جنون رهبة
بياض يقترب مني ، لا تزال الرهبة تستوطن فؤادي كلما رأيت بَياضا متحرك . هو آتٍ نحوي ، خطواته تتحرك جهتي ، نكست رأسي وركزت بصري على أرضية المستشفى التي مسحت بعناية، أرتفع خفقان قلبي لدرجة خلت أن الجميع يسمع دويه . من هذا ولم يقف قربي ؟؟! حاولت طرد هذه الفكرة ، وتركت لخيالي تأمل أشكال البلاط وما يوازيها من أرض الواقع ؛ سماء غائمة ، فتاة منكوشة الشعر ، وجه جحظت عيناه وأفغر فاه . إلا أن الصور تبخرت بمجرد جلوسه بقربي . ثقلت أنفاسي ، بدأت أطرافي ترجف ، وازدادت انتكاسه رأسي .أحسست أن صوت زفراته تثقب أذني امتعضت وبدأت أكيل له الشتائم بيني وبين نفسي ، لم أبقِ صفة سيئة إلا وألصقتها به . " قليل الأدب ، عديم التهذيب ، أليس لديه أخوات يخشى عليهن رد الدين "!! استجمعت قواي ، وسحبت قدماي لكرسي آخر , وجلست أفرقع أصابعي ، وأقضم شفتاي . بطرف عيني أبصرته قام من كرسيه ، وأقترب من جديد مني . ارتجف جسدي ، وقررت بعد نزاع مع النفس أنه لابد من تلقينه درسا في الأدب . سأجعل " من لا يشتري يتفرج " عليه ، سأضع حدا لوقاحته ! ملأت رئتي هواء ، وعقدت حاجبي ، ورفعت رأسي لأشتمه .. فإذا به أخي ..!! لم أتمالك نفسي ، ضحكت من سوء تفكيري ، من شتائمي له بيني وبين نفسي ، من استعجالي الحكم عليه . كل حركاتي لم تلفت انتباهه لانشغاله بهاتفه النقال لكن ضحكتي شدته . نظر إليّ باستغراب " ما بك جننتِ ؟ أجبت باستحياء " شيء من هذا القبيل " |
الأخت الفاضله منى سيف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً بكِ هنا ... قصة جميله وطرفة تبين جمال السرد وروعة التفاصيل بكل واقعية... جميل هو حرفك ومتألق كعادتك. سجلي إعجابي وتقديري العميق |
الاخت الفاضله منى سيف قصه جميله جدا ورائعه وسرد اجمل ورائع وتقبلي تحياتي |
سرد رائع بصراحة،،:)
|
ماشاء الله أسلوبك مبدع وتصويرك للاحداث في منتهى الجمال
|
اقتباس:
منى اتقان جميل للغة السرد فكاهية نبحث عنها في زمن اشتدت نواقيس قسوته تحيتي لكِ |
الساعة الآن 04:08 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir