جحيم الإنتظار,,
فتحت شباك غرفتها ترقب الشارع الذي عادة ياتي منه... عند الغروب.,,, بين الأشجار التي تحضن الشارع بظلالها,,, وكناري يتراقص بين الأغصان مغردا,,, كعادتها تنتظر وترقب حضوره,,,, فهو الجاثم على أفكارها وعواطفها ,,,,كغيمة شتاء في نهار صيف مستعر,, هو الحنان والدفئ,,, كسيرة الجناح ,,,,تنتظر شبح يأتي ليرسم على وجهها إبتسامة اللقاء,, هناك من بعيد لمحت طيفا قادما نحوها لـــــــ كن .. مجرد طيف وإندثر ,, يا إلهي ماذا حدث؟؟ بدأت تصطنع القلق,,, تحاول أن تعالج تواتر دقات فؤادها المرهف المرهق بصمت,, أين هو ؟؟ تسائلت,,تمتمت والقلق يثور في داخلها كالبركان ,, ,لقد تأخر هذه المرة,, فجأة .. بعد أن أطبقت شفتيها بشدة ومرارة,, تناثرت دمعتين من محاجر عينيها تاركة دعج العيون ,, مندفعة بقوة ,, تسحب من جوفها ألم وانكسار,, كغصن شوك مسحوب من كيس قطن,, تكسر كبريائها الأنثوي ,, تسحق الأمل بداخلها ,, تتغلغل بين مسامات شرايينها كسم كوبرا ,, كلهيب الجحيم الموقدة,, سرت,, جبّارة تخنق الأفئدة,, ,,, سالت الدموع على الخد تاركة خلفها أثر الكحل ,, كأنها تعبّد الطريق لدموع أخرى تعبد الطريق لألم حي لا يموت, مارا بين أزقة مدينة المآسي,,, تنهدت بصمت تأوهت ,,وأصدرت آهتين,, آآه,, ف آآه تركت شباكها ولوحتها الأسطورية,, ملتفتة لطفلها الصغير الممسك بلعبة حملته متجهة به نحو النافذة,, تأملت وجهه كأنها تبحث عن عزيز مفقود أغمضت عينها لبرهة,, أفــــــــــــاقت ,,لتعود مرة أخرى من كون الخيال إلى عالم الوقائع والحقائق الظالم,, ألصقت إبتسامة بريئة على وجهها وقالت: لا تقلق يا طفلي الحبيب,, فإن أباك عائد لا محالة ,,لا بد أن يعود سيعود حتما ليأخذنا حيث رحل,, لن يتخلى عنا أباك يا طفلي العزيز,, عرفته وفيّا صادقا,, ضمته لصدرها ..حاملة إياه..والدموع رسمت السواد على ظهر الرضيع ,,, فقد اغتيلت سعادتها وهي لا تزال عصفورة حالمة .. و تناست لبرهة أن زوجها شهيد الطرقات.... وهو حي عند ربه,,, ((رفقا بأطفالكم وزوجاتكم وأمهاتكم يا شباب ,,فهن قلوب رهيفة لا تحتمل الخدش والعصر والطحن,,, لا تسرع يا صاحبي فالموت أسرع)) ألف مودة,, |
اخي الفاضل : محمد الشحي ...
عزف رائع .. راق لي بوحك الجميل ... بنتظار جديدك .. تقبل مروري ... |
رائع انت اخي علي الشحي
كلمات جميلة وشعور رائع بارك الله فيك ووفقك ربي |
أخي علي الشحي لا تأتي إلا بما هو مميز لك التقدير على هذا الإبداع |
يالله ,
كلماتٌ رائعة جداً أخي ... راقت لي جداً خاطرتكْ .. , كن هنا و بإنتظار جديدك كل الود |
الشحي
جميل انت هنا ,,, ارويتنا من عذب حروفك شكرا لك |
كم هو الانتظار صعب ...
أخي علي الشحي راقي دوما بكل ما تنثره هنا .. كن مميزا ... |
اقتباس:
تحية لك من هنا ,, وشكرا على المرور وحللتي أهلا ونزلتي سهلا,,, مودتي ,, |
خوي علي
انه الانتظار المؤلم الذي يجتاح حياتنا دون رحمة كلمات جميلة. لانها ات بواقع يعيشو الكثيرون منا ما اروع قلمك وهو يوجه رسالة باسلوب مختلف ومنفرد ومميز شكرا ع وجودك الي اكثر من رائع باقات ورد لحرفك وشخصك |
جميلة رسالتك استاذي الفاضل
والأجمل نبض قلمك بها |
الساعة الآن 04:33 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir