤيته، فاعتذرت إلى الشاب القريب، فقال:

سلّمي عليها يا خاله كثير، وقولي لها هل هالله بعمرش، فاطمه ذكيّه ومن خير البنات لاكان مع

الأسف هي ما ذاكرت زين؛ والا كان جابت مجموع خير منّي ودخلت الجامعة وهي تضحك.

وعندما سمعت فاطمة هذه الرسالة كادت تطير من الفرحة والزّهو والحماس ونهضت من على فراشها

مبتهجة ونادت في سعادة: ارجب ارجب، لكن رجب قد ابتعد كثيرا، فطلبت من أمّها أخذها إلى منزل

أهله ليلا لتوديعه، فقالت جَنه: كيف با تسيرين وانتي تجتفين من الجوع؟

فقالت الفتاة منتشية: انده بو القوت، وفعلا أكلت فاطمة بشراهة بينما جلست أمّها تضرب اخماس

في اسداس. وبعد المغرب لبست أجمل فستان وقد علا وجهها البشر واشرق جمالها الفاتن وسرى دم

الحياة في عروقها بطريقة مدهشة، ومشيتا إلى أن دخلتا منزل الجيران الغاصّ بالمودّعين والمهنين

وحتّى الفضوليين، وما إن دخلتا حتّى استقبلتهما عافيه وهي تزغرد، فأثارت انتباه الناس، وما إن

وقعت عين إحدى النساء على وجه فاطمة الوضيء وشاهدت اناقتها وانوثتها النامية وشعرها

المنسدل كخيوط حرير ذهبية حتى شهقت وهي تقول:

أوه أوه ايش ذا الجمال كُلُّو يا بتّ نصيب؟ سندرلا والا كيف؟

فوقعت الفتاة مغشيا عليها و ...





زهرة السوسن 27-12-2016 11:13 PM

أكرمك الله وأمدك بالعافية، أستاذنا الكريم: ناجي جوهر، وتسلم على هذا العطاء الشائق، فكم افترت شفاهنا عن ابتسامة لطيفة، ونحن نقرأ هنا، ما يشرح الخاطر. كل الاحترام والتقدير.

ناجى جوهر 28-12-2016 09:53 PM




حفظك الله ورعاكِ أستاذة عائشة الفزاريّة
شرّفني تفاعلك وابهجني ثناؤك
فجزاك الكريم خيرا
وتقبّلي شكري
وتحيّاتي





الساعة الآن 07:53 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية